يا معالي الوزير: تعليمنا إلى أي اتجاه يسير؟

  • 5/17/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من حقي ومن حق أي مواطن ومواطنة أن يعرف تعليمنا إلى أين يسير؟ وفي أي اتجاه يسير؟ ومن الذي يسيره؟ ومن هو المسؤول عن تحديد مساره؟ تعليمنا في العشر سنوات الأخيرة أصبح وضعه لا يسر ولا يُطمئن ومستقبل الأجيال في خطر.. واقع تعليمنا هو أشبه بمن يدخل غابة لأول مرة لا يعرف في أي اتجاه يسير ومتى ينتهي مساره وكيف يتعامل مع ما يواجهه، ولا يعرف مكان إشراق شمسه ولا غروبها.. تعليمنا دخلته أجسام غريبة، وتسلم زمام مسؤولية بعض إداراته ممن لا يعرفون ولا يدركون عواقب التقرير.. بعض الإدارات في التعليم تقودها شخصيات ليست لهم علاقة بالتعليم والتخطيط والإدارة.. وهنا مكمن المشكلة!! ناقشتهم شخصياً وجادلتهم علمياً فوجدتهم في وادٍ والتعليم في حقول أخرى.. هؤلاء هم ممن تسببوا في بعض مشكلات التعليم السابقة، وهؤلاء ممن استفادوا من التعليم مناصب عالية ومزايا مالية وسياحة خارجية تحت مظلة المؤتمرات واللقاءات وإحضار الخبرات الوهمية والدراسات الورقية التعليم لا يصحح وضعه من خلال تعميم عاجل ومهم أو تصريح مقتضب يحمل لغة التهديد والوعيد أو تنظيم قرر بليل دامس ووقع المعني على شكله وهو لا يعرف مضمونه.. التعليم حمل المعلم والمعلمة وزره وفشله. مورست الضغوطات والاستفزازات بحق المعلم والمعلمة حتى تحولا إلى أطباق فضائية تستقبل وتنشرها في عقول الطلاب والطالبات بغض النظر عن مساوئها ومخاطرها.. المعلم والمعلمة يفطران على تعميم عاجل ومهم بتنظيم جديد، ويتغديان مساء على تعميم عاجل ومهم يُلغي ما أفطرا عليه، يتعشيان على تصريح يحمل التهديد والوعيد من مسؤول.. ألقي بالفشل على المعلم والمعلمة لأنهما لا يستطيعان الدفاع عن هذه التهمة بسبب القيود النظامية والتعليمات الشديدة والمنع المشدد بعدم الحديث للإعلام أو نشرها أو تسريبها بأي طريقة كانت، فالمتابعة نُصبت لتضع الأغلال في أعناقهم وتحويلهم إلى عمل إداري هو عقابهم.. بينما النفاق والتملق والتزلف، بل الكذب الصريح مدحاً وثناء وإشادة، يُعد رقياً، بل قمة الوفاء للمسؤول..هكذا هو واقع حياة المعلم والمعلمة مع وزارة التربية والتعليم.. التعليم الذي وصل إلى مرحلة الهاوية كان سببه وما زال السبب والمسبب مستمراً وهم الذين يعتلون المناصب. يا معالي الوزير: لقد بُح صوتنا ونحن نكرر في الصحف، إن إصلاح الوزارة وتنظيفها لا يبدأ من الأسفل بل يبدأ من الأعلى، المعلم والمعلمة ليسا هما سبب الفشل، هما أدوات لتحقيق الفشل الذي رسمه بعض المسؤولين في الوزارة، وهما مجندان لتنفيذ المشاريع الفاشلة وتطبيق التنظيمات الخاطئة إزاء أي ذنب ارتكباه حتى تشنوا هذه الحملات وآخرها دوام البصمة!! يا معالي الوزير: إن طلابنا وطالباتنا لا يحسنون القراءة ولا الكتابة ولا يعرفون أبجديات البحث ولا يتقنون فن الحوار والحديث ولا يعرفون جداول الضرب ولا يجيدون قراءة القرآن وحسن الحديث.. ثقافتهم ضحلة ومستواهم ضعيف وهممهم في الحضيض ومدارسهم منفرة وبيئتها طاردة، حتى دب اليأس فيهم فكرهوا الذهاب للمدارس، وتفشى الغياب حتى أصبح ظاهرة تتزايد ولا تلقى من الوزارة إلا تعميماً عابراً وسريعاً أشبه بمسكن يمنحه طبيب طوارئ. كُتب على الأسوار أبشع الألفاظ وخُط على الجدران أسوء العبارات وعُبث بالأثاث والمحتويات.

مشاركة :