أظهرت التوقعات والبيانات المتداولة بأنه من غير الممكن أن تعود قوة الأسعار النفطية والطاقة إلى وضعها السابق، وتعافيها من جميع التراجعات وعودتها إلى مستوياتها الماضية، وذلك في ظل وجود آليات وظروف ومسارات متعددة ظهرت حديثاً في قطاع الطاقة والنفط العالمي، قد تؤدي إلى عدم استقرارهما والقدرة على التحكم بأسعارهما خلال الفترة القادمة.قالت شركة نفط الهلال الإماراتية، إن أسواق النفط والطاقة العالمية باتت تعاني ضغوطا كثيرة بسبب التغيرات المحيطة بها، التي أصبحت تعطي أدواراً مؤثرة للمستهلكين تتجاوز في كثير من الأحيان قدرة كبار المنتجين في التأثير في مسارات الأسواق العالمية، وذلك في ظل استمرار التراجع والتحديات المتواصلة التي تفرضها مسارات الطلب القادمة من القطاعات الإنتاجية الرئيسية.وبينت أن كبار مستهلكي النفط أصبحوا قادرين على التحكم بمسارات الأسواق واقتصادات المنتجين إلى حد كبير، وذلك بسبب تعاظم وقوة حدة المنافسة بين منتجي النفط حول العالم، الأمر الذي أدى إلى منح المنتجين أدواراً متقدمة في هذا المجال.وأشارت «الهلال» إلى أن البيانات المتداولة تشير إلى ارتفاع نسبة الطلب الصيني على النفط بواقع 5.3 على أساس سنوي خلال الربع الأول من العام الحالي، حيث وصل حجم الطلب إلى مستوى 11.65 مليون برميل يومياً، وذلك نتيجة معدلات النمو التي يحققها الاقتصاد الصيني وارتفاع استهلاك قطاع النقل للوقود، إضافة إلى متطلبات رفع المخزونات، والتي تترافق عادة مع موسم صيانة المصافي.وأكدت «الهلال» أنه رغم العوائد الجيدة التي يحملها الطلب الصيني على أسواق النفط العالمية، لكن ستبقى التأثيرات السلبية تتزايد بسبب تخمة المعروض، ومن المتوقع أن تظهر الكثير من المخاوف التي منها، انخفاض أهداف النمو في الصين خلال العام الحالي، وتأثر الأداء اليومي لأسواق النفط، فضلاً عن ارتفاع مستوى حساسية القطاع الاقتصادي تجاه التغيرات اليومية.وذكرت بأن الصين تمتلك أكبر احتياطي نفطي في آسيا، لكنه لا يكفيها لسد احتياجاتها اليومية والمتزايدة من الطاقة، حيث باتت تتخذ من تنويع مصادر الحصول على النفط أساساً لوارداتها النفطية، والذي يأتي ثلث وارداتها النفطية من دول الشرق الأوسط وبشكل خاص من السعودية وسلطنة عمان.في المقابل تسعى الحكومة الصينية بشكل متواصل إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في ظل تزايد الطلب الصيني على مصادر الطاقة المختلفة، حيث يتوقع أن يصل الطلب اليومي من النفط إلى 8 ملايين برميل خلال الفترة القادمة.واختتمت تقريرها بالتأكيد على أن تراجع الأسعار جعل بعض الدول المستوردة للنفط تعمل على تنويع مصادر الطاقة، ومهدت الطريق للعديد من الدول لتعزيز مخزوناتها من النفط، بسبب تخمة المعروض، حيث أصبح المشهد أكثر سلبية لدى الدول المنتجة للنفط، والتي تحاول الحفاظ على حصصها السوقية وتعزيز العلاقات التجارية والسياسية مع الدول المستوردة للنفط، لتفادي مواجهة تحديات إضافية.
مشاركة :