ومنذ أكثر من شهر يتظاهر الآلاف كل يوم للمطالبة بانتخابات مبكرة ورحيل الرئيس مادورو قبل انتهاء ولايته في ديسمبر 2018.العرب [نُشر في 2017/05/04، العدد: 10622، ص(5)]رفض صياغدة دستور جديد كاراكاس - خرجت المعارضة الفنزويلية في تظاهرة كبيرة الأربعاء للتصدي لمشروع صياغة دستور جديد طرحه الرئيس نيكولاس مادورو، منددة بمناورة لتجنب إجراء انتخابات والتمسك بالسلطة. وتحت شعار “محاربة مشروع الدستور الجديد” تجمع المناهضون لمادورو على طريق سريع في شرق كاراكاس. ومنذ أكثر من شهر يتظاهر الآلاف كل يوم للمطالبة بانتخابات مبكرة ورحيل الرئيس مادورو قبل انتهاء ولايته في ديسمبر 2018. وقتل 31 شخصا في فنزويلا خلال التظاهرات وأعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ مطلع أبريل كما أعلنت النيابة الأربعاء. وأكد فريدي غيفارا، نائب رئيس البرلمان، الهيئة الرسمية الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة منذ نهاية 2015، “علينا الحرص على أن يكون (مشروع الدستور الجديد) آخر خطأ يرتكبه النظام الدكتاتوري. لقد سقط كل الحكام الدكتاتوريين”. وأضاف “هذه المسرحية التي يريد تنظيمها لا يمكن أن تسلبنا أكبر قوة لدينا، وهي قوة الشعب في الشارع”. وبعد شهر تماما على بدء موجة التظاهرات وأعمال العنف، دعا مادورو الاثنين إلى تشكيل مجلس تأسيسي “شعبي” ينتخب أعضاؤه الـ500 أو يعينون من قبل مختلف قطاعات المجتمع. وستكون مهمة هذا المجلس صياغة دستور جديد يحل محل دستور 1999. وقال زعيم المعارضة والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية إنريكي كابريليس “إنه تزوير من قبل مادورو. بما أنه غير قادر على الفوز بالانتخابات، يريد فرض النموذج الانتخابي الكوبي للبقاء في السلطة”. ويعتبر كل استحقاق انتخابي مجازفة بالنسبة إلى الرئيس في هذا البلد النفطي الذي انهار اقتصاده مع تراجع أسعار النفط فيما خرج معدل التضخم عن السيطرة وهناك نقص في غالبية المواد الغذائية والأدوية. ويرغب سبعة فنزويليين من أصل عشرة في رحيل فوري لمادورو الذي انتخب عام 2013 بعد رحيل مرشده السياسي هوغو تشافيز الذي تولى الرئاسة بين 1999 و2013. ومنذ الأول من أبريل لم تتمكن أي من التظاهرات التي نظمتها المعارضة من الوصول إلى وسط كاراكاس، حيث تتركز غالبية المؤسسات المعروفة بقربها من معسكر الرئيس. وقال مادورو “المعارضة قررت المضي حتى النهاية. اليوم هي على وشك الانتقال إلى تمرد مسلح في مواجهة هذا الظرف الخطير”. لكن بالنسبة إلى المحللين فإن الرئيس ومن خلال تصرفه على هذا النحو، يجازف بتأجيج الأزمة السياسية في فنزويلا والتي تثير قلقا متزايدا لدى المجموعة الدولية.
مشاركة :