الرياض - وكالات - تأكيداً على التزامها نحو الأمن العالمي، والشراكات الاقتصادية الراسخة والعميقة، والتعاون السياسي والثقافي البناء، تستضيف المملكة العربية السعودية قادة من مختلف دول العالم العربي والإسلامي للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في حدث تاريخي يومي السبت والأحد المقبل، برؤية واحدة تحت عنوان: «سوياً نحقق النجاح».واعتبر الموقع الإلكتروني الرسمي للقمة العربية الإسلامية - الأميركية الذي دشنته الرياض، أن القمم الثلاث التي تستضيفها الرياض، ستؤدي إلى «تغيير قواعد اللعبة».وعلق الموقع على قمم ترامب التي ستعقد على مدار يومين، مشيرا الى «أن ساعة حوار تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة»، في رسالة موجهة إلى إيران على ما يبدو.ويرى مراقبون أن «أحد أبرز محاور قمم ترامب في المملكة سيكون مواجهة تدخلات إيران في شؤون المنطقة».وفي مؤتمر صحافي عقده أمس، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن القمة الخليجية - الأميركية ستعزز الشراكة والعلاقة التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى أن المملكة تتفق مع رؤية الولايات المتحدة في أولوية القضاء على الإرهاب والتصدي لسياسات إيران العدوانية ودعمها الإرهاب، والموقف من سورية والعراق واليمن.وأكد أن الرياض تتفق مع واشنطن في ما يتعلق بالدور الأميركي في العالم، معرباً عن تفاؤله بالعلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، ومشيراً إلى أن «اختيار السعودية كأولى الزيارات الخارجية للرئيس ترامب يرجع لمكانة المملكة لديه».وأوضح أن الإستراتيجية المشتركة تتعلق خصوصاً بالأولوية في محاربة الإرهاب، وتحديدا تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وكذلك التصدي لسياسات إيران العدوانية ودعمها للإرهاب وإعادة بناء التحالف مع الحلفاء التقليديين لواشنطن.وأضاف الجبير: «سنواصل التعاون مع الولايات المتحدة لردع إيران ووقف سياستها العدوانية... نحن نتفق على ضرورة التصدي لإرهاب وتدخلات إيران»، لافناً إلى أن «إيران تتصرف بعدائية بعد الاتفاق النووي وإدارة ترامب تدرك ذلك».وشدّد على أنه «لن يكون لدينا علاقات طبيعية مع إيران ما دامت تواصل أجندتها الطائفية»، مضيفاً «نحن ننظر إلى افعال إيران وليس إلى أقوالها والانتخابات الرئاسية شأن داخلي».وقال إن الرئيس ترامب تحدث عن ضرورة احترام إيران للاتفاق النووي.وأضاف أن القمة الخليجية - الأميركية تساهم في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وهي مؤشر واضح على وجود علاقة إستراتيجية بين الطرفين، موضحاً أنها ستكون القمة الثالثة حيث كانت الاولى في كامب ديفيد منذ سنتين والثانية العام الماضي بالرياض.وأكد أن هناك مبادرات عدة يتم بحثها تتعلق بموضوع التسليح والجانب الأمني والاقتصادي ومواجهة الارهاب وتمويله وتعزيز التعاون في المجال التعليمي، لافتا الى ان هذه المبادرات قائمة ونسعى لتفعيلها وتكثيفها والاستعجال في تطبيقها خدمة لمصلحة الطرفين.كما أعلن أن «القمة العربية الإسلامية - الأميركية تؤسس لشراكة ضد الإرهاب بين العرب والغرب»، وذكر بأن «التعاون السعودي - الأميركي مستمر منذ العام 1954»، مؤكداً أن «العلاقات السعودية - الأميركية تاريخية وتنمو رغم الاختلاف مع إدارة أوباما» السابقة.وأكد الجبير أن «القمة الإسلامية - الأميركية هي مؤشر واضح على أن الطرفين يرغبان في انتقال الحوار إلى حوار شراكة وحوار إيجابي»، مشيرا إلى أنها «ستكون حدثا تاريخيا مهما يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الدول العربية والإسلامية من جهة والولايات المتحدة والغرب عموماً من جهة أخرى».وأعلن أن «القمة ستشهد حضورا مكثفا لقادة الدول المعنية حيث من المنتظر أن يشارك في فعاليتها 37 من القادة بين ملوك ورؤساء إضافة إلى ستة من رؤساء الحكومات، وهي أرقام غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين أميركا والعالم الإسلامي».وإذ لفت إلى أن هناك حديثا يدور عن إنشاء «تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب»، اعتبر الجبير أن لقاء ترامب المرتقب مع قادة الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي سيسلط الضوء على أهمية التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.وأعلن أنه سيتم إطلاق مركز لمحاربة الإرهاب في العاصمة الرياض بعد انتهاء أعمال القمة.وأعاد الوزير السعودي إلى الأذهان أن السعودية هي القوة الثانية في التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» الذي تقوده الولايات المتحدة منذ العام 2014.وقال إن «الرياض تتفق أيضا مع واشنطن في قضايا المنطقة وخصوصا في سورية والعراق وكذلك اليمن»، مشيرا إلى أن «القمة الأميركية - العربية - الإسلامية ستشهد كذلك توقيع جملة من الاتفاقات في المجال السياسي وكذلك اتفاقات اقتصادية كبيرة».وأعلن الجبير أن «السعودية أسست مركزا لحوار الأديان والحضارات، ونريد إيصال رسالة للغرب والعالم بأن العالم الإسلامي ليس عدوا»، مشيراً إلى أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن كانت بناءة جداً». وأن «السعودية ملتزمة بحل للصراع العربي - الإسرائيلي وفق حل الدولتين».قادة الدولفي ما يلي قائمة بقادة الدول الذين تم الإعلان رسمياً عن دعوتهم لقمة الرياض:* قادة دول الخليج: سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وسلطان عمان قابوس بن سعيد.* قادة الدول العربية: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس تونس الباجي قايد السبسي، ورئيس العراق محمد فؤاد معصوم، ورئيس اليمن عبد ربه منصور هادي، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، وعاهل المغرب الملك محمد السادس، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الصومال محمد عبدالله فرماجو ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.* قادة الدول الإسلامية: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، ورئيس أذربيجان إلهام علييف، وسلطان بروناي دار السلام حسن البلقيه، ورئيس النيجر محمدو ايسفو، ورئيس تركمانستان قربان قولي بردي محمدوف، ورئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق، ورئيس وزراء باكستان نواز شريف ورئيسة وزراء بنغلاديش الشيخة حسينة واجد.لماذا معصوم والحريري؟رغم إعلان موقع القمة مشاركة قادة وممثلي 55 دولة إسلامية، إلا أنه كان اللافت في تلك الدعوات - التي تم الإعلان عنها رسميا - هو توجيه الدعوة الى رئيس العراق محمد فؤاد معصوم، وليس الى رئيس الوزراء حيدر العبادي.أيضا كان لافتا توجيه الدعوة الى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وليس الى الرئيس اللبناني ميشال عون، فيما يبدو أن المستهدف من تلك الخطوة إيران، الذي يتوقع أن تتركز أحد محاور القمم على بحث سُبل الحد من تدخلاتها في شؤون دول المنطقة.جدول الأعمالجدة - الأناضول - أولى القمم التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية على مدار يومين، ستكون قمة سعودية - أميركية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب غداً السبت.وفي اليوم التالي، ستعقد 3 قمم: قمة تشاروية خليجية ( يشارك فيها قادة دول الخليج)، وقمة خليجية -أميركية (ترامب وقادة الخليج)، وقمة عربية - إسلامية - أميركية (ترامب وقادة 55 دولة عربية وإسلامية).وتنطلق القمة العربية الإسلامية - الأميركية تحت شعار «العزم يجمعنا».وجاء تحت هذا الشعار أنه «في وقت نجمع العالم لمحاربة التطرف والإرهاب نعمل مع شركائنا في الولايات المتحدة والعالم الإسلامي على تحسين المستوى المعيشي لأبناء أمتنا وتقوية اقتصاداتنا المشتركة.»القمم سيصاحبها جدول حافل مواز، حيث من المقرر أن يتم افتتاح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف».وفي اليوم نفسه، سيعقد «منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب»، بمشاركة نخبة من الباحثين ومراكز الدراسات والبحوث الهادفة الى إنتاج ونشر العمل الأكاديمي و إثراء الحياة الثقافية والفكرية في المملكة.كما يشارك ترامب وعاهل الأردن الملك عبدالله ثاني في ملتقى للمغردين يعقد في اليوم نفسه لبحث مكافحة التطرف والإرهاب في العصر الرقمي.فعاليات ترفيهية ورياضية على هامش القمةالرياض - إيلاف - لن تقتصر القمة السعودية - الأميركية على بحث السياسة ومكافحة الإرهاب واستعراض ملفات إقليمية ودولية، بل سيكون لها جانب ترفيهي مرافق يتمثّل بفعاليات ترفيهية عدة على هامش القمة، ومنها إقامة مباراة كرة قدم بين «نادي الهلال» السعودي ونادي «نيويورك كوزموس» الأميركي، كما ستنظم مباراة لكرة السلة بين نادي «هارليم غلوبت روترز» مع أعضاء من «نادي الاتحاد»، وهناك أيضًا سباق «الأبطال للسيارات»، إضافة إلى عروض مظلية ومعرض للسيارات الكلاسيكية.كما تنظم مسيرة الدراجات النارية حول المملكة، إضافة إلى عرض للبالونات الهوائية بأعلام الدول الإسلامية وضيوف المملكة.وسيقام كذلك عرض البالونات بين «فندق الريتز كارلتون» والديوان الملكي لمدة أربعة أيام، بدءًا من 21 مايو. إلى جانب معرض للسيارات الكلاسيكية يتضمن 200 سيارة أميركية.وعلى هامش القمة، سيتم افتتاح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» في الرياض، ويسعى هذا المركز إلى منع انتشار الأفكار المتطرفة، من خلال تعزيز التسامح والتعاطف ودعم نشر الحوار الإيجابي.على الصعيد نفسه، يقام منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب في «مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية».
مشاركة :