موس ..حسنين | احمد بن جزاء العوفي

  • 8/4/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

‏كان موعدنا بعد صلاة التراويح مباشرة، لنمسح مابقي من إفطارنا، ولكن كعادة أغلبنا في ( مط ) المواعيد،حضر صاحبي متأخرًا لأكثر من ساعة، وكنت قد صببت جام غضبي على ما أمامي من أطباق حتى غدا ما فيها أثرًا بعد عين ، شرّف صاحبي وكأنه مسبق قبل الموعد بربع ساعة، حيث لم يعتذر، أو تبدو عليه علامات الخجل على الأقل ، بل بالعكس علق مستظرفًا وهو يجلس : ولّ ماتركت شي، عجزت تصبر؟!!! رددت عليه وأنا أكاد أتميز من الغيظ ( مقابل العيش ولا مقابل الجيش ) وبعدين متى كان وعدنا يا.... صادق الوعد ؟!! ردّ قائلًا: طلعت من المسجد وعلى البيت هواء ولميت كل ملابس العيد وطيران على مغسلة عبده قبل لايرفعون الأسعار قبل العيد !!! كان عذره من وجهة نظري سخيفًا، ومن وجهة نظره أمر ملح أكثر من أطباق السمبوسة والشربة التي تواعدنا على ( مسحها )، لذلك لم أزد على أن قلت له : الشرهة ماهي على عبده ، الشرهة عليك !!! يعني ( مافيه بهالبلد إلا هالولد ) ؟!! المغاسل كثيرة، ولكني تفاجأت عندما قال : كلهم متفقين على رفع الأسعار !!! حتى الحلاقين ومغاسل السيارت والمسالخ .... خلها على ربك ... يرفعون علينا ... ويخفضون لربعهم !!! ... يارجااال ( رحنا طعام ....... ) . كان كل حديثنا عن هذه المشكلة التي تتكرر في كل عيد، سواء الفطر، أو الأضحى ، وخاصة في محافظتنا- الحناكية - وغيرها من المحافظات وحتى في بعض المدن، وأسبابها والبحث عن حلول مع أننا كنا نتحاور ونحن على يقين أنه ( هرج مجالس ) ومجرد فضفضة ( لاتودي ولا تجيب )، ولكننا مع ذلك إتفقنا أن المشكلة لا تتحملها العمالة الوافدة التي تستغل المواسم ( لسلخ ) المواطن - حسب تعبيرهم - فهم لم يتغربوا إلا لجمع المال، و( الغاية تبرر الوسيلة )، ولا في من خلفهم من ضعاف النفوس من المواطنين ( فالطيور على أشكالها تقع)، كذلك ليست المشكلة في الجهات الرقابية فهناك عدة وسائل وطرق مستحدثة للإبلاغ عن رفع الأسعار والغش التجاري ، مع أنها تتحمل بعض المسؤولية، حيث كان من المفترض التنبيه على هذه المحلات قبل رمضان بعدم رفع الأسعار خاصة أن المشكلة ليست وليدة هذا العام .... ولكن في الحناكية ... ماعندك أحد !!!. إتفقنا أخيرًا على أن سبب المشكلة هو من يفترض أن يكون خط الدفاع الأول .. وهو ذاك المواطن .. الذي يسكت ،ويدفع، ولا يبلغ الجهات المختصة، أو يثبت الحالة في مركز الشرطة، والحجة جاهزة وموحدة : يارجال ماعندك أحد لو تشتكي !!!، أو ..... زيادة بسيطة ما تضر أهم شي كشخة العيد !!!! ( عذر أقبح من الذنب ). وأنا ( متحمس ) و( شاد حيلي ) أثناء شرحي لصاحبي عن واجب المواطن في مثل هذه الحالة، حك صاحبي صدغه الأيسر،فعرفت أنه ملّ، وأني ( نفخت ) رأسه، خاصة أن نقاشنا مجرد فضفضة كما أسلفت، فغيرت مسار الحديث بسرعة وبادرته بسؤال عن موعد حلاقته القادمة؟!! وذلك لحاجة في نفسي، خاصة أني اعرف أنه يحلق في العادة عند ( حسنين ) أحد الذين يرفعون الأسعار ويخالفون إشتراطات السلامة ( وكل عذروب فيه ) ، رد ليلة العيد إن شاء الله.... فعقبت بسؤال تقريري : هو للحين يرفع أسعاره؟!! هز رأسه بالإيجاب وفي فمه آخر رشفة من فنجاله ، فهززت رأسي محسبلًا، محوقلًا، وأردفت وأنا ( أخزه ) بنظرة حانقة : عساه يسلخك بموسه المخالف وسعره الغالي ... تستاهل ... صدق ( بلانا منا و فينا ).

مشاركة :