اتجاهات في تفسير التنوع الحيوي (3)

  • 5/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعرفنا في من المقال على نظرية التطور، وفي تعرفنا على نظرية التصميم الذكي، وفي الجزء الأخير نختم جولتنا بالتعرف على نظرية الخَلْقَوِيَّة، وتيار التطور الموجه، وأخيراً الاتجاه الثالث في التطور. الخلقوية: تعد الخلقوية، بنوعيها الإسلامية والمسيحية، أقدم تفسير لنشأة الأنواع الحية، وينبغي هنا تأكيد أن الخلقوية لا تعطي تفسيراً لخلق الأنواع الحية فقط؛ بل تتبنى ما جاءت به الكتب المقدسة عن خلق الكون ككل، وتتقبل فكرة التدرج في خلق الكون، والتدرج في خلق الأنواع الحية، وترفض قبول العشوائية أو أي دور للصدفة في الخلق، وكذا ترفض أي دور للطبيعة وقوانينها في النشأة الأولى للأنواع الحية. من ثم، يرفض الخَلْقَوِيُّون فكرة تطور الأنواع بعضها من بعض، ويعتبرونه تأليهاً للطبيعة، وأكبر مصدر للكفر. يؤمن الخلقويون بالخلق الخاص للأنواع من قِبل الله عز وجل، ولكن كلا نوعي الخلقوية يستند إلى الإيمان بالله الخالق على أساس تعاليم القرآن أو الكتاب المقدس، لذا لا يمكن أن تُعد أي منهما نظرية علمية، فتفسيرهما للخلق يقوم على أساس ديني وحسب، وإن كان المؤمنون بالخلقوية يعتقدون أن ما ذُكِر في القرآن الكريم والكتاب المقدس عن الخلق لا يناقض حقائق العلم الثابتة؛ بل يتناقض فقط مع العلم الزائف، إلا أن هذا ليس كافياً لتعد الخلقوية نظرية علمية لتفسير الخلق الأول. على الرغم من ذلك، فهناك شواهد علمية يرى الخلقويون المؤمنون أنها تدعم رؤيتهم عن الخلق الخاص للأنواع، أهمها آلاف الأنواع الحية التي توجد فجأة في الطبيعة دون مقدمات حتى يومنا هذا؛ إذ تخبرنا ملاحظة الطبيعة من حولنا أن آلاف الأنواع يتم تسجيلها سنوياً كأنواع جديدة لم ‏تُكتشف وتُصنف من قبل، فما زال ‏العلماء يكتشفون أنواعاً جديدة من الفونا الحيوانية والفلورا ‏النباتية، لا ‏يوجد دليل على أنها تطورت من أنواع ‏أخرى.‏ وكذا الأنواع التي انقرضت وما زالت تنقرض حتى يومنا هذا، فاحتمال من الاحتمالات التي وضعها الإنسان قد يصلح نظرياً أحياناً لتفسير انقراض بعض ‏الأنواع، ولكنه لن يصلح لتفسير انقراض أنواع أخرى، فكل الفرضيات التي وُضعت من قِبل ‏العلماء لتفسير الانقراض لا تكفي لتفسير انقراض كل تلك الأنواع التي انقرضت قديماً وحديثاً، ‏سواء كان التفسير مدعماً بالأدلة أم مجرد فرضية، والأمثلة أكثر من أن تُحصى، كما أن كل ‏تلك الاحتمالات لا تستطيع تفسير ضعف معدلات تكاثر الأنواع التي تدخل في لائحة ‏الانقراض، ثم تنقرض.‏ من ثم، فالملاحظات العلمية الموثقة تثبت أن الأنواع الحية تُخلق خلقاً خاصاً إلى يومنا هذا، وتفنى دون أن يتطور عنها نوع جديد. وسبق أن تناولت هذا الموضوع في مقال "الله الخلّاق". https://www.sasapost.com/opinion/the-theory-of-the-creation-of-species-and-extinction-it/ كما يستدل الخلقويون بقدرة الأنواع الحية الفائقة على التكيف مع ظروف حياتها، والتي يعتبرونها تدعم الخلق الخاص من قِبل خالق حكيم عليم، وليس عبث الطبيعة. التطور الموجه: نشأ اتجاه متوافق مع نظرية التطور على أساس ديني، وتحديداً الدين الإسلامي، فهو مناهض للخلقوية الإسلامية أو المسيحية، يُعرف هذا الاتجاه باسم التطور الموجه. السمة الواضحة في أصحاب هذا الاتجاه أنهم جميعاً ليسوا علماء؛ بل ممن اشتُهر عنهم أنهم مفكرون إسلاميون إصلاحيون؛ ومن ثم لا قدرة لهم على فحص فرضيات التطوريين ولا الحكم على صحة ما يستدلون به؛ لذا يقبلون التطور لأن غالبية المجتمع العلمي الغربي يقبله. يرى أصحاب هذا الاتجاه أن نشوء الأنواع وترقّيها بعضها من بعض هو أسلوب الله في الخلق، ومنطلقهم هو التصديق بحدوث التطور وفقاً لاستدلالات التطوريين. ونظراً لإيمانهم بأن العلم لا يمكن أن يتعارض مع الدين، يقوم هذا الاتجاه على أساس إعادة النظر في آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الخلق الأول للأنواع الحية، وتفسيرها بما يظهر اتفاقها مع التطور، ولا يقدمون أي استدلالات علمية مستقلة عن استدلالات التطوريين. وهنا تبدو تأويلاتهم لآيات القرآن أشبه بتأويلات الباطنية؛ لكونها تخرج الألفاظ عن معانيها الواضحة، وتُخرج الآيات إجمالاً عن سياقها؛ فآيات القرآن الكريم لا تذكر لنا أي شيء عن الأسباب فيما يخص الخلق الأول، والحديث عن الأسباب وتقدير الأقوات في الأرض وغيره لا يأتي ذكره إلا في مرحلة لاحقة من الخلق. بل وحتى في كثير من القصص القرآنية ذكر الله الخلق المباشر كأسلوب له في الخلق عندما يكون الأمر متصلاً به تعالى مثل قصتي عُزير وناقة صالح. والله -سبحانه وتعالى- أخبرنا بأنه يبدأ الخلق ثم يعيده، ونموذج التطور عبر ملايين السنين لا يمكن أن يكون هو الحادث عند إحياء الموتى للقيامة، أم أننا يوم القيامة سنُخلق بالخلق الخاص بينما خلقنا ابتداءً بالتطور وعبر قوانين أودعت في الطبيعة العمياء؟ كما أن اعتبار أن النشأة الأولى لا بد أن تكون تمت بقوانين كالتي خلقها الله لتحكم حياتنا الآن، هي محاولة لحصر قدرة الله تعالى وتضييقها في أن الله -سبحانه وتعالى- لا يخلق سوى بالأسباب حصراً. وكأن الله قد أوجد القوانين لنفسه، بينما هو أوجدها لنا؛ لأنها وسيلة لضبط حياتنا! وهو شكل من أشكال قياس الله تعالى علينا. والخالق لا ننزله لمقام المخلوق. والأمر أشبه برئيس الدولة الذي ليس بحاجة ليبرئ متهماً ويعفو عنه، وكونه يترك الأمر للتقاضي فهذا لأجل تنظيم مصالح الناس، أما إن قرر أن يبرئ متهماً فلا حاجة له بالقوانين. كما لا يتحرّج أصحاب هذا الاتجاه من محاولة إيجاد تناسق بين التطور والإيمان بالله من ترويج أننا مخلوقون بتصميم معيب؛ لأن ‏الكمال لله وحده، بينما المنطق يقول إنه لا يمكن للحكيم العليم أن ينتج تصميماً مشوهاً معيوباً. ورغم أن كل ما ادّعاه التطوريون من عيوب تصميمية، وأشهرها العصب الحنجري الراجع مردود ‏عليهم، وثبت علمياً قصر نظرهم في ادعاءاتهم، إلا أن دُعاة التطور الموجه المسلمين ما زالوا يُصدّقون على كلام التطوريين‏؛ إذ لا يفرق التطوريون بين ما ‏يسمونه عيوب التصميم التي يعيبون فيها على الخالق وينتقصون من عظمته وإبداعه، وحدوث ‏بعض ما شاعت تسميته العيوب الخَلقية للجنين منذ الميلاد؛ بل ‏وأحياناً لا يميزون بينها ‏وبين المرض ويعتبرونه عيباً.‏ فهذه مغالطة واضحة. https://www.sasapost.com/opinion/design-flaws-evolutionary-evidence/ ولا أرى تعارضاً بين جودة التصميم، وقابليته للعطب بعد ذلك؛ فتصميم الله -سبحانه وتعالى- لكل عضو ‏يكون في أعلى وأفضل جودة وفقاً ‏للوظيفة التي أوجده ليؤديها، ‏ولكن الله لم يخلقنا لنخلد؛ بل لنعيش على الأرض فترة نبتلى فيها ‏ثم ‏نفنى، ويأتي بقوم غيرنا. ومن ثم، فهذا الكيان المصمم بطريقة ‏رائعة عُرضة لأن يعطب، سواء كان ‏هذا العطب ناشئاً من لحظة ‏الميلاد بما يسميه الناس عيوباً خَلقية، أو بعد الميلاد خلال ‏مشوار ‏حياته فيما يعرف بالمرض.‏ ويمكن التشبيه بسيارة ذات تصميم مثالي، ومع ذلك قد يحدث ‏فيها خطأ أو عجز سواء من ‏المصنع أو بسبب الاستخدام حتى ‏تتكهن في آخر المطاف بعد سنوات.‏ ومن يعرف حقيقة الحياة والغرض من وجوده فيها لا يسأل عن ‏سبب مشكلة لازمته من لحظة ‏ميلاده ولا مرض ولا موت. أنت ‏لم تُخلق لتُعمر في الأرض، أنت وُجدت فيها لتُبتلى ثم ‏تُحاسب ‏وتجازى وتبدأ بعدها حياتك الحقيقية.‏ والعجيب ليس أن يتبنى تصور عيوب التصميم ملاحدة؛ بل أن يتبناه مؤمنون بالله! والإشكال الأساسي أن أصحاب هذا الاتجاه يظنون أن وضعهم فرضيات نظرية التطور جنباً إلى جنب مع فرضية وجود خالق للكون لا تتعاكس، ويجعل من اتجاههم نظرية علمية أو هو نظرية التطور معدّلة. هؤلاء لا يفهمون أن ما يضعونه من فرضية توجيه الخالق لعمل آليات التطور (الانتخاب الطبيعي- الطفرة-...) يفقد فرضيات التطور اتساقها؛ ومن ثم يفقدها أي محاولة للزعم بعلميّتها؛ فالفروض التي يضعها أصحاب هذا الاتجاه هي فروض تفتقد الاتساق، عكس فرضيات التطوريين أو أصحاب التصميم الذكي. ريتشارد دوكينز زعيم الملاحدة، على سبيل المثال، يفهم جيداً حقيقة التعارض بين افتراض التطور كأسلوب لنشوء الأنواع وافتراض وجود إله، فالتطور يناقض وجود إله تماماً؛ لأنه يحيل مهمة الخلق إلى الطبيعة بصدفها العشوائية التراكمية، والتي لن ينجح الانتخاب الطبيعي الحكيم في إقناع أي شخص يؤمن به بحتمية وجود إله. إن محاولة جمع النقيضين والإيمان بتطور موجه من إله عاجز يفتقد القيّومية على عملية الخلق، ويفتقد الحكمة والعلم، أغلب البشر لا يقبلونها لسببين: الأول: إله بهذه الصفات كالرئيس الشرفي، ومن ثم ألوهيته مطعون فيها. وهذا ما يجر المؤمنون بالتطور إلى الإلحاد؛ لأنهم شيئاً فشيئاً سيسألون: "الطبيعة تفعل، فأين الله؟". الثاني: ليست هذه صفات الله كما عرّف نفسه إلينا؛ لهذا يرفض المؤمنون التطور جملة وتفصيلاً؛ لأنه يعطي صورة مشوهة عن الله، ويعدون الإيمان بالتطور الموجه إلحاداً في أسماء الله. الاتجاه الثالث: أصحاب هذا الاتجاه كانوا من دُعاة نظرية التطور الجديدة حتى سنوات قريبة. ولكن نظراً لظهور أدلة علمية كثيرة تدحض في فرضيات نظرية التطور، يبدو أنهم قد شعروا بضرورة البحث عن فرضيات جديدة تُفسِّر نشوء الأنواع الحية، تخالف فرضيات نظرية التطور، مع تأكيدهم عدم قبولهم فرضيات نظرية التصميم الذكي مطلقاً؛ لكونه يفترض وجود قوة خارقة للطبيعة تدخلت في النشأة الأولى للأنواع، وهذا من وجهة نظرهم منظور غير علمي. يمكن اختصاراً القول بأنهم يوافقون على أن يكون التطور هو الشكل الذي نشأت من خلاله الأنواع الحية، ولكنهم لا يوافقون على فرضيات نظرية التطور ذاتها، ويعترفون بقصورها؛ فالتطور حقيقة، وجار البحث له عن أدلة علمية بديلة، وافتراض فرضيات تتكيف معها. وهو تصور يكاد يكون مناظراً لما يقوم به أصحاب التطور الموجه من المسلمين الذين يرون التطور حقيقة ويبحثون عما يدعمه من الدين. يقول أصحاب هذا الاتجاه على موقعهم الرسمي: "قام بعض الداروينيين الجُدد بترقية الانتخاب الطبيعي إلى قوة إبداعية فريدة من نوعها تحل جميع المشاكل التطورية الصعبة دون أساس تجريبي حقيقي. يرى العديد من العلماء اليوم الحاجة إلى استكشاف أعمق وأكثر اكتمالاً لجميع جوانب العملية التطورية". some Neo-Darwinists have elevated Natural Selection into a unique creative force that ‎solves all the difficult evolutionary problems without a real empirical basis. Many ‎scientists today see the need for a deeper and more complete exploration of all aspects ‎of the evolutionary process.‎ http://www.thethirdwayofevolution.com/ يمكن القول إنها محاولة علمية لتفسير نشوء الأنواع، مثل التطور والتصميم الذكي، ولكنها لم تتبلور بعد، ولم تجد تجاوباً كبيراً من المجتمع العلمي الذي إما يُصر على التطور مهما تآكلت وتهاوت أدلته، وعجزت فرضياته عن التفسير، وإما يُقر بأن سقوط التطور يعني أن هناك تصميماً ذكياً للأنواع منذ نشأتها الأولى، ومحاولة ترقيع نظرية التطور لن تفيد. طعون التطوريين أنفسهم في فرضيات نظرية التطور في السنوات الأخيرة بلغت مداها. على سبيل المثال: في أحد أعداد يناير/كانون الثاني 2009، من مجلة New Scientist، ظهرت شجرة التطور على الغلاف، مكتوباً عليها أن داروين كان مخطئاً! وفي داخل العدد كانت افتتاحية تتحدث عن "اقتلاع شجرة داروين"، ومقال آخر يعرض الأسباب التي بسببها اعتُبر داروين مخطئاً لافتراضه وجود تلك الشجرة. https://www.newscientist.com/article/mg20126923-000-editorial-uprooting-darwins-tree/ https://www.newscientist.com/article/mg20126921-600-why-darwin-was-wrong-about-the-tree-of-life/ ووفقاً للبروفيسور فورد دولتل في مقال له علىScientific American ‎، فإنه من دون شجرة التطور لا يمكن أن تكون نظرية التطور لدارون صحيحة. Doolittle, W. Ford (February, 2000). Uprooting the tree of life. Scientific American 282 (6): 90-95. معروف أن مفهوم شجرة التطور أو "شجرة الحياة" هو مفهوم اقترحه داروين لشرح العلاقات التطورية بين الأنواع المختلفة كما افترضها؛ فهي تتتبع تسلسل نشوء الأنواع الحية بعضه من البعض وصولاً للإنسان. وحتى لا نطيل ونخرج بالمقال عن سياقه، فقد اتضح للعلماء بشكل قاطع أن قرب وبُعد الأنواع المفترض على شجرة التطور لا يظهر بشكل ‏واضح من دراسة ‏DNA‏، كما اتضح وجود علاقات بين الأنواع مع أنواع أخرى بعيدة تماماