التقليد الأعمى يدمر ثوابت المجتمع

  • 5/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد فضيلة الداعية محمد يحيى طاهر أن الثقة بالنفس المستخلصة من الثقة بالله تعالى تعزّز مكانة المرء المسلم، وصدق انتمائه لدينه، وثباته على منهاج النبوة، وقال: «إن المسلم الواثق بنفسه مثل الطَّوْد العظيم بين الزَّوَابِع والعواصف، لا تعصف به ريح، ولا يَحطمه موج، موضحاً في خطبة الجمعة أمس بجامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، أن المسلم الحقّ يرتقي من ثبات إلى ثبات، ويزداد تعلّقه بربه، وبدينه كلما ازدادت الفتن، والخُطوب. وأوضح أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، أصَرّ على قتال المرتدّين، وقد راجعه في ذلك بعض الصحابة غير أن الثقة بالله، والقناعة بالدين كانت حافزاً قوياً في المُضِيّ قُدُماً في نفاذ عزمه، وعدم الالتفات إلى الآراء الأخرى؛ نصرة للدين وإمضاءً للحق، وذكر قولته الخالدة: (والله، لأقاتلنّ من فرّق بين الصلاة والزكاة)، فلم تكن كثرة الآراء والأصوات سبيلاً إلى إحْجَامه، وزعزعة قناعته عما كان عليه من الحق. وأكد «طاهر» أن التقليد الأعمى ووصف الإمَّعَة وجهان لعملةٍ واحدة، وهما في الوقت نفسه لا يقتصران على السُّذَّج من الناس فحسب، بل إن وصف الإمَّعَة يتعدّى إلى ما هو أبعد من ذلك، ويكون في الفرد وفي المجتمع وفي صفوف من ينتسب للعلم. وتحدث خطيب الجمعة عن الحافظ ابن حجر الذي شكا ما يراه في زمانه من انتشار وصف الإمَّعَة حتى في صفوف المنتسبين للعلم، فيقول: «وقد توسّع من تأخّر عن القرون المفضّلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا بذلك حتى مَزجوا مسائل الديانة بكلام اليونان، وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردّون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مُستكرَهاً، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتّبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأنّ من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عامّي جاهل، فالسعيد من تمسّك بما كان عليه السلف، واجتنب ما أحدثه الخلف». وأوضح خطيب الجمعة أن وقوع المجتمع المسلم في أَتُون التقليد الأعمى هو مَكمن الهزيمة النفسية والألغام المخبوءة القائلة للمروءة ، منوهاً بأن هذا التقليد يقود إلى تلاشى جملة من ركائز التميّز التي خصّ الله بها المجتمع المسلم، وقال إن مجتمعنا إذا كان إمَّعَة يلهث وراء سراب الغَرْب ليُؤلّف نفسه على خُلُق جديد ينتزعه من المدنية الأجنبية عنه، وعن دينه وتقاليده فإن عليه أن يدرك جيّداً أن الخُلُق الطارئ لا يرسخ بمقدار ما يُفسِد من الأخلاق الراسخة، فتتغيّر رجولة بعض رجاله، وأنوثة بعض نسائه، محذراً من الاندفاع المحموم وراء المجهول في ساحة التقليد الأعمى.;

مشاركة :