النظام يحشد في البادية للمشاركة في «السباق نحو دير الزور»

  • 5/16/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تقاطعت المعلومات عن وصول تعزيزات كبيرة للنظام السوري وحلفائه إلى منطقة البادية الصحراوية، على الحدود مع العراق والأردن، حيث يتوقع شن معركة كبيرة ضد تنظيم داعش لفتح طريق بغداد - دمشق، تمهد بدورها لمعركة السيطرة على محافظة دير الزور، التي تحولت أخيرًا إلى معقل للتنظيم. إلا أن خطط موسكو والنظام لن تجد على ما يبدو الطريق معبداً أمامها، في ظل سعي واشنطن إلى استباق هذه المعارك، والسعي إلى دعم المجموعات المحسوبة عليها للوصول إلى دير الزور أولاً.وعلى خط استعدادات الطرفين، تواصلت أمس المجازر بحق المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة «داعش»، شرق البلاد. إذ أفيد عن مجزرتين، الأولى ارتكبها التنظيم المتطرف بقصفه أحد المخابز في مدينة دير الزور، والثانية طائرات تابعة للتحالف الدولي، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».وقال المرصد إن قصفاً عنيفاً لتنظيم داعش أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل في مدينة دير الزور ليل الأحد - الاثنين، فيما أعلن «مكتب أخبار سوريا» مقتل 7 مدنيين، بينهم طفلان، وجرح 14 آخرين، 6 منهم في حالة حرجة، من جراء استهداف «داعش» بقذائف الهاون وبمدافع محلية الصنع حي القصور الخاضع لسيطرة القوات النظامية وسط مدينة دير الزور.وقال الناشط أحمد الرمضان إن المجزرة نفذتها «طائرات مسيرة عن بُعد لـ(داعش)، تحمل قنابل متفجرة، استهدفت مركزاً لتوزيع الخبز ونقطة أخرى، مما أدّى إلى مقتل 11 مدنياً». وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن «التنظيم سبق أن استخدم طائرات مسيّرة عن بُعد، إلا أن تلك التي أطلقها الأحد يستخدمها للمرة الأولى، وهي بيضاء بحجم كبير».ويسيطر «داعش» على غالبية أراضي محافظة دير الزور، باستثناء جيب في الوسط وقاعدة جوية قريبة تسيطر عليها قوات النظام. وتشهد هذه الجبهة الداخلية منذ فترة هدوءاً ملحوظاً بعدما حاصر التنظيم قوات النظام في عدد من الأحياء، فبات من الصعب عليها التحرك لشن معركة جديدة، وهي تنتظر العون في إطار حملة تنطلق من خارج المدينة.ولم تقتصر فاتورة المدنيين أمس على تلك التي دفعتها مدينة دير الزور، إذ أفاد المرصد بمقتل 23 مدنياً على الأقل من جراء غارات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي على مدينة البوكمال التي يسيطر عليها «داعش» في شرق سوريا على الحدود مع العراق.وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن الغارات استهدفت منطقة سكنية في المدينة عند الثالثة من فجر أمس، أثناء نوم السكان، مما يفسر حصيلة القتلى المرتفعة. وبين القتلى 15 نازحاً على الأقل من مناطق سيطرة التنظيم في دير الزور والرقة، وكذلك في العراق المجاور.وكان لافتاً ما نقلته وكالة «رويترز» عن مصادر وقادة من مقاتلي المعارضة عن أن «الجيش السوري مدعوماً بفصائل موالية لإيران نقل قوات إلى منطقة صحراوية قرب حدوده مع العراق والأردن». وقال المتحدث باسم «الجبهة الجنوبية» الرائد عصام الريس إن النظام وحلفاءه «أرسلوا تعزيزات ضخمة من المدفعية والدبابات والمركبات المدرعة»، معتبراً أن خطتهم «تقضي بالوصول إلى الحدود العراقية – السورية، وقطع الطريق على تقدم الجيش السوري الحر بشكل أكبر صوب الشمال الشرقي ضد معاقل تنظيم داعش في البادية».في المقابل، نقلت مواقع مقربة من «حزب الله» والنظام السوري عن مصادر أن «قوات أميركية وبريطانية دخلت إلى منطقة حميمة (90 كم شرق تدمر) في عمق البادية السورية لبدء عملية باتجاه مناطق جنوب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي». وأشارت إلى أن «مجمل عدد هذه القوات 150 عنصراً سيعملون مع ميليشيا جيش مغاوير الثورة، دخلوا من معبر التنف الذي يصل الأردن بسوريا». وتردد أخيراً وجود حشود عسكرية على الحدود الأردنية مع سوريا، تمهيداً لعملية تدعمها واشنطن في الجنوب. إلا أن هذه المعلومات لم تؤكدها مصادر رسمية.وقال رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري»، رياض قهوجي، لـ«الشرق الأوسط»، إن معركة الجبهة الجنوبية ستندلع عاجلاً أم آجلاً، باعتبارها هدفاً أميركياً قديماً منذ أيام إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، تم تعليقه بناء على المفاوضات النووية مع طهران. ولفت إلى أن «الملف سيعاد تحريكه قريباً بلا شك، والهدف منه إطلاق معركة للسيطرة على منطقة الجولان – القنيطرة، والتواصل مع جبهة الشمال، وبالتحديد الرقة - دير الزور».واعتبر الناشط الرمضان أن «معركة دير الزور آتية لا محالة، وستكون المعركة الكبرى في سوريا، بعدما تحولت المحافظة معقلاً للتنظيم». ولفت إلى أن «الروس والنظام يحشدون في تدمر للتوجه منها إلى السخنة فدير الزور، فيما تستعد قوات التحالف بمشاركة فصائل المعارضة لمعركة قد تنطلق في شهر أغسطس (آب) أو سبتمبر (أيلول) عن طريق البادية - بوكمال للوصول إلى دير الزور».

مشاركة :