وقعت روسيا وإيران الداعمتان للنظام السوري، وتركيا المؤيدة للمعارضة، مذكرة تنص على إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» في سوريا، بناء على خطة قدمها الكرملين سعياً لتعزيز وقف هش لإطلاق النار، وبينما أكدت روسيا أنها ستضمن عدم تحليق طائرات فوق مناطق تخفيف التصعيد، أعربت المعارضة عن تحفظها وانسحب بعض أعضائها من القاعة، معتبراً أن مقترح المناطق الآمنة يهدد بتقسيم البلاد، في حين اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن خطة موسكو لإقامة «مناطق تخفيف للتصعيد» ستساهم في حل النزاع المستمر منذ ستة أعوام بنسبة 50 في المئة.وقع الوثيقة رؤساء وفود البلدان الثلاثة الراعية لمفاوضات السلام الجارية في أستانة بكازاخستان، ولكن أحد أعضاء وفد الفصائل المعارضة غادر القاعة احتجاجاً على توقيع إيران. وقال المتحدث باسم وفد الفصائل المعارضة أسامة أبو زيد «نحن لسنا طرفاً فيه، هو اتفاق بين الدول الثلاث. وبالتأكيد لا يمكن أن نقبل بان تكون (إيران) ضامناً في الاتفاق». واعتبر أن «تسمية مناطق تخفيف التوتر بحد ذاتها تثير إشكاليات» وأصر على أن فصائل المعارضة لن تقبل أي اتفاق لا يتضمن الحفاظ على «وحدة الأراضي السورية»، وضرورة أن يشمل أي اتفاق لوقف إطلاق النار جميع الأراضي، مضيفاً «نؤكد عدم قبولنا لاستثناء أي منطقة»، مؤكداً أن أي اتفاق يجب أن «يحترم إرادة الشعب السوري بتحقيق الانتقال السياسي الحقيقي». وقال وزير الخارجية الكازاخستاني خيرات عبد الرحمنوف إن «المشاركين في محادثات أستانة أعادوا النظر خلال اليومين الماضيين في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ووقف الأعمال العدائية». وأضاف «نتيجة ذلك، اتفقت الدول الضامنة على توقيع مذكرة لإقامة مناطق لتخفيف التصعيد في سوريا». ودعت مسودة الاقتراح الروسي إلى إقامة «مناطق لتخفيف التصعيد» في محافظة إدلب، وأجزاء من محافظة حمص في الوسط، إضافة إلى مناطق في الجنوب، وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق. من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن دمشق تدعم خطة حليفتها موسكو. ودعا رئيس وفد النظام إلى أستانة، بشار الجعفري، روسيا وإيران، وفقاً لما نقلته عنه الوكالة، إلى «بحث تفاصيل المذكرة الروسية مع دمشق في أسرع وقت ممكن».في الاثناء، رحبت واشنطن بحذر بالاتفاق الروسي التركي الايراني حول المناطق الآمنة، لكن الخارجية الامريكية شددت على القلق ازاء لعب ايران دورا في مفاوضات الاتفاق. كما رحبت مصر في بيان صدر عن وزارة الخارجية باتفاق المناطقة الاربعة لخفض التوترمعربة عن املها في التوصل الى حل سياسي للازمة السورية.وفي حين أشاد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بخطة إقامة المناطق الآمنة في سوريا، ووصفها بأنها خطوة في الاتجاه الصحيح لوقف حقيقي للقتال، قال بيان صادر عن الخارجية التركية، إن الاتفاق ينص على وقف «استخدام جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك العناصر الجوية»، و«ضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة من دون انقطاع إلى المنطقة». وكان أردوغان اعرب في تصريحات نشرتها صحيفتا «حرييت» و«يني شفق» عن أمله بأن يساهم «تنفيذ ذلك في حل 50 في المئة من المسألة السورية». ووصف أردوغان الخطة بأنها تنطوي على «مفهوم جديد» يختلف عن مقترحات أنقرة السابقة لإقامة مناطق آمنة. (وكالات)
مشاركة :