الأحزاب الفرنسية تعيد ترتيب أوراقها للانتخابات التشريعية

  • 5/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

باريس- وكالات أحدث انتخاب المستقل إيمانويل ماكرون للرئاسة في فرنسا هزة كبيرة في المشهد السياسي خاصة مع تراجع تأثير الأحزاب التقليدية كالحزب الاشتراكي وحزب “الجمهوريون”، مما دعا الأحزاب السياسية لإعادة ترتيب أوضاعها وتحديد مسارها قبل نحو شهر من الانتخابات التشريعية. وأعاد فوز ماكرون ترتيب المشهد السياسي في حين تنصرف الأحزاب إلى رسم خطط تكتيكية لتكسب انتخابات 11 و18 يونيو، في حين أعلن رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس انضمامه إلى الأغلبية التي يمثلها ماكرون، وانسحبت مؤقتا من العمل السياسي ماريون ماريشال-لوبان الوجه الصاعد في الجبهة الوطنية بعد هزيمة خالتها مارين لوبان. والانتخابات التشريعية ستكون حاسمة بالنسبة لماكرون البالغ من العمر 39 عاما وعليه أن يقنع الفرنسيين بأنه يستحق الحصول على الأغلبية ليتمكن من الحكم وإدخال الإصلاحات التي وعد بها في بلد منقسم يحتاج فيه لتأييد شخصيات منبثقة من اليمين ومن اليسار المعتدل. وفي الوقت الحالي، أعلنت غالبية من 52% من الفرنسيين فقط تأييدهم حصول ماكرون على أغلبية نيابية في الجمعية الوطنية في الانتخابات المقبلة، وفق استطلاع للرأي نشر الأربعاء. فيما يحلم كل من اليمين واليسار في تحقيق اختراق في الانتخابات المقبلة لتجاوز الهزيمة المؤلمة في الانتخابات الرئاسية. ومن علامات تعقد الوضع أن إعلان مانويل فالس انضمامه إلى حركة ماكرون الذي أثار بلبلة في أوساط الحزب الاشتراكي، تلقته حركة “الجمهورية إلى الأمام” بفتور. وبدأ الحزب الاشتراكي الأربعاء حملته للانتخابات التشريعية بقيادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته برنار كازنوف الذي يعبر علانية عن انزعاجه من الإعلان عن الموت الوشيك لمعسكره السياسي. وأعلن المرشح السابق الاشتراكي للرئاسة بونوا هامون من جانبه الأربعاء إنشاء حركة “واسعة وجامعة” لمختلف التوجهات الحزبية سعيا إلى “إعادة بناء اليسار”، على أن يعلن عنها في يوليو وأعلن كذلك عن حركة جديدة “للتجديد” أبرز شخصياتها رئيسة بلدية باريس الاشتراكية آن هيدالغو ووزيرة العدل السابقة كريستين توبيرا. مع ذلك، قال هامون الذي لم يحصل سوى على 6,4% من الأصوات في الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية إنه لن يترك الحزب الذي يجسد تياره اليساري. ويأمل اليمين ممثلا بحزب “الجمهوريون” والذي استبعد منذ الدورة الأولى في حدث لم تشهده فرنسا منذ ستين عاما، في إعادة اعتباره في الانتخابات التشريعية وأن يفرض على ماكرون التعايش مع حكومة يمينية. مع هذا قال رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه وهو من الشخصيات اليمينية المؤثرة “من جهتي، لا أؤيد التعطيل المنهجي”. ورغم أن قيادة الحزب ترفض “التشويش وأنصاف الحلول” كما تصف برنامج ماكرون فإنه يجري تداول أسماء بعض ممثلي اليمين مثل رئيس بلدية هافر في شمال غرب فرنسا إدوار فيليب باعتباره مرشحا محتملا لرئاسة حكومة ماكرون. ولم تسلم الجبهة الوطنية من الهزات، مع إعلان ماريون ماريشال-لوبان (27 عاما) الانسحاب من الحياة السياسية وقالت ماريون التي تتمتع بشعبية في جنوب شرق فرنسا، وهي واحدة من نائبين للجبهة الوطنية في الجمعية الوطنية الفرنسية، إنها اتخذت قرارها لأسباب “شخصية وسياسية”. وقالت أصغر نواب الجمعية الوطنية التي تتبنى مواقف أكثر راديكالية من خالتها أن “يكون المرء قائدا سياسيا جيدا يعني أن يخوض تجارب أخرى غير النجاح الانتخابي” دون أن تستبعد العودة. وفي أوساط اليسار الراديكالي، أعلن جان لوك ميلنشون الأربعاء ترشحه إلى الانتخابات التشريعية في مرسيليا ليستفيد بذلك من الزخم الذي حققته حركته “فرنسا الأبية” بعد حصوله على 19,6% من الأصوات في الدورة الأولى، ولكنه بدأ حملته بقطيعة مع حلفائه الشيوعيين. وفي إطار الخلافات في صفوف اليسار، اتهم زعيم الحزب الشيوعي بيار لوران اليسار الراديكالي بعدم الرغبة في إبرام اتفاق لخوض الانتخابات معا. وقبل الدورة الثانية التاريخية قال المؤرخ جان-فرنسوا سيرينيلي إن “العالم السياسي كما نعرفه بالأمس لن يعود على حاله ولكن من المبكر جدا التكهن إن كان سيستمر عبر تجديد نفسه أم أنه محكوم عليه بالفناء”.مرتبط

مشاركة :