أظهرت بيانات رسمية أن المستهلكين في بريطانيا تغلبوا على مخاوفهم المتعلقة بالتضخم المتسارع في أعقاب استفتاء الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وزادوا الإنفاق في الشهر الماضي بأسرع وتيرة في أعوام بفضل طقس معتدل. تنبئ البيانات القوية على نحو غير متوقع بأن معنويات المستهلكين أصبحت أكثر قوة، ولو بشكل موقت، قبيل الانتخابات التي تجرى يوم الثامن من حزيران (يونيو) المتوقع أن يفوز بها حزب «المحافظون» الحاكم بقيادة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بفارق كبير. وقال «المكتب الوطني للإحصاءات» اليوم (الخميس) إن أحجام مبيعات التجزئة قفزت 2.3 في المئة في نيسان (أبريل) بما يتجاوز توقعات أولية لزيادتها واحداً في المئة في استطلاع لآراء الاقتصاديين أجرته «رويترز». وتتناقض البيانات القوية مع اتجاه التباطؤ الذي ساد منذ بداية العام، إذ أدى تسارع التضخم الناتج عن انخفاض الجنيه الإسترليني بعد استفتاء الانفصال إلى استنزاف الدخل المتاح للإنفاق. يأتي هذا الانتعاش بعد انخفاض حاد بلغ 1.4 في المئة في آذار (مارس) في ختام أضعف معدل فصلي مسجل منذ العام 2010. وبالنظر إلى قيمة مبيعات التجزئة، الذي يتضمن القدر الإضافي الذي أنفقه المستهلكون بسبب ارتفاع التضخم، زادت المبيعات في الأشهر الثلاثة حتى نيسان (أبريل) 6.2 في المئة على أساس سنوي وهي أعلى زيادة في 15 عاماً. وزاد الإسترليني نصف سنت مقابل الدولار بعد إعلان هذه البيانات ليتجاوز 1.30 دولار للمرة الأولى في ثمانية أشهر تقريباً. وانخفض العائد على سندات الحكومة البريطانية إلى المستوى الأدنى في شهر.
مشاركة :