في إطار حملة التوعية بأمراض السرطان بكل أنواعه، يجري التشجيع على الكشف المبكر لكل أجزاء الجسم وأعضائه؛ حتى يجري العلاج مبكراً لتفادي تغلغل المرض فيه وصعوبة علاجه، ما قد يؤدي إلى المعاناة الصحية أو الموت السريع. سرطان القولون من أكثر السرطانات المنتشرة في الكويت الذي يفضل الفحص المبكر عنه عند سن متقدمة، مثل الخمسين، وبشكل دوري حتى يتفادى الشخص الدخول في عمليات التخلص من هذا المرض سريعاً أو بشكل أطول وما يصاحب العلاج من إرهاق جسدي على المريض ومادي إذا كان يُعالج في مستشفيات خاصة، وتكلفة أعلى على الحكومة إذا كان المريض يتلقى علاجه في مستشفى حكومي متخصص. ومن بديهيات هذا الفحص أن يُعمَل منظارٌ للقولون بشكلٍ دوري، فإذا وجدت فيه أي تقرحات أو زوائد غير عادية فيفضل التعامل معها فورًا بشكل يقضي على إمكان تفاقمها، مما قد يؤدي إلى مرض السرطان. تخيلوا معي أن تأمين عافية الصحي للمتقاعدين يغطي منظار القولون فقط، ولكن إذا اكتشف الدكتور وجود زوائد لحمية وهو وسط عملية المنظار (التي معروف أن إهمالها وعدم إزالتها في حالات معينة يؤديان إلى سرطان القولون، الأمر الذي يتطلب متابعتها بشكلٍ دوري)، فإن التأمين لا يغطي إزالة هذه الزوائد، وأن على الدكتور المختص إبقاءها في مكانها إذا لم يدفع المريض المتقاعد حساب ذلك، وهو ما لا يتجاوز 80 ديناراً، بينما تتجاوز قيمة منظار القولون 200 دينار. لا أعرف فسلفة عدم تغطية هذه الجزئية، هل اعتبرها من قرر هذا الموضوع أنها عملية تجميل مثلاً، أم إن إهمالها وتركها من المؤكد أنهما لا يؤديان إلى سرطانات مستقبلاً، ومن ثم فلا داعي لإزالتها وتركها في مكانها؟! هذا جزء بسيط من الملاحظات على هذا التأمين. ومن المؤكد، وحسب ما قيل وكتب وملاحظات الدكاترة المتخصصين وسلوكيات المتقاعدين المرضى وغيرهم، فإن الأمر يتطلب التوقف قليلاً في موضوع تأمين عافية وإعادة قراءته بشكل مختلف، والأخذ بالاعتبار كل الملاحظات لإعادة صياغة هذا التأمين الذي انتابته كثير من الأخطاء التي لا يمكن الاستمرار فيها. للأسف ما زال كثير من المتقاعدين لا يعرفون معنى هذا التأمين وقيمته، وهناك منهم من يصر على إجراء فحوصات لا حاجة لها لمجرد أنها مجاناً، وبالتأكيد هذا يجد تناغماً وانسجاماً واضحاً من بعض العيادات والمستشفيات الخاصة، التي وجدت من تأمين عافية مغارة علي بابا يأخذون منها ما استطاعوا وبأسرع وقت. يعطيكم العافية، أعيدوا النظر في هذا التأمين وادرسوه أكثر، ولا تجددوه إلا بعد أن يحقق الهدف منه من دون أي استغلال من الجهات المستفيدة، أيّاً كانت. إقبال الأحمد Iqbalalahmed0@yahoo.comIqbalalahmed0@gmail.com
مشاركة :