من طـرائف الكذابين أن أحدهم قال لصاحبه إن أبي لديه قدر واسعة جدا لو طبخ فيها ألف خروف مع الأرز لما امتلأت القدر ولبقي فيها متسع لمزيد من لحم الخرفان وأكياس الأرز، فرد عليه صاحبه قائلا: وإن أبي لديه خروف ضخم جدا لو مشى في شارع طوله ألف متـر لكان رأسه في نهاية الشارع وإليته في بداية الشارع فتعجب الأول وقال لصاحبه: ولكن أين سيطبخ أبوك خروفه العملاق، فكان الجواب: في قدر أبيك؟!. تلك طرفة قديمة معروفة لدى أكثر القـراء ولكنني أردت بها التمهيد للحديث عن الكذب وأهله بعد أن تكاثـروا في هذا الزمان حتى أصبح لهم أشكال وألوان، فهناك من يكذب على غيره حتى يبلغ غاية في نفسه كأن يخطط بكذبه للاحتيال والنصب عليه، وهناك من يكذب حتى يظهر نفسه أمام الآخريـن أنه ذو قوة ومنعة وقدرة على الاتصالات تجعله يستطيع إيذاء من يريـد وفعل ما يريـد، وهناك من يكذب ليهرب من حق وجب عليه لا يريـد الوفاء به في موعده، وهناك من يكذب ويدعي الغنى والمركز الاجتماعي الوظيفي الجيد وهو فقيـر معدم في أدنى درجات السلم الاجتماعي أو الوظيفي، ليفوز بقلب حسناء خطبها موهما أهلها أنه كذلك، أو ليفوز بوظيفة مرموقة بناء على ادعاءاته وأوراقه المزيفة، وهناك من يكذب لينجو من عقاب صارم على جرم ارتكبه وقد يرمي بخطئه أو إثمه بريئا فيقع على البريء الجزاء وينجو المسيء الكذوب، وهناك من يكذب على سبيل الهواية والتمتع والتلذذ بالكذب على الناس حتى لو لم تدعه المواقف أو الحاجة إلى الكذب. وأذكر على سبيل المثال حكاية سمعتها من صاحبها عندما أراد توصيل رسالة مكتوبة إلى مسؤول إداري وكانت الرسالة تحمل مقترحات وآراء مفيدة فسأل أحد معارفه وهو صديق للمسؤول عن مكان وجوده فأخبره أنه في الرياض، ثم استفسر صديق ذلك المسؤول من صاحب الرسالة عن سبب سؤاله عن المسؤول، فأخبره بأنه يريـد إرسال رسالة إليه على عنوانه، فأبلغه أنه مسافر إلى الرياض وأنه يشرفه أن يقوم هو شخصيا بإيصال الرسالة مادام أنها تحمل مقترحات بناءة ليشاركه في الأجر فأعطاه الرسالة وبعد فترة قابل صاحب الرسالة المسؤول واستفسر منه عن رسالته فلم يتعجب المسؤول بل رد عليه قائلا: ألا تعلم أن فلانا كذوب؟، فأجابه قائلا: أعلم ذلك ولكنه عرض خدمته علي وكنت أتوقع منه الكذب فيما لو أنني طلبت منه الخدمة ولم أكن أعلم أن حالة الكذب وصلت به إلى حد الهواية والمرض المستعصي!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة
مشاركة :