وسائل التواصل الاجتماعية أحدثت تغييراً واضحاً في مجتمعنا وفي العلاقات بين الأفراد والمؤسسات وغيرها من مختلف الجهات كما ساهمت تلك الوسائل في نشر الأفكار المختلفة والآراء بمختلف أنواعها إضافة إلى تعريف المجتمع ببعض الجوانب الحقيقية للعديد من الجهات والأفراد والتي كانت خافية عليهم قبل انتشار مثل هذه الوسائل.بالأمس نشرت صحيفة المدينة في ملحقها الثقافي استطلاعاً عن آراء بعض المنتسبين لحقل الأدب وساحة الثقافة عن هذه الوسائل وقد أشار بعضهم إلى أن هذه الوسائل باتت مسرحاً للعديد من الظواهر السلبية والتي ظهرت في بعض خطابات المثقفين إذ كان الطرح يتسم بالهزال وضعف الرؤية وسطحية التناول على خلاف ما يبدون عليه ويستترون خلفه من أسماء براقة ولم يقف الأمر إلى هذا الحد بل تعداه إلى استخدام لغة لا تليق اتجاه من يخالفهم الرأي كشفت عن وقار زائف وتناقض بائن بين القول والفعل ،فباتت تلك الوسائل مسرحاً مفتوحاً لتصفية الحسابات بين بعض المثقفين والأدباء ونافذة للنيل من الخصوم برخيص القول والذي قد يصل إلى الشتائم مؤكدين أن حصيلة هذا كله هو إهدار وقتهم ووقت متابعيهم وتقديم صورة سيئة عن المثقف السعودي وتسخير وسائل التواصل لأسوأ استخدام .كنت أتابع بعض الأوساط الاجتماعية المختلفة وأشاهد المستوى الذي وصلت إليه في تعاملها مع بعضها البعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعية غير أني لم أكن أتوقع أن يمتد ذلك المستوى إلى أوساطنا الأدبية والثقافية ، وبالرغم من أن أحد المشاركين في الاستطلاع غلب الإيجابيات على السلبيات في مضمون ما يتم من خلال وسائل التواصل الاجتماعية فإن البعض الآخر يجد أن فرد العضلات من خلال أعداد المتابعين والعلاقات بالجهات الأخرى المختلفة يساهم في الترويج لأصحاب النزعات المتهورة غير المتزنة لإخراج ما لديهم ، ولكن الجانب الإيجابي أن هذه الوسائل ساهمت في الوقت نفسه في إتاحة الفرصة لأصحاب الأصوات الخافتة ليبدوا رأيهم ويزيلوا التعتيم الذي كان واقعاً عليهم .تبقى تلك الوسائل في كافة المجالات سلاحاً ذا حدين فيها الغث والسمين وفيها الجيد والسيىء ‘ولئن كان مضمون تلك الوسائل يغلب عليه الجانب السيىء في معظم المجالات الاجتماعية الأخرى فلابد أن يكون في جانب الثقافة والأدب قليلاً ونادراً كما يجب أن يتم رصده ومعالجته ومحاسبة من يتجاوز فيه ومن يغرد خارج السرب أو يخرج عن النص خصوصاً إن لم يفرق بين الحديث الخاص والعام.
مشاركة :