“إبرة فدا” توجّه بوصلة أطباء أوروبا نحو المملكة العربية السعودية

  • 5/12/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة وصف : أكد وكيل وزارة التعليم للبعثات والمشرف العام على الملحقيات الثقافية الدكتور جاسر بن سليمان الحربش، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تُولي الاهتمام الأكبر للتعليم؛ سواء في داخل المملكة أو خارجها.   وقال “الحريش”: برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي هو أحد أهم نماذج الاهتمام التي توليها وزارة التعليم رعاية قصوى؛ كونه من أهم المشاريع التنموية الكبرى التي انعكست آثارها على دفع مسيرة التعليم، وارتفاع معدل الكفاءات العلمية، وتطور سوق العمل، وتعدد فرص الاستثمار التي يقودها جيل جديد يحمل تجارب علمية مختلفة ومتقدمة.   جاء ذلك أثناء تواجد “الحربش” في ألمانيا ولقائه بمجموعة من المبتعثين في جمهورية ألمانيا الاتحادية في مقر الملحقية الثقافية في برلين، ثم حضوره الاحتفاء الذي أقامته سفارة خادم الحرمين الشريفين في برلين لوفد جامعة الملك عبدالعزيز الذي يترأسهم عميد كلية الطب البروفيسور محمود بن شاهين الأحول، وفريق اختراع “إبرة فدا” الممثل في الدكتور عبدالكريم فدا مدير برنامج الزمالة والدراسات العليا لقسم الأنف والأذن والحنجرة بالكلية، استشاري الأنف والأذن والحنجرة وجراحة تجميل الوجه، والمخترع هشام هرساني مدير وحدة الابتكار بالجامعة.   وأضاف “الحربش”: نؤكد أهمية التعليم بالذات في عصر اقتصاد المعرفة الذي يشكل استثمار المواطن وبناؤه وتعليمه عمادَ هذا الاقتصاد، إلى جانب الاهتمام بالبحث العلمي والتطوير التقني والابتكار والإبداع ودعم الكوادر الوطنية من العلماء والباحثين المتميزين والطلبة الموهوبين والمبدعين؛ بهدف دعم التنمية والاقتصاد الوطني سواء داخل الدولة من خلال جامعاتها المنتشرة أو من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.   من ناحيته، ثمّن “فدا” في تصريح لـ”سبق” اهتمام نائب وزير التعليم والمشرف العام على الملحقيات الثقافية، وحرصه على متابعة مستجدات اختراع “إبرة فدا”؛ منوهاً باهتمام جامعة الملك عبدالعزيز نحو تشجيع دخول برامج الدراسات العليا لديها في شراكات علمية عالمية تتعلق بمتطلبات التعليم العالي مستقبلاً، وفتح مجالات التدريب الطبي الحديث؛ بما يُواكب طموحات الجامعة لأبناء الوطن والرؤية الحكيمة 2030م.   وثمّن متابعة مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن اليوبي، ونائبه للتطوير الدكتور أمين بن يوسف نعمان، وتسخير الجامعة لدعم هذا الاختراع السعودي الهام، وبحث سبل تطوير وفتح آفاق وخيارات تعليمية جديدة في ألمانيا لخرّيجي كلية الطب وخريجي الزمالة، وتحقيق التقدم ومواكبة التطورات العلمية والتقنية في العالم.   وقال “فدا”: نُشيد بحفاوة سفارة خادم الحرمين الشريفين في برلين واهتمامها وتسهيلها لقاءات وفد الجامعة، ونشكر القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في ألمانيا عدنان بوسطجي، والدكتور عبدالعزيز بن صالح الملحق الثقافي السعودي، على ما يبذلونه من جهود تجاه الطلبة؛ ومن ذلك فتح المجال أمام المبتعثين للتدريب لمدة فصل أو فصلين إضافييْن بعد الدراسة للاستفادة من الخبرات الألمانية.   