اضطر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في القاهرة إلى إصدار بيان لنفي الشائعة التي روّجت لها قنوات تلفزيونية تابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» والداعمة لها، ومواقع وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم عليها لجان إلكترونية إخوانية، زعمت أن مواطنين خليجيين تعرضوا للابتزاز من جانب ضباط في شرطة الجوازات المصرية، وتلفيق قضايا لهم إذا لم يدفعوا رشاوى للضباط!! بالطبع الهدف من الشائعة كان ضرب السياحة المصرية والحؤول دون تدفق سياح الخليج في اتجاه مصر، ضمن المخطط الكبير الذي تتبناه جماعة «الإخوان» والدول والجهات التي تدعمها لضرب الاقتصاد المصري. في المقابل كان بعض عناصر الجماعة يلتقطون صوراً داخل أروقة مقر الكونغرس الأميركي وخارجه رافعين علامة رابعة وفخورين بإنجازهم الكبير بلقاء بعض النواب الأميركيين، وحضهم على وقف المعونة الأميركية بشقيها الاقتصادي والعسكري لمصر. هكذا يسير «الإخوان» في أكثر من اتجاه في وقت واحد للتأثير بالسلب على السيسي ونشر الفتن وزيادة معاناة المواطن المصري، والمهم لديهم هدم الدولة المصرية على من فيها. شائعة السياح الخليجيين تم وأدها عبر بيان السفراء، والمعونة العسكرية جرى إقرارها في الكونغرس من دون تقليصها أو خفضها، أما مشهد وفد «الإخوان» في الكونغرس فلم يكن جديداً، فزيارات الإخوان ومحاولاتهم التقرب إلى كل إدارة أميركية مسألة معروفة، بغض النظر عما يُظهرون من عداء أو كراهية للأميركيين، أو تلك الهتافات التي كانوا يطلقونها في تظاهراتهم، أو خطابهم الإعلامي والسياسي الذي يحوي كثيراً من الاتهامات لكل نظام مصري بالعمالة لحساب الأميركيين!! لكن الجديد أن عناصر في الوفد وضعوا حول أعناقهم ربطات عنق في شكل العلم الأميركي، كما أن سيدات ضمن الوفد حولن العلم حجاباً التف حول رؤوسهن، والمدهش أن أحداً ممن وقفوا مبهورين أمام مقر الكونغرس لم يخجل من شكل ربطة عنقه أو حجابها. معروف أن التنظيم نجح، على مدى عقود، في نصب شبكة مصالح، وأسس علاقات سرطانية داخل مؤسسات أميركية عدة، ولأنه تنظيم غير قُطري بالأساس، أي لا تقتصر العضوية فيه على أبناء دولة بعينها على رغم نشأته المصرية، فإن كل عضو مطالب في مرحلة ما بعد إزاحة «الإخوان» عن الحكم بعد ثورة الشعب المصري على الجماعة، بالعمل على الثأر من السيسي والشعب المصري، وتحسين صورة «الإخوان» في الغرب عموماً وفي الولايات المتحدة خصوصاً، وبذل كل جهد ممكن في سبيل عودة «الإخوان» إلى حكم مصر، وإن كان الثمن هذا المشهد المخزي!! بالنسبة إلى أعضاء «الجماعة» من البسطاء، فإن مشهداً كهذا لا يعنيهم، فالقادة لديهم دائماً كل الحق، وما يُقره المرشد وأصحاب المراكز المتقدمة في سلم القيادة يحقق مصالح الجماعة والدين! لذلك لا تسأل أبداً كيف ينقد «الإخوان» ووسائل إعلامهم أوضاع حقوق الإنسان في مصر ويتغافلون عما يحدث في تركيا، فالأوامر صدرت إليهم أصلاً من مدن تركية لجأ إليها كثيرون من قادة الجماعة ورموزها!! ولو كان أعضاء الجماعة يحاسبون مرشدهم، أو بقية قادتهم، لما استمرت الجماعة تتلقى الهزائم وتخرج من فشل إلى آخر. معروف أن عناصر من «الإخوان» مقيمون في دول خليجية كانوا ينفذون مخططاً استهدف وقف تحويلات المصريين العاملين في الخليج إلى مصر، عن طريق عرض أسعار أعلى من تلك المحددة في البنوك المصرية للعملات الأجنبية، خصوصاً الدولار. وجاء قرار تعويم الجنيه المصري ليضرب المخطط، وجهود «الإخوان»، ومن يحترمونهم. ومع كل زيارة يقوم بها الرئيس المصري إلى دولة عربية أو أجنبية يُجيّش «الإخوان» أنفسهم لإفسادها بزرع الفتن وترويج الأكاذيب وممارسة التحريض، وعلى رغم فشلهم كل مرة إلا أن المحاولات لا تنتهي، حتى صار الكائن الإخواني يصحو من نومه ليتلقى التعليمات: ماذا سيفعل اليوم، لا لتحسين صورة الجماعة وتصحيح أوضاعها وعلاج أمراضها وإنما للإساءة إلى السيسي، وبعدما كان «الإخوان» على مدى عقود يؤسسون صلات تربطهم بطوائف الشعب تحولت الجماعة بعد ثورة 30 حزيران (يونيو) إلى آلة ضخمة تسعى إلى قطع كل سبيل يحقق التنمية للشعب، وتوطيد العلاقات مع كل دولة أو جهة أو شخص على خلاف أو تناقض أو عداء مع الحكم في مصر، إلى درجة جعلت رموزاً من التنظيم يمارسون نضالهم بتغيير ربطة العنق، ليس بحسب الموضة وإنما بحسب علم أي دولة لدى «الإخوان» احتياج إليها!
مشاركة :