أثارت مبادرات شبابية في الدولة نُفذت بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتخفيف أعباء الزواج، إشادات وإعجاب المجتمع الإماراتي، حيث قام الشاب الإماراتي حمد سيف الغفلي مؤخراً بتغيير موعد حفلة زفافه الخاصة بالسيدات لتصبح من الرابعة عصراً وحتى السابعة مساء، مما ساهم في تخفيف الأعباء المالية عن كاهله إلى النصف تقريبا. وأكد مواطنون ضرورة التصدي لظاهرة التبذير في حفلات الزواج، والتي أصبحت عادة سلبية يعانيها المقبلون على الزواج كثيراً، ما يسبب خلافات مبكرة بين الزوجين، في حين نحتاج إلى أسر صالحة تكون نواة في بناء المجتمع، وهذا لن يكون إلا من خلال حمل الكثير من الأعباء المالية عن الشاب، حتى يستطيع بدء مرحلة جديدة من حياته بلا منغصات. مآثر زايد أبدت الجدة موزة الشحي، سعادتها إثر قراءتها عن مبادرة الشاب الإماراتي حمد الغفلي الذي يعمل ضابطاً بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، حيث لبى دعوة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تدعو المقبلين على الزواج إلى تخفيض تكاليفه. وقالت: «إن الاهتمام الكبير الذي أولاه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتخفيف أعباء وتكاليف الزواج عن كاهل الشباب يعكس عمق الجانب الإنساني في شخصيته «طيب الله ثراه». مشجعاً المواطنين على الزواج من مواطنات، وتخفيض المهور، وتقليل نفقات الأعراس، والتخلي عن مظاهر الإسراف والبذخ في حفلات الزواج، وتشجيعهم على بناء أسر صغيرة جديدة تنعم بالاستقرار». توجيهات سامية بدورها أوضحت الشابة حصة الفلاسي، رئيس تنفيذي في السعادة الإيجابية في الديوان الأميري في إمارة الفجيرة أن قيادتنا الرشيدة حريصة كل الحرص على بث توجيهاتها للمواطنين بإعادة تقنين وضبط النفقات في حفلات الزواج، بما يعود بالنفع والفائدة عليهم، بل ولتخفيف الأعباء المادية الواقعة على كاهل الشباب. وأضافت الفلاسي: «من الضروري أن تتم تهيئة أفضل الظروف والسبل لشباب الوطن لتكوين أسر سعيدة ومستقرة بعيدا عن الضغوط المادية التي تؤثر سلباً على حياتهم فيما بعد، ويشجعهم على بدء حياة أسرية ناجحة». وقالت أمينة إبراهيم، باحثة في التراث الإماراتي: «يبدأ أغلب شباب الوطن حياتهم الزوجية بديون وقروض ومسؤوليات مادية مرهقة، ويقعون بعد ذلك تحت ضغط نفسي كبير، لذا نرجو الحد من البذخ والتبذير، وتخفيف حجم النفقات المرتفعة التي تترتب على الزواج، والابتعاد عن التباهي والتفاخر والمظاهر». ولفتت إلى أن تقنين ساعات حفلة الزواج التي تحضرها النساء بحاجة إلى تقبل فئة منهن، فالمسألة أولاً وأخيراً تحتاج إلى وقت، مع توعية مكثفة من خلال حملات توضح لهن أهمية إراحة الشاب والفتاة المقبلين على الزواج من الديون التي يمكن أن تفصم علاقتهما، إذا بدأت حياتهما وهما يشعران بالضغط النفسي والمادي عليهما. مظاهر زائفة واتفقت خولة المظلوم، متقاعدة، ومديرة سابقة لمراكز التنمية الاجتماعية في الشارقة، مع رأي أمينة إبراهيم، مشيرة إلى ضرورة تجنب الشباب المقبلين على الزواج دفع تكاليف وأعباء المظاهر الزائفة، والتي تدفع الواحد منهم إلى الاقتراض من البنوك لإقامة حفل زواجه، وتكبيد نفسه ديناً مادياً مرهقاً. وتساءلت المظلوم: «هل يصعب على الأسر التي تزوج بناتها أن تكون على اقتناع بتحقيق نوع من التكافل المحمود بدعم الشباب من خلال تخفيض تكاليف الأعراس التي وصلت إلى مبالغ كبيرة لا يستطيع الجميع تحملها ؟ فهذا الأمر يضمن لبناتهن بدء حياة أسرية بصورة مستقرة وهادئة من دون منغصات أو ضغوط مادية». دعم وتطرق محمد بن مصلح الأحبابي، المستشار في دائرة القضاء في أبوظبي، بإدارة قضايا حكومة أبوظبي، بإدلاء رأيه حول الموضوع قائلا: «إن إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قرار مجلس الوزراء رقم 5 لعام 2017 بشأن شروط وضوابط وإجراءات صرف منح الزواج، والذي يقضي بصرف مساعدة الزواج دفعة واحدة، من شأنه أن يكون حافزاً لتوسيع عدد المستفيدين من المنحة المالية، كما سيعد مساهمة في التخفيف عن الشباب ومساعدتهم على تكاليف الزواج». وأضاف الأحبابي: «لا ننكر مطلقاً بأن هناك خطورة في التبذير في تكاليف الزواج، فشباب الوطن لا يأملون فور تخرجهم من الجامعة، إلا بالوظيفة، ومن ثم بالزواج لتأسيس أسرة يقودونها بكل ثقة ونجاح، إلا أنه وللأسف الشديد يصطدمون بعوائق قد تحول دون تحقيق مآربهم نظراً لارتفاع تكاليف الزواج، وعدم رغبة بعض الأهالي بتقنين تلك التكاليف الباهظة». زيادة التوعية وقال عيسى الطنيجي، موظف: «هناك الكثير من المصاريف التي أصبحت تنفق في حفل الزفاف من جانب العريس والعروس، وهي تفوق بكثير الأساسيات، وإن كان يمكن أصلا الاستغناء عن كثير من جوانبها، لذا نحتاج فعلياً إلى حملات توعية تقوم بها الجهات الرسمية المعنية بمثل هذه المهام، بحيث تستهدف المقبلين على الزواج والآباء والأمهات، وتساندها في ذلك وسائل الإعلام باختلافها وتنوعها لتشجيع مبادرات تقنين أعباء تكاليف الزواج التي وَجه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان». محمد الشامسي، مشرف خدمات الزوار في واحة العين التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لفت إلى استفادة الكثير من شباب الوطن من الأعراس الجماعية، بما ساعدهم على تكوين أسر مستقرة، وساهم أيضا في تخفيف الأعباء المادية التي كانت تترتب على الشباب جراء حفلات الزواج، مُنوها إلى أن هناك فئة لا يهنأ لها بال إلا بزيادة المطالب من العريس بحثاً عن الوجاهة والتفاخر والتباهي. وحول إيجابية أخرى للأعراس الجماعية قال الشاعر خلفان الكعبي: «خلاف ما تسهم فيه الأعراس الجماعية من حماية الشباب من اللجوء إلى الاقتراض لإقامة حفلات زواجهم، فقد أسهمت في تعجيل الشباب بالزواج بدلاً من الانتظار إلى حين توفير نفقاته». وأضاف الكعبي: «يجب أن نكون على يقين تام بأن ارتفاع تكاليف الزواج يشكل عقبة أمام بعض الشباب من محدودي الدخل لإتمام زواجهم، لأنهم مطالبون اجتماعياً بإنفاق أموال تفوق طاقتهم، فإدراك المجتمع لخطورة عقبات تلك النفقات، هو الكفيل بوقفها». 500000 تتراوح تكاليف ونفقات الزواج في الدولة ما بين 500 ألف إلى مليون درهم، وهو رقم كبير بالنسبة لشاب في مقتبل عمره. وتأتي قيادتنا الرشيدة في المقابل لتدعم الشباب على تكوين أسر متماسكة دون أعباء مالية إضافية، وذلك من خلال مبادرات وزارة تنمية المجتمع لتحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021. استقرار منشود تقليل نفقات الزواج، وعدم المغالاة في المهور يعين على تحقيق الاستقرار الأسري، وهذا لن يكون إلا بمساهمة ذوي العروسين في التخفيف من أعباء الزواج المتمثلة في حجز قاعات في أفخم الفنادق، بحيث يحيي تلك الحفلة مطرب أو مطربة، إضافة إلى جلب عروض فنية، وكلها مظاهر بذخ. زواج غير المواطنات وصلت نسبة ظاهرة الزواج من غير المواطنات في إحدى إمارات الدولة إلى 57 %، وعلى مستوى الدولة 30 %، وفق إحصاءات عام 2014، الأمر الذي يحتم فعلاً تغيير العادات والمفاهيم السلبية في احتفالات الزواج والعمل على تعديلها بما يتوافق مع التطورات والتكاليف الحالية، ولا نغفل أيضاً عن أهمية التركيز على التوعية وتذليل الصعوبات أمام الشباب للتشجيع على الزواج من المواطنات. مهور رمزية يحرص بعض أولياء الأمور في المجتمع الإماراتي على طلب مهور رمزية من المتقدمين لخطبة بناتهم، بهدف التيسير عليهم، وبدء حياة زوجية سعيدة، فهناك أُسر إماراتية زوجت بناتها بحفظ آيات من القرآن. كما أقدم رب أسرة في العين على تزويج ابنته بمهر رمزي، واقتصر حفل الزواج على إفطار صباحي، وبانقضاء الإفطار، قام والدها بتسليمها لزوجها دون حفل زواج وتكاليف تثقل كاهل الزوجين في بداية حياتهما. أهالي العين على نهج العامري لا تزال مبادرة المواطن متعب بن حمد العامري بتزويج ابنته دون إقامة حفل في صالة الأعراس في إطار تخفيف الأعباء المادية عن كاهل العريس، تحظى بصدى إيجابي واسع على مستوى مدينة العين، وذلك بحكم مردود الفكرة على بداية حياة أسرية جديدة ومستقرة دون أعباء وضغوط الديون، مؤكدين أنهم سيحذون حذوه. ويأتي ذلك في إطار تلبية دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتغيير مواعيد الأعراس، وتحديد وقتها بساعتين فقط، ومنع تقديم الوجبات الرئيسية في الأعراس، والعمل على الحد من إقامة حفلات الزواج الضخمة في الفنادق، وضرورة الاقتصاد في التكاليف والاكتفاء بحفل بسيط، وتشجيع حفلات الزفاف الجماعية. صفحة تناقش اهتمامات القراء وتتفاعل معهم
مشاركة :