واشنطن – الوكالات: حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موسكو أمس الاربعاء على «احتواء» النظام السوري برئاسة بشار الأسد وحليفته إيران، خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حين تسعى واشنطن وموسكو إلى تحسين علاقاتهما المتوترة. واستقبل لافروف، وهو أعلى مسؤول روسي يزور واشنطن منذ تنصيب ترامب، في البيت الابيض حيث يستقبل عادة رؤساء الدول لعقد لقاءات ثنائية. وقبل لقاء البيت الأبيض، اجتمع لافروف بنظيره ريكس تيلرسون في مقر وزارة الخارجية في واشنطن وأجريا مباحثات وصفها الوزير الروسي المخضرم بأنها «بناءة» حول الأزمتين السورية والأوكرانية. وعن لقائه مع لافروف، قال الرئيس الأمريكي «عقدنا لقاء جيدا جدا جدا»، وأضاف «سنوقف القتل والموت في سوريا». وقال البيت الأبيض في أعقاب المحادثات ان «الرئيس ترامب شدد على الحاجة إلى العمل معا من أجل إنهاء النزاع في سوريا ولا سيما التشديد على احتواء روسيا لنظام الأسد وإيران ووكلاء إيران». وقال لافروف الذي زار واشنطن للمرة الأولى منذ 2013 سعيا للحصول على دعم أمريكي لخطة روسيا اقامة مناطق آمنة في سوريا، ان البحث تناول «آليات ملموسة يمكننا إدارتها معا». وأضاف: «اليوم، لدينا فهم مشترك أننا، بصفتنا فاعلين ناشطين في العملية الدبلوماسية المتصلة بسوريا، سنواصل هذه الاتصالات معا ومع دول رئيسة أخرى، لا سيما في المنطقة». وأضاف: «هدف الرئيسين ترامب وبوتين هو الوصول إلى نتائج ملموسة تسمح لنا بالتخفيف من المشاكل، بما في ذلك تلك التي على جدول الاعمال الدولي». وتعرض ترامب للانتقاد من خصومه على دعوته لافروف إلى البيت الابيض لا سيما بعد اتهام روسيا بالتدخل لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية ضد هيلاري كلينتون. وعد الديمقراطيون إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي المفاجئة صفعة للتحقيق الذي يمكن أن تكون له تداعيات على إدارته. ورفض لافروف المزاعم بأن موسكو تدخلت في الانتخابات الأمريكية التي أوصلت ترامب إلى الرئاسة ووصفها خلال مؤتمر صحفي بأنها «من نسج الخيال». وفضل الحديث عن اللقاء، قائلا للصحفيين «أكد الرئيس ترامب بوضوح على رغبته في بناء علاقات مفيدة للطرفين وبراغماتية كالعلاقات في عالم الاعمال». وفي وقت سابق، لدى وصوله إلى وزارة الخارجية، وعند سؤاله عن اقالة كومي رد وزير الخارجية الروسي مازحا «هل اقيل بالفعل؟ انتم تمزحون، لا بد أنكم تمزحون». واعتبر الكرملين الاربعاء ان اقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي «قضية داخلية»، معبرا عن أمله «في ألا يترك ذلك أثرا» على العلاقات بين البلدين. وفي موسكو، عقد بوتين الاربعاء اجتماعا لمجلس الامن الروسي لبحث العلاقات الروسية الأمريكية في اطار زيارة لافروف، وفق المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وتدور خلافات كبيرة بين موسكو وواشنطن حول النزاع في سوريا بينما يبقى مصير الرئيس بشار الاسد العقبة الرئيسية، وتفاقم التوتر في العلاقات بعد ضم روسيا للقرم وانتزاعها من اوكرانيا.
مشاركة :