وأضاف: الجامعة تَلَقّت خطاب دعوة من مستشفى “هيليوس برلين بوخ” لحضور فريق “إبرة فدا” لتدريب أطباء من ألمانيا وأوروبا؛ من خلال مؤتمر أوروبي علمي يسلط الضوء على تفاصيل الاختراع السعودي.   وأردف: هذه الدعوة التي تَلَقّتها الجامعة تؤكد مدى عِظَم المسؤولية على عاتق الفريق للظهور المشرّف وتأدية المهمة ونقل “التجربة السعودية” في مجال الاختراع إلى الدول المتقدمة.   ونوّه بجهود زميله عضو فريق الاختراع مشعل هرساني الذي سيواصل معه تقديم المزيد من الاختراعات وتطوير هذا الاختراع الذي يعود على الوطن وأبنائه بالفائدة.   وكشف “فدا” عن الانتهاء مؤخراً من مهمتين علميتين للجامعة استضافتهما إيطاليا وفرنسا، وتم خلالهما تقديم عدد من ورش العمل حول الاختراع، والاطلاع أيضاً على الاختراعات الطبية العالمية الحديثة بالتنسيق مع “الأكاديمية الإيطالية” لعقد المزيد من حلقات التدريب التي تكشف تفاصيل الاختراع.   وفي ذات السياق، بدأت المهمة العلمية للدكتور “فدا” التي يمثل من خلالها الوطن لتدريب عدد من الأطباء وقيادة إجراء العديد من العمليات في مجموعة مستشفيات هيليوس التي تُعد من أكبر المجموعات الشفائية في أوروبا وأحدثها طبياً، وتقدم خدماتها لمعالجة نحو مليونيْ مريض من خلال 60 مستشفى.   وتمت مقابلة مريض يعاني من ‏التشوهات الخلقية للأذن المتقدمة، والجلوس مع أسرة الطفل، وتلقوا شرحاً عن “إبرة فدا”، وتم الانتقال لإجراء العملية بحضور عدد من الأطباء القادمين من عدة مستشفيات ألمانية للتعرف على استخدام الإبرة في هذه العمليات.   وعبّر الأطباء عن إعجابهم وسعادتهم بهذا الاختراع الذي يُجرى في وقت قصير، ويسمح بالتخلي عن التدخل الجراحي المعقد وبدون نزيف، ثم توالت بعدها عدد من العمليات المعقدة التي تُثبت في كل مرة نجاحاً فائقاً.   يُذكر أن العالم كان قد شهد إطلاق “إبرة فدا” التي تحمل براءة اختراع رقمها 4109 من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ من خلال حفل كبير شاركت فيه أكثر من (4400) جهة طبية وتعليمية ضِمن فعاليات مؤتمر الصحة العالمي الذي استضافته دبي فبراير الماضي.   ويعتبر هذا الاختراع أحد معالم اهتمام جامعة الملك عبدالعزيز ودعمها مجالات الابتكار والصحة والتعليم والاقتصاد المعرفي، كما أن الاختراع عبارة عن إبرة طبية منشارية الشكل ومتناهية الصغر، تم تنفيذها بتقنيتيْ النانو والليزر؛ لتقوم بنحت غضاريف الجسم عامة وبالأخص غضاريف الأذن؛ وذلك لتصحيح الأذن الخفاشية دون الحاجة لعمليات جراحية.   ويحقق هذا الاختراع أهم عناصر رؤية المملكة 2030 في مجال الصحة؛ من خلال إجراء عمليات اليوم الواحد،‏ بدلاً من تنويم المريض في المستشفى لأيام بعد العملية؛ مما يساعد على توفير الأسرّة بالمستشفيات، وتقليص ‏العمليات الأكثر تدخلاً جراحياً إلى أقل تدخل جراحي ممكن ‏وبفعالية أفضل.   ويساهم في تقليل وقت العملية ‏وتقليل الآثار الجانبية ‏على المريض من ألم وضماد وعناية ‏وتقليل استهلاك اللوازم الجراحية، وتحويل العملية من التخدير العام إلى التخدير الموضعي ‏بقدر المستطاع، بالإضافة إلى تقليل فترة الاستشفاء ما بعد العملية؛ وبالتالي عودة المريض إلى حياته الطبيعية.   يُذكر أن “سبق” كانت قد نشرت تفاصيل اختراع “إبرة فدا” وإطلاقه على مستوى العالم. (0)

مشاركة :