لم يكن المهندس السوري المقيم في أبوظبي خليفة خرسان يعلم أن أمانيه بلقاء جميع أفراد عائلته ستتحقق، على يد صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، حاكم عجمان، وأن سموه سيبذل كل ما بوسعه حتى يحقق أمنية الاب الذي التقى بابنه بعد فراق 6 سنوات، فبدأ اليأس يتسلل إلى نفسه، حتى أنقذته الأيادي البيضاء، التي كانت وما زالت محبة للخير في بلد الخير دار زايد الخير، على حد تعبيره. يقول المهندس خرسان لـ"الإمارات اليوم" إنه "يقيم في أبوظبي منذ 20 عاما ويعمل مهندسا في إحدى الشركات الكبرى، وأن ابنه الكبير سيف وهو الشقيق لاثنين أخريين كان يكمل دراسته في سوريا ثم تزوج وسافر الى ماليزيا لإكمال دراسته الجامعية في إدارة الأعمال، حيث ترك زوجته في سوريا وسافر على أن تكون مدة إجازته في فترات متقاربة ليرى زوجته وأخوته وأبيه وأمه". ويضيف "ساءت الأحوال في سوريا ولم يتمكن من ذلك فبقي في ماليزيا، ثم غادر إلى تركيا لإكمال دراسته العليا، وبقي هناك حيث لم يتمكن من القدوم إلى الإمارات أو العودة إلى سوريا بسبب سوء الأوضاع هناك"، في وقت كان يسعى فيه صديق والد زوجته المتوفي إلى تأمين زوجة سيف في الأردن حتى تلتقي بزوجها الذي غاب عنها لمدة تصل إلى نحو 6 سنوات، وبقيت عالقة على الحدود لمدة 8 أشهر". ويتابع أن " عندما علم صاحب السمو حاكم عجمان بقصتها، غادر إلى الأردن واصطحبها بعد أن طلب أوراقها الرسمية على طائرته الخاصة، وعند لقاءئنا بها تواصلنا مع ابننا سيف في تركيا وأبلغناه بأن زوجته حضرت إلى الإمارات بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي". وتابع ذهبت وزوجة ابني لاستكمال إجراءات الإقامة في عجمان، وحينها كان قد طلب منه مندوب يعمل في الديوان الأميري في عجمان صورة جواز ابنه، ولم يتخيل بأنه سوف يتم إحضاره إلى الدولة، وعند ذهابه يوم أمس إلى الديوان لتسلم أوراق الكشف الطبي الخاصة بمعاملة الإقامة لزوجة ابنه، طلب منه المندوب الذهاب لإلقاء التحية على صاحب السمو حاكم عجمان في مكتبه. وأضاف "هناك كانت المفاجأة حيث فتح الباب ودخل ابني سيف، وبقيت بين المصدق وغير المصدق إلى أن عانقني فبكيت فرحا"، مضيفا "هذا الخير وحب الناس ليس غريبا على حكام الإمارات، فالشكر كل الشكر لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، حاكم عجمان، وأصحاب السمو حكام الإمارات على أياديهم البيضاء وما يقدمون من خير: وزاد أن شمل العائلة اجتمع بعد فراق دام لمدة 6 سنوات بين شاب وزوجته وعائلته، لافتا إلى أن والدته وأخوته لم يغمض لهن جفن منذ ليلة أمس لفرحهم الشيد بلقاء ابنهم بعد غياب طويل.
مشاركة :