قبل أيام فجع العالم الإسلامي بوفاة الشيخ الداعية عبد الرحمن السميط رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وخالص عزائي لأسرته فعظم الله أجركم، وغفرلميتكم، ولا أراكم مكروهاً بعده، و"إنا لله وإنا اليه راجعون". غابت شمس دنيا الشيخ - رحمه الله - بعد أن أشرقت سنوات في القارة المنسية خلف فيها ثروة لا تقدر بالذهب والفضة، تركة لا يجمعها جامع دنيا، وثروة لا تورث، وتجارة يصله ربحها حتى بعد وفاته بإذن الله بلغت حوالي : 5700 مسجد، 9500 بئر، 860 مدرسة، 4 جامعات، 204 مراكز إسلامية،وأثمن شيء في رصيده إسلام أكثر من 11 مليون شخص على يديه. لن يُخلِـد ذكر الشيخ مركز ينشأ،أو جمعية تؤسس، مع أن ذلك أقل ما يقدم له، بل سيخلد ذكره - رحمه الله - سنوات قاربت الثلاثين عامًا قضاها في خدمة دين الله في قارة إفريقيا، تعرض خلالها لأهوال وعوائق كادت أن تودي بحياته وحياة أسرته، فقد عرض نفسه وأبناءه للخطر لأجل أن يحمل الإسلام، والسلام، والغوث لأفريقيا. عندما نقرأ سيرة الشيخ - رحمه الله - وجهوده في خدمة دين الله نستصغر أنفسنا، فقد خرج الشيخ بنفسه، وماله، وأسرته، ولم يغتر بمنصب أو جاه، فحريٌ بنا أن نستفيد من سيرته وننقلها لشبابنا لعل الله أن يخرج من يكمل مسيرته. كان للشيخ منهجه الذي رسمه للدعوة في سبيل الله حيث قال رحمه الله : ( من يظن أن الدعوة يمكن أن تستمر بالعشوائية فهو مخطئ. ومن يظن أن الإسلام سينتشر بطريقة تخبط بعض الجمعيات الإسلامية فهو واهم. إن العالم مليء بالمتنافسين، وليس فيه مجال للمتخبطين الذين لا يعرفون أولهم من آخرهم. فغيرنا يعمل بأسلوب علمي مدروس ورزين. ويقيس نجاحه وفشله بشكل دوري وبطريقة علمية. وليس المال هو كل شيء في النجاح، بل إنني رأيت أن توفره في بعض المؤسسات الإسلامية (بل حتى بعض المؤسسات المسيحية) كان سبباً في فشل أهدافها). ا. هـ.. مما تميز به الشيخ رحمه الله بساطته في الدعوة والتي كانت مصدرًا من مصادر قوته يقول أحد المغردين في هاشتاق علمني السميط ( أن دعوته تجردت من حظوظ النفس ولذَّتها) فلم يكن الشيخ يبحث عن بهرجةٍ، وكميرات وتكلف. إن الناس شهود الله في أرضه، وإن هذه الألوف ممن تبع الجنازة، وممن حضر العزاء، والملايين التي آلمها خبر وفاته رحمه الله، شهود على نقاء وصفاء الشيخ ... فإن غابت شمس دنياه ، فشمس أفعاله لن تغيب بإذن الله .... وصدق من قال إن الشيخ كان ( رجلاً بأمة ) .
مشاركة :