"فوضى" يخلط أوراق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

  • 5/13/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

القدس - بين ليلة وضحاها، تحول الممثل العربي الإسرائيلي هشام سليمان من شخص غير معروف تقريبا إلى نجم لا يكاد يمشي في مكان حتى يناديه الناس "أبو أحمد"، اسم القيادي في حركة حماس الذي يؤدي دوره في مسلسل تلفزيوني إسرائيلي. وأدى الممثل الثلاثيني دورا مهما في مسلسل "فوضى" أحد أكثر المسلسلات نجاحا في التلفزيون الإسرائيلي في الأعوام الماضية، كان بمثابة فرصة العمر له. وقد اشترت خدمة "نتفليكس" المسلسل في العام 2016، ويعمل منتجوه الآن على تحضير الموسم الثاني منه. يستعرض المسلسل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني عبر معركة بين عملاء استخبارات إسرائيليين يتسللون إلى المجتمع الفلسطيني وقائد عسكري في حركة المقاومة الإسلامية حماس. وتدور قصة المسلسل حول دورون، وهو ضابط سابق في وحدة "مكافحة الإرهاب" السرية التي تعمل داخل المجتمع الفلسطيني، ويعود إلى الخدمة بطلب من مديره السابق بعد اكتشافه أن قائدا عسكريا في حركة حماس، كان يظنّ أنه قتله، ما زال حيا وهو مسؤول عن عشرات الهجمات الإنتحارية التي أدت إلى مقتل أكثر من مئة إسرائيلي. وعلى مدار 12 حلقة في الموسم الأول، يغوص المشاهد في المطاردة الطويلة التي تمر بواقع صور بدقة الحياة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون والإسرائيليون، من القيود الأمنية والهجمات، إلى العمليات الليلية التي يقوم بها الجيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يتوفر المسلسل حاليا في معظم أرجاء العالم عبر خدمة "نتفليكس". وأصبح يتمتع بشعبية كبيرة خارج إسرائيل بعد عرضه في عدة مهرجانات دولية، حتى أنه حظي بإشادة من الكاتب الأميركي الشهير ستيفن كينغ. وحاز المسلسل الذي تدور أحداثه باللغتين العربية والعبرية، ويمثل فيه إسرائيليون يهود وعرب، ست جوائز "أوفير" إسرائيلية في العام 2016، من بينها جائزة أفضل مسلسل درامي من الأكاديمية الإسرائيلية للفيلم والتلفزيون. وفوجىء الصحافي الإسرائيلي آفي يسسخاروف الذي شارك في كتابة المسلسل بالنجاح الكبير الذي حققه. وولدت فكرة المسلسل بعد حديث جمع بينه وصديقه الممثل ليئور راز، الذي يؤدي دور الضابط دورون، والذي اثراه بخبرته عند خدمته في وحدة مشابهة. وقال يسسخاروف "في البداية، قال لنا الجميع لا! لأنه سيكون مكلفا للغاية بسبب كل مشاهد الحركة، إضافة إلى أن الموضوع أتعب الجميع هنا". ويعد المسلسل واقعيا للغاية ويعطي بعدا إنسانيا لجميع الشخصيات الإسرائيلية والفلسطينية، بحسب النقاد، مع أن يسسخاروف يقول إنه كتب "فوضى" للجمهور الإسرائيلي أولا، وأن المقاتلين في حركة حماس هم "الاشرار" في المسلسل. يرى الناقد التلفزيوني الإسرائيلي عيناف شيف أن "الطريقة التي يوضح فيها كاتبو السيناريو الصراع عادلة للغاية ودقيقة، ففي كلا الجانبين نرى أشخاصا غير مثاليين، ولديهم قدرة على التفكير، ولديهم مشاعر". تجري غالبية أحداث المسلسل باللهجة الفلسطينية التي تستخدم بشكل دقيق للغاية، ما يجعله أول مسلسل تلفزيوني باللغتين العبرية والعربية ينتج في إسرائيل، بحسب شيف. ويؤكد يسسخاروف "حاولنا أن نظهر جانبي القصة رغبنا في أن يكون الأشرار مختلفين للغاية عما هو مطبوع في مخيلة الإسرائيلي العادي". ويرى هشام سليمان، الممثل العربي الإسرائيلي الذي يتحدر من مدينة الناصرة، والذي يعرف عن نفسه كفلسطيني، أن المسلسل نجح في نقل صورة مختلفة عن القيادي في حماس. وأشاد بالمخرج والكاتب اللذين لم يذهبا إلى تصوير القيادي في حماس على أنه شخص ذكوري وعنيف وعالي الصوت. وأكد سليمان أنه تلقى رسائل من معجبين من كافة الخلفيات، من "يهود وعرب مسيحيين ومسلمين، من أشخاص من اليسار واليمين، وحتى من مستوطنين من كريات أربع"، وهي مستوطنة قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. وبحسب سليمان فإن "خلط الأوراق" الذي يقوم به مسلسل "فوضى" هو بادرة مشجعة تدل على أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس أمرا مستعصيا كما يبدو في الظاهر. أما آفي يسسخاروف، فيرى أن المسلسل يتيح لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين أن يشاهدوا الواقع بشكل مختلف. ويقول "فوضى يشكل نوعا من التنفيس للجميع".

مشاركة :