في تطوّر لافت وافقت الولايات المتحدة على تسليح مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا في مسعى يهدف لتسريع عملية استعادة الرقّة، وفيما قصفقت طائرات النظام السوري مواقع المعارضة قرب حدود الأردن، كشفت الأمم المتحدة عن جولة جديدة من محاثات السلام في جنيف الأسبوع المقبل. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أمس، أنّ الرئيس دونالد ترامب أجاز تسليح المقاتلين الأكراد في سوريا كإجراء ضروري لضمان تحقيق نصر واضح في هجوم مقرر لاستعادة مدينة الرقة من تنظيم داعش. وقالت الناطقة باسم البنتاجون دانا وايت، التي تزور ليتوانيا مع وزير الدفاع جيم ماتيس في بيان: «ندرك تماما المخاوف الأمنية لتركيا شريكتنا في التحالف، نود طمأنة شعب وحكومة تركيا بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أي أخطار أمنية إضافية وبحماية شريكتنا في حلف شمال الأطلسي. إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس أمس في اجتماع التحالف الدولي بكوبهاغن، أنّ الولايات المتحدة تريد اشراك تركيا في العمليات العسكرية لاستعادة الرقة. على صعيد آخر، ذكر معارضون أنّ طائرات مقاتلة للنظام السوري قصفت مواقع المعارضة قرب الحدود الأردنية. وقال قائد جيش أسود الشرقية وهو فصيل من الجيش السوري الحر طلاس السلامة: «طيران النظام قصفنا بأربع غارات»، مشيراً إلى أنّ ضربة جوية أصابت منطقة حدودية تأوي فيها الجماعة المعارضة أسر المقاتلين وأصابت ضربات أخرى موقعاً لمقاتلي المعارضة على مسافة ثمانية كيلومترات من مخيم الركبان الذين يضم أكثر من 80 ألف لاجئ. وأشار السلامة إلى أنّ الغارات لم تسفر عن سقوط قتلى أو جرحى، موضحاً أنّ مقاتلي المعارضة ردوا بإطلاق صواريخ على مطار خلخلة العسكري شمال شرقي مدينة السويداء التي تسيطر عليها قوات النظام. ولفت مصدر عسكري إلى أنّ المعارضة شنت هجوما معاكسا على مواقع النظام السوري والمليشيا الموالية له في منطقتي السبع بيار وظاظا بالبادية السورية في ريف دمشق. ووفق المصدر، تمكنت المعارضة من تدمير ثلاث دبابات وأسرت جنديين خلال الاشتباكات، كما استهدفت مطار خلخلة العسكري في ريف السويداء، والمحطة الحرارية بريف دمشق بعدد من القذائف الصاروخية ردا على الغارات التي استهدفت مواقعها. إلى ذلك، أفادت مصادر بمقتل 16 شخصاً في غارات روسية بريف حلب، مشيرة إلى أنّ الغارات الروسية استهدفت بلدة رسم الفالح في ريف حلب، وأسفرت عن سقوط قتلى. اتفاق هش في الأثناء، اتفقت المعارضة المسلحة وقوات النظام على وقف إطلاق النار في حي القابون شرقي دمشق، تمهيداً لإخراج المقاتلين والأهالي إلى الشمال السوري ومناطق أخرى، على غرار بقية المناطق المحاصرة التي تخرج تباعا عن سيطرة المعارضة، بينما أكدت مصادر أن النظام خرق الاتفاق. وأفاد مصدر مطلع بأنّ المعارضة وقوات النظام توصلتا أمس إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في حي القابون المتاخم للغوطة الشرقية، لبدء التفاوض على مصير الحي. وأضاف المصدر أن الخيارات أمام مقاتلي المعارضة هي خروج من يرغب منهم إلى الشمال السوري أو الغوطة الشرقية، أما من يريد البقاء في الحي فسيكون عليه الانضمام إلى المليشيا التابعة للنظام. جولة محادثات سياسياً، أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أنه من المقرر أن تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام السورية الأسبوع المقبل في جنيف. وأشارت الأمم المتحدة في بيان إلى أن المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا سيستأنف المحادثات بين السوريين في جنيف 16 مايو الجاري. وقال مكتب دي مستورا أمس، إن الوسيط الأممي أعرب عن أمله في تنفيذ اتفاق أستانا بالكامل. على صعيد متصل، دعا مسؤول أممي العالم إلى عدم تعليق الكثير من الآمال على جولة جنيف. وصرح مساعد المبعوث الخاص إلى سوريا مايكل كونتيت، بأن التقدم الذي تم إحرازه في الجولات السابقة كان متواضعاً وضئيلاً. في الأثناء، رحب وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أمس، باتفاق إقامة مناطق لخفض التوتر في سوريا، إلّا أنّه قال إن الخطة ليست بديلاً لانتقال سياسي يشمل خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة. وأضاف هناك مناطق لخفض التوتر لكن يجب أن تكون خطوة في سبيل الوصول لحل الأزمة ولا تتخذ كذريعة لتأجيل هذا الحل وتأجيل مسألة الانتقال السياسي. تنسيق أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي ريكس تيلرسون. وذكرت مصادر دبلوماسية، أن الاتصال تناول الزيارة المزمع أن يقوم بها الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، مضيفة أنّ الوزيرين تناولا أيضا الأوضاع في سوريا، ومباحثات أستانا
مشاركة :