اتخذت فنادق ومطاعم قطاع غزة خطوة بإلغاء جميع محتويات قوائم طعامها عدا الماء المالح تضامناً منها مع 1600 أسير فلسطيني أعلنوا إضرابهم عن الطعام؛ احتجاجاً منهم على سوء وظلم السجون الإسرائيلية، حسبما رصدت صحيفة البريطانية. ففي وقت سابق من هذا الشهر ارتدى جميع العاملين من نُدُلٍ ومحاسبين وغيرهم في 50 مطعماً وفندقاً زياً موحداً نقرأ عليه كلمات "مي وملح والتحلاية كرامة" طيلة يوم كامل، حسبما صرّح به للصحافة صلاح أبوحصيرة، رئيس اللجنة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية. وعلى شبكات التواصل الاجتماعي انطلقت حملة "تحدي الماء المالح" التي اجتذبت اهتمام الملايين، خاصة بعدما قبل التحدي الفنان الفلسطيني نجم "أرب آيدول" محمد عساف. ليتشجع من بعده الآلاف للمشاركة في هذا التحدي المتضامن. وعبّر عساف عن تضامنه مع الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، والذين يخوضون إضراباً دخل يومه العاشر، بتناوله كوباً من الماء والملح وهو الغذاء الوحيد الذي يعتمد عليه الأسرى للبقاء على قيد الحياة، وفق ما ذكر في تقرير سابق. رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع قدّر عدد المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية بـ1600 سجين أعلنوا إضرابهم يوم الأسير الفلسطيني 17 أبريل/نيسان الماضي. "إضراب الحرية والكرامة" يتناول عدة قضايا ومظالم بدءاً من حق استخدام الأسرى للهاتف واستشارة محامين إلى توفير رعاية طبية أفضل وانتهاء بالمطالبة بإنهاء الحبس الانفرادي. ويقبع في السجون الإسرائيلية حالياً 6500 أسير فلسطيني معظمهم بتهم الإرهاب رغم إصرار القادة الفلسطينيين ومجموعات دعم الأسرى على أن العديدين منهم لم يحظوا بمحاكمة عادلة وحبسوا لأسباب سياسية. كذلك ثمة 500 سجين آخر محتجز تحت ما يُسمّى الحبس الإداري، وهو ما يسمح بحبس المشتبه به دون ثبوت التهمة والإدانة عليه لفترات متقطعة يدوم كل منها 6 أشهر. للقضية وقع يمسّ أوتار كل شرائح المجتمع الفلسطيني، فحسب التقديرات الفلسطينية بلغت أعداد الأشخاص الذين دخلوا في فترة ما من حياتهم السجون الإسرائيلية خلال الـ50 عاماً الماضية حوالي 750 ألف شخص، أي بمعدل 7 من كل 10 عائلات. كذلك نظمت في الماضي عدة إضرابات عن الطعام في السجون الإسرائيلية، غير أن أياً منها لم يكن بهذا الحجم الضخم. السلطات الإسرائيلية ندّدت بالإضراب، فبعد فترة وجيزة من انطلاق الإضراب قال وزير الأمن العام جلعاد إردان لمحطة راديو الجيش إن السجناء المضربين عن الطعام هم "إرهابيون وقتلة محبوسون يلقون ما يستحقونه". ويتزعم مبادرة الإضراب الحالي عن الطعام الزعيم الفلسطيني مروان البرغوثي الذي سجنته إسرائيل مؤبداً بتهمة 5 جرائم قتل. ويتمتع البرغوثي بشعبية كبيرة سواءً في غزة أو في الضفة الغربية، وكثيراً ما يوصف بالخليفة المقبل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رغم تعدد الأحكام بالسجن الصادرة بحقه؛ وقد أنزلته إسرائيل الحبس الانفرادي بسبب دوره الرئيسي في قيادة الإضراب. والأسبوع الماضي بثت مصلحة وإدارة السجون الإسرائيلية مقطع فيديو مراقبة بتاريخ 27 أبريل/نيسان و5 مايو/أيار يظهر فيهما البرغوثي يذرع زنزانته قبل الزعم بأنه تناول بسكويتاً من مظروف. (صورة لنشطاء يمينيين إسرائيليين يقيمون حفلة شواء خارج سجن عوفر العسكري بالضفة الغربية المحتلة حيث أعداد من السجناء الفلسطينيين مضربون عن الطعام) أما فدوى البرغوثي، زوجة الزعيم، فقد طعنت هي ونادي السجناء الفلسطينيين في صحة المقطع المصور ووصفوه بالمفبرك المتلاعب بمحتواه. وقال كذلك محامي البرغوثي يوم الأحد إن موكله أنكر صحة المقطع المصور، مشيراً إلى أن الزنزانة الظاهرة في المقطع أنظف من زنزانته وأكبر منها حجماً. وكذلك نفت اللجنة الوطنية الفلسطينية لإضراب المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ما تداوله الإعلام الإسرائيلي بشأن تعليق البرغوثي إضرابه عن الطعام، وفق ما نشر تقرير سابق . والأسبوع الماضي قال ممثل عن المضربين إن فريقاً على الأقل من المضربين يفكّرون في الإضراب عن الماء أيضاً إن استمرت السلطات في رفض وتجاهل مطالبهم. أما مصلحة السجون الإسرائيلية فقالت إنها ستشكل مشفى ميدانياً لمعالجة المضربين إن استدعى الأمر. وكان قانون صدر عام 2015 قد أذن للمستشفيات المدنية شرعياً بإجبار المحتجين على تناول الطعام قسراً، إلا أن المستشفيات حتى تاريخه رفضت التماشي مع ذاك القانون.
مشاركة :