⁠يعطيكم العافية على التأمين الصحي عافية !!

  • 10/4/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال شاعر المهجر ايليا بوماضي: أيها الشاكي ومابك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا والذي نفسه بغير جمال ﻻيرى في الوجود شيئا جميلا المثل المصري يقول (الحلو مايكملش) والكمال لله ولكن هناك من المواطنين من ﻻيعجبه العجب وﻻ الصيام في رجب ويمارس هوايته المحببة وهي التحلطم والشكوى والنظرة السوداوية والنقد الهدام وليس البناء وهذا ينطبق على استياء الكثير من المتقاعدين من نظام التأمين الصحي عافية ومطالبتهم ببناء مستشفى للمتقاعدين وإلغاء هذا النظام لأنه برأيهم هدر للمال العام وﻻيغطي الكثير من الأمراض فهو نظام فاشل !!. أنا شخصيا كنت من أكثر المنتقدين لنظام التأمين الصحي للمتقاعدين وكتبت مقاﻻت كثيرة بهذا الخصوص ولكن كان انتقادي منصبا على التأخير والبطئ في إجراءات تطبيق المشروع الذي تم إقراره من مجلس الأمة في سنة 2014 وكان المفروض أن يتم تطبيقه في شهر أغسطس سنة 2015 ولكن نظرا للروتين القاتل وأيضا ملاحظات ديوان المحاسبة عليه وإعداد اللائحة التنفيذية الذي استغرق وقتا طويلا وكان أيضا انتقادي للمشروع أن وزارة الصحة ليست الجهة التي من المفروض أن تشرف على المشروع أو حتى تتحمل تكاليفه وبرأيي أن الجهة المخولة بذلك هي المؤسسة العامة للتأمينات التي تمتلك قاعدة بيانات تشمل كل المتقاعدين وأيضا هي الجهة التي تستثمر أموالهم التي تقدر بـ 16 مليار سنويا بعائد يصل إلى ملياري دينار وكان المفروض أن تتحمل المؤسسة العامة للتأمينات تكلفة المشروع لأن تكلفته سنويا تقدر بـ 82 مليون دينار وهو مبلغ زهيد بالنسبة لمؤسسة التأمينات التي ﻻتوفر للمتقاعدين سوى الشاي والقهوة والبسكويت والجرائد عند مراجعتهم لها لإنهاء معاملاتهم فهم يستحقون أكثر. عندما أعلنت وزارة الصحة عن بدأ توزيع البطاقات قبل عدة أيام كنت مترددا في استلام البطاقة نظرا لتجاربي السابقة مع وزارة الصحة والفوضى الإدارية التي تضرب أطنابها في المستشفيات والمستوصفات الحكومية فقد توقعت أن تكون هناك طوابير من المتقاعدين في مراكز التوزيع وأيضا المعاملة الفوقية من موظفي الوزارة للمراجعين التي تستفز المراجع وتوتر أعصابه وبعد تفكير قررت اﻻتصال في الـ CaLL CENTER على الرقم 1811110 وكان ذلك الساعة الرابعة فجرا فجاءني الرد سريعا حيث كان الموظف الذي يرد على اﻻستفسارات يجيب على الأسئلة بكل لطف وأدب وهو ماشجعني حقيقه للذهاب إلى مستوصف الصباحية لاستلام البطاقة وكانت معاملة الموظفين في المستوصف المسؤولين عن تسليم البطاقات أيضا راقية وسريعة حيث أني استلمت البطاقة خلال 5 دقائق ولم تكن هناك زحمة لأن عدد الموظفين كان كافيا وهناك انسيابية في إنهاء المعاملات وطبع البطاقات ووضعها في مغلف به كتيب مدون فيه كل المستشفيات والمستوصفات الخاصة والتي يزيد عددها عن الـ 40 مستشفى تغطي جميع المحافظات علاوة على مراكز وعيادات الأسنان وحتى الأطباء الذين لديهم عيادات خاصة وقد قرأت الكتيب ووجدت غالبية الأمراض مغطاة في وثيقة التأمين ماعدا الأمراض التي غير موجودة في المستشفيات الخاصة مثل عمليات القلب والجدير بالذكر أن المتقاعد يستطيع أن يراجع المستشفى الصدري لإجراء عمليات القلب وهذا المستشفى يتميز بإطلالة على البحر وأيضا بالأطباء الأكفاء في مجال هذه العمليات وأما لمراض الشيخوخة فهناك أيضا مستشفى الأمراض التلطيفية في منطقة الصباح وهو مبنى حديث مجهز بكل المعدات والأجهزة الطبية وكذلك غرف واسعة وخدمة متميزة حيث كانت والدتي رحمها الله وطيب ثراها ترقد فيه وكنت أزورها وشاهدت بعيني نظافة الغرف واﻻهتمام من الهيئة التمريضية. بالأمس أكد وزير الصحة د. علي العبيدي ردا على التكهنات حول التأمين الصحي للمتقاعدين أن المتقاعد ﻻيدفع أي رسوم مالية مقابل الخدمة المغطاة في وثيقة التأمين الصحي وأن ما أثير من لغط في بعض وسائل الإعلام والتواصل اﻻجتماعي حول وثيقة التأمين الصحي أن الأمراض المستثناة من الوثيقة بعضها ﻻيتوافر في القطاع الخاص والبعض الآخر يعتبر تجميليا وأن هناك مراجعة دورية للوثيقة يمكن إضافة بعض الأمراض الغير مغطاة إذا دعت الحاجة والوزير لديه الصلاحية للموافقة على أي أمراض مستثناه غير مغطاه بالوثيقة بناء على توصية الطبيب المعالج . أيضا أوضح الناطق باسم وزارة الصحه الدكتور أحمد الشطي أن الوثيقه توفر مظلة علاجية حتى 17 ألف دينار موزعة بواقع 10 آﻻف لدخول المستشفى والجراحة و 4 آﻻف للعيادات الخاصة و 1500 لعلاج الأسنان و 1500 لأمراض النساء والوﻻدة. خلاصة القول أنه ﻻينبغي الحكم المسبق على أي نظام إﻻ بعد تجربته والثغرات والعيوب سوف تظهر عند تطبيق النظام ونعتقد أن بعد ما لمسته شخصيا من اهتمام على أعلى المستويات في وزارة الصحة بنظام التأمين الصحي للمتقاعدين يجعلنا نتفاءل بنجاح هذا النظام وعلى كل من يعترض أو ينتقد أن يقوم بتجربة هذا النظام وإن كانت لديه أي ملاحظات يستطيع أن يوصلها للناطق الرسمي الدكتور أحمد الشطي المسؤول عن المشروع وسيتم سد أي ثغرات أو نواقص ولكن ﻻينبغي اﻻنتقاد وبطريقة ﻻذعة فيها الكثير من التندر والسخرية وإلقاء التهم جزافا. أعتقد أن هناك إيجابيات ينبغي تسليط الضوء عليها وإعطاؤها حقها من التقدير والثناء ومن هذه الإيجابيات مشروع التأمين الصحي للمتقاعدين عافية الذي يوفر الكثير من الجهد والمال على المتقاعدين الذين هم بحاجة إلى علاج فنجد أن الغرف متوفرة ومواعيد الفحوصات ﻻتتجاوز الأيام علاوة على المعاملة المتميزة في مستشفيات القطاع الخاص وكفانا تحلطما وتشاؤما فهي ثقافة تنشر الإحباط والكآبة في المجتمع ورغم أني كثيرا ما أنتقد الحكومة والمجلس ولكن إن كان هناك إيجابيات ينبغي أن نبرزها ونثني عليها ونقول لكل من ساهم في التصويت على هذا النظام في مجلس الأمة وكل من تابع الإجراءات في أن يرى هذا المشروع النور من مسؤولين في وزارة الصحة وكذلك الموظفين وغيرها من الجهات الحكومية يعطيكم العافية على نظام التأمين عافية. أحمد بودستور

مشاركة :