النظام يسابق «قسد» إلى البادية وتقليص المسافة مع دير الزور

  • 5/30/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قلصت قوات النظام السوري المسافة التي تفصلها عن مسكنة، آخر معاقل تنظيم داعش بريف حلب الشرقي، بموازاة تصعيد عسكري في ريف حماة الشرقي، ما يشير إلى أن النظام يسعى للتمدد في البادية السورية في خطة تبدأ بعد استكمال السيطرة على ريف حلب الشرقي. ويفتح هذا المسعى سباقاً بين قوات النظام وقوات «سوريا الديمقراطية» للسيطرة على البادية السورية، في مرحلة ما بعد معركة الرقة، بحسب ما قال مصدر سوري معارض لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن حسم معركة الرقة «سيفتح السباق بين النظام والقوات الكردية على معركة دير الزور» أبرز المدن في شرق سوريا التي بدأت جميع الأطراف المعنية بالحرب على «داعش» بالانطلاق ناحيتها، عبر توسيع نقاط سيطرتها في البادية من الجنوب والغرب والشمال، في محاولة لتقليص المسافة نحو دير الزور. وتكتنف البادية السورية أهمية استراتيجية كونها تتضمن حقول النفط وتشكل رابطاً جغرافياً بين سوريا والعراق وتركيا والأردن جنوباً، وهي مناطق خالية يشغلها «داعش» في الوقت الحالي، في حين تسعى كل أطراف النزاع في سوريا لتثبيت نقاط تواجد جديدة على الخريطة. وقال مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام السوري «يحاول إشغال المناطق الصحراوية في البادية ويسابق (قوات سوريا الديمقراطية) إلى منطقة البادية المحاذية للريف الجنوبي لمدينة الرقة»، مشيراً إلى أن «النظام وروسيا وإيران يسعون لمنع تمدد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي إلى المنطقة التي تتيح لمن يشغلها التقدم أكثر باتجاه دير الزور». وتابع: «من يحرر الرقة، ستكون له الكلمة الفصل في مستقبل سوريا». وواصل النظام التقدم في ريف حلب الشرقي على حساب تنظيم داعش، حيث سيطر على مجموعة من القرى والبلدات الواقعة غربي بلدة مسكنة، آخر معاقل تنظيم داعش في ريف حلب الشرقي، بالتزامن مع استهداف البلدة بالقصف المدفعي، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا» الرسمية. وأفادت الوكالة بـ«استعادة السيطرة على عشرات القرى»، استكمالاً لحملة عسكرية استؤنفت الأسبوع الماضي، وأسفرت على السيطرة على قرى غرب مسكنة بـ3 كم بعد السيطرة على مطار الجراح العسكري. كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الطائرات المروحية واصلت إلقاء براميلها المتفجرة على مناطق في بلدة مسكنة وريفها بالريف الشرقي لحلب، بالتزامن مع غارات نفذتها الطائرات الحربية على المناطق ذاتها. وفي حال سيطرت قوات النظام على مسكنة، والقرى الواقعة تحت سيطرة «داعش» في ريف حلب الشرقي، ستصبح قوات النظام على تماس مع القوات الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية التي سيطرت على مدينة الطبقة الشهر الماضي، في جنوب غربي مدينة الرقة. كما تتيح لقوات النظام الانطلاق جنوباً على خط خناصر – أثريا الصحراوي في ريف حماة، وتمكنها من الانطلاق في المعركة نحو عمق البادية باتجاه مدينة عقيربات، أبرز معاقل «داعش» في ريف حماة الشرقي. وتشير الوقائع الميدانية إلى أن النظام بدأ التمهيد للمعركة عبر القصف الجوي، إذ أفاد ناشطون معارضون بأن طائرات النظام نفذت غارات جوية في منطقة سبخة الجبول القريبة من خناصر، كما نفذت غارات بمحاذاة طريق أثريا – خناصر، وهو طريق صحراوي يبلغ طوله نحو 80 كيلومترا، تستخدمه قوات النظام لنقل إمدادات السلاح إلى مدينة حلب، بعد إقفال طريق حلب – حماة الدولي وسيطرة قوات المعارضة عليه. وبالموازاة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطائرات الحربية نفذت عدة غارات على مناطق في ناحية عقيربات وقرية حمادة عمر بريف حماة الشرقي والخاضعة لسيطرة تنظيم داعش. وتعد عقيربات، مدينة استراتيجية يسيطر عليها «داعش» بريف حماة الشرقي، وتسعى جميع فصائل المعارضة والنظام للسيطرة عليها منذ أن سيطر عليها «داعش» وطرد «جبهة النصرة» منها. وتكمن أهميتها في كونها منطقة اتصال بين الرقة ودير الزور والبادية السورية، كونها تقع في منطقة وسطى بين تلك المناطق، بحسب ما يقول مدير مركز «فرات بوست» أحمد الرمضان لـ«الشرق الأوسط»، مؤكداً أنه «من يسيطر على المدينة ومحيطها، يتحكم بطرق الإمداد بين وسط وشمال وشرق سوريا، وقد استخدمت كممر لتهريب السلاح». وتحاول قوات النظام السيطرة على المنطقة عبر التقدم إليها من ريف السلمية غرباً، ومن ريف تدمر الشمالي جنوباً، وتبعد عقيربات عن ريف الرقة الجنوبي نحو 80 كيلومتراً، وتعد ميدان عمليات واحد مع ريف حلب الشرقي ومدينة إثريا بريف حماة الشرقي بالنسبة لقوات النظام.

مشاركة :