شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، عضو المجموعة المدافعة عن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ندوة بعنوان "القانون، التعليم، وأهداف التنمية المستدامة،" وذلك في معهد لاهاي للعدالة الدولية بهولندا. حضر الندوة جلالة الملكة ماكسيما، ملكة هولندا والمناصرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالتمويل من أجل التنمية، وعدد من القادة السياسيين ورؤساء المنظمات الأهلية وأعضاء المجتمع الدبلوماسي. وأطلقت الشيخة موزا ، في كلمة لها أمام الندوة، تحذيراً قوياً إلى المجتمع الدولي من تعذر تحقيق السلام في المدى الطويل وأجندة التنمية المستدامة الشاملة، ما لم يتم تجديد الالتزام السياسي بحماية التعليم في مناطق النزاع، مستحضرة عملها الدؤوب لعقود طويلة في الدفاع عن الأطفال، ومستنتجة بأن "العدالة الكونية قد فقدت بصيرتها." وأكدت سموها أن التعليم أداة مهمة في تعزيز تعافي المجتمعات، والحيلولة دون نشوب الصراعات فيها، قائلة سموها في هذا السياق "وقد بتنا الآن، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى إعادة التأكيد على أهدافنا المشتركة لحماية التعليم في أزمنة الحروب، وتوفير التعليم حتى في ظروف الصراعات وانعدام الأمن، لعل هذا الأمر يُحقق السلام المستدام في أوعر الأماكن وأشد حالات الطوارئ." كما شددت صاحبة السمو على أن السلام والأمن سيكونان ممكنان فقط عندما تلتزم جميع الدول بالقانون الدولي. وأشارت سموّها إلى أن مجلس الأمن الدولي، بصفته الهيئة المسؤولة عن ضمان السلم والأمن الدوليين وفقا لميثاق الأمم المتحدة، عجز "في أكثر الظروف حاجة إليه"، مذكرة سموها بالقصف الجوي على مدرسة في مدينة إدلب السورية في أكتوبر الماضي، وكيف أن المجلس "أخفق في الإجماع على إدانة هذا العمل الوحشي وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي تُرتكَب بحق التعليم والأطفال". وطالبت الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالتحلي بمزيد من المسؤولية في استخدام حق النقض /الفيتو/، قائلة: "مع كل /فيتو/، يكون الضياع مصير أي فرصة لمنع الصراعات وإحلال السلام." شهدت الندوة مشاركة كل من سعادة السيدة فاتو بنسودة، مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية، والسيدة جراشا ميشيل، مؤسِسة ورئيسة منظمة التنمية المجتمعية ومؤسِسة صندوق "جراشا ميشيل"، وفورست ويتيكر، مؤسِس ورئيس مبادرة ويتيكر للسلام والتنمية والمبعوث الخاص لليونسكو للسلام والمصالحة، وسعادة السيدة ليلى بخاري وزيرة الدولة، نائبة وزير الخارجية النرويجي، والسيد كيفين واتكينز، رئيس جمعية "أنقذوا الأطفال" البريطانية. وتتزامن كلمة سموها مع توقيع الشراكة الموسعة المبرمة بين برنامج "الفاخورة" التابع لمنظمة التعليم فوق الجميع وبرنامج منظمة "سبارك" الأهلية الهولندية، للعمل على منح فرص التعليم العالي للاجئين السوريين الشباب، بالإضافة إلى المنح الدراسية والبرامج الجامعية والتدريب المهني لما مجموعه 6345 طالباً في العراق، والأردن، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، وتركيا. وتجدر الإشارة إلى أن برنامج "الفاخورة" يتناول التعليم العالي بطريقة فذّة، حيث يمنح الشهادات الجامعية، إلى جانب الفرص في مجالات القيادة، والتنمية، والتمكين الاقتصادي. ويمثل الحدث بداية لخارطة طريق جديدة، تجمع شخصيات بارزة من قطاع التنمية لتطوير برنامج يهدف إلى تعزيز القانون الدولي لحماية الأطفال والتعليم على نحو أفضل. م . م ;
مشاركة :