غابت الأخلاق فغاب كل شيء! - مقالات

  • 5/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اتصل أحدهم على صديق له يمتلك مكتبا لبيع وشراء السيارات، وأبلغه بأنه يبحث عن سيارة من نوع معين، فأخبره صاحب المكتب بوجود سيارة من النوع المقصود وهي بحالة جيدة... فيزور صديقه لاحقاً وينجز المعاملة، ثم يكتشف بعد فوات الأوان وبعد سنوات أن السيارة قد تعرضت في يوم ما لحادث أدى إلى إصلاحها بآلاف الدنانير من قبل مالكها الأول، والمشتري الأخير لم يفحص السيارة بحكم الثقة والصداقة!شخص آخر حاول جاهدا إنقاص وزنه ولكن من دون جدوى، فوجد في إحدى الصحف الإعلانية إعلانا يفيد ببيع حبوب خاصة بالتخسيس، قام بشرائها وتناولها وبالفعل نقص وزنه كثيرا... ولكن بسبب المرض الذي أصابه بسبب تلك الحبوب، قامت وزارة التجارة بالحصول على إذن من النيابة التجارية ومداهمة المنزل الذي يبيع هذا المنتج الفاسد، والصدمة كانت بعد أن قام فريق التجارة بإرسال عينة من حبوب التخسيس تلك لمختبرات وزارة الصحة، فكان الرد أن تلك الحبوب تحتوي على بيض يرقات لحشرات تنمو في أحشاء الإنسان، كما أنها تحوي مواد يمكن إدراجها تحت المواد المخدرة!غش وتحايل على كل المستويات وفي مختلف القطاعات التجارية من خلال عمليات البيع والشراء، الكل يريد الوصول للمال مهما كانت الوسيلة، الكل يريد الانتفاع عبر الإضرار بالمستهلك الذي لا حول له ولا قوة، الكل يريد أن يصبح تاجراً حتى وإن كان لا يمتلك أي خلفية اقتصادية وتجارية، ولكن في زحمة ظروف الحياة والرغبة الجامحة في زيادة الدخل الفردي أين ذهبت الأخلاق يا ترى؟معظم مشكلاتنا التي نعاني منها اليوم مع الأسف، أخلاقية. حتى المشكلات السياسية وما يتخللها من فجور مفرط في الخصومة منشأها وأساسها مشكلة في الأخلاق وخلل في التعامل، والمجتمعات الأجنبية إذا أردنا أن نشير إليها كمثال، فهي لا تخلو من الغش وتراجع المستويات الأخلاقية، لكن لنعترف ونصارح أنفسنا، فهي أفضل منا على صعيد التعاملات الإنسانية، وأفضل منا في كل التعاملات التجارية. نعم هي الأفضل، لذلك هي تقود العالم اليوم.مؤلم هذا الواقع وهذا التدني الكبير، فالأخلاق هي عماد الأمم، بها تقوم حضارة وتسقط وتندثر أخرى، ولا بد أن نتخلص من جميع الآفات الأخلاقية التي لوثت ثقافتنا ومجتمعاتنا بكل أسف، ولنكن دوما موقنين بأننا مجرد ضيوف سنرحل يوما، فلنترك خلفنا كل أثر جميل.يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:صلاح أمرك للأخلاق مرجعهفقوّم النفس بالأخلاق تستقموخزة القلم:كل فترة يخرج لنا شخص أحمق يقول كلمة معينة ليميز بها نفسه من خلال حسابه في أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم يتجه نحوه آلاف المتابعين للاستزادة من تفاهته، وبالنهاية تنهال عليه العروض الإعلانية التي تقلب وضعه المادي رأسا على عقب، فيصبح مشهورا وملاحقا من مختلف وسائل الإعلام.الجمهور هو المسؤول عن تحويل بعض السفهاء إلى مشاهير.d_alsheredah@hotmail.com

مشاركة :