تركزت مناقشات الباحثين والمهتمين بشئون الحج والعمرة في الجلسة العلمية الثالثة التي عقدت برئاسة معالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار حول "البيئة والصحة"، على جملة من المشروعات عبر ست أوراق عمل استهلها المهندس علي بن سليمان العلاوي من مؤسسة البيئة والتنمية لنظم الجودة بالورقة التي قدمها عن (الخدمات الغذائية المقدمة لضيوف الرحمن - رؤية لصناعة مميزة) نبه خلالها إلى أهمية الارتقاء بمستوى الإعاشة للحجيج بتوظيف أحدث تقنيات الأغذية لإنتاج وجبات في متناول ضيوف الرحمن لتتواكب مع رؤية المملكة 2030 في تيسير الحج والعمرة وتحقيق عائد مالي مجز للمستثمرين وتقليل الهدر في الموارد، مشيراً إلى ضرورة تقديم خدمات غذائية مميزة للحجاج والمعتمرين، تكون مأمونة من الناحية الصحية، وتفي باحتياجات الحاج من الناحية الغذائية، مبيناً أن الخدمات الغذائية أصبحت رؤية للمستقبل وصناعة مزدهرة وخدمة مميزة. ولفت إلى التطور السريع الذي تشهده المملكة العربية السعودية من الطبخ في المنازل والخيام إلى المطاعم ومطابخ الولائم إلى مطابخ الإعاشة والوجبات الجاهزة في الوقت الحاضر، فضلاً عن تنوع طريقة تقديم الوجبات من الأكل الجماعي إلى العبوات الفردية المغلفة بطريقة آلية ومحكمة. وتوصل الباحثون الدكتور عبد الرحمن مطلق الخطابي من وحدة العلوم والتقنية والابتكار بالرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والدكتور تركي محمد حبيب الله والدكتور عصام عبد الحليم مرسي والدكتور فتحي فوزي شعبان من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وعبدالله دخيل الله المحمادي من إدارة التشغيل والصيانة بوكالة المسجد النبوي، وعاصم نشوان الاستشاري بإدارة التشغيل والصيانة بالمسجد الحرام، إلى أن تشغيل نظام الرشاشات الرذاذية في ساحات المسجد الحرام والمسجد النبوي يتطلب تركيب حساسات بمحيط تلك الرشاشات لوقف تشغيلها عند وصول الرطوبة النسبية إلى 40 %، حيث إن زيادة الرطوبة النسبية عن 40 % يزيد الشعور بالإجهاد الحراري، مؤكدين على ضرورة التنظيف الدائم والمستمر للرشاشات لزيادة معدل تدفق الرذاذ، وبالتالي زيادة محيط تأثيرها. وأشاروا إلى جدوى الرشاشات في خفض درجات حرارة الهواء الخارجي إلى 9 درجات مئوية في المتوسط وقد يصل حمل التبريد خلالها إلى 52 كيلوات لمروحة الرذاذ الواحدة المستخدمة في ساحات المسجد الحرام مع كفاءة تبريدية تجاوزت 50 %، علاوة على توفير70 % من الطاقة الكهربائية مقارنة بالطاقة التي يحتاجها نظام تبريد الفريون للحصول على نفس الحمل التبريدي، مما ساعد على انخفاض نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون بمقدار 80 %، مبينين أن ذلك يدل على أن هذا النظام يساعد بشكل كبير في خفض الطاقة الكهربائية المستهلكة لتوفير الراحة الحرارية والذي يعتبر صديقا للبيئة. وفي ذات الجلسة أكد الباحث الدكتور عبدالله بن فيصل السباعي من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة من خلال ورقة عمل بعنوان: (دراسة النفايات العضوية الناتجة عن خدمة الإعاشة بمساكن الحجاج في مكة وطرق تقليلها للحد من الهدر) أن تقديم غير مألوف ساهم في تكوين أكبر نسبة لهدر الغذاء بمساكن حجاج أوروبا وأمريكا بنسبة 98 % من إجمالي النفايات العضوية المتولدة بذلك المسكن, مفيداً بأن بقايا الأطعمة الصالحة للتناول في مساكن الحجاج بصفة عامة تراوحت نسبتها ما بين 49-98 % (معدل 76%) من إجمالي النفايات العضوية المنتجة والتي تكونت بشكل أساسي من الأرز واللحوم والخبز. وأوضح أن هناك تباينًا كبيرًا في طرق تقديم الوجبات للحجاج بمساكنهم مثل البوفيه المفتوح والبوفيه المقنن والوجبات الجاهزة مما يسبب اختلافاً في نسب الهدر، عازياً السبب إلى انخفاض جودة الوجبات المقدمة، وعدم مناسبة طرق تقديم الوجبات، وعدم تهيئة الظروف المناسبة بمكان تقديمها، والمغالاة في تنوع الأصناف المقدمة بالوجبات.
مشاركة :