لاشك أن حدوث طفرة في معدلات التوظيف في القطاع الخاص، أمر مؤكد خلال العامين الأخيرين على وجه التحديد، ولاسيما مع إطلاق برنامج (نطاقات)، وهو الأمر الذى أشار إليه وزير التخطيط والاقتصاد محمد الجاسر في تصريحاته بالأمس، لكن الأمر بكل تأكيد سيكون أفضل كثيرا لو أخذنا بعين الاعتبار أن غالبية الوظائف التي تم توفيرها للشباب لازالت هامشية وبرواتب ضعيفة، وبكل تأكيد هم يستحقون أكثر من ذلك لو تم الاتفاق على آليات جيدة من أجل إعادة تأهيل آلاف الخريجين ليلتحقوا بالوظائف الفنية والهندسية لسد العجز في سوق العمل، طالما اتجهت الدولة مبكرا إلى هذا المجال، ووصل عدد الخريجين إلى أكثر من 60 ألفا من المعاهد الفنية والتقنية خلال السنوات الأخيرة. أما الأمر الثاني الأكثر إلحاحا هو طوابير المتقدمين إلى برنامج جدارة من خريجي الجامعات الذين وصل عددهم إلى أكثر من 750 ألفا وقد أنفقت الدولة على تعليمهم المليارات، ولايصح مطلقا أن يظلوا طاقة معطلة لأن القطاع الحكومي لايمكنه استيعاب هذا العدد ولو في عدة سنوات، وبالتالى بات من الضروري أن نبحث عن خيارات أخرى للتوظيف ولاسيما من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة التى تستلزم فتح قنوات متنوعة للتمويل، ورفع كفاءة الشباب على الإدارة. إننا ونحن نحيي جهود وزارة العمل، وننظر إلى نصف الكوب المملوء، ننظر في ذات الوقت بكثير من القلق على المستقبل مالم تكن هناك رؤية واضحة لاستيعاب الخريجين مع إدراكنا الكامل بأن المشكلة لن تنتهي نهائيا في أي دولة كما يؤكد الوزير.
مشاركة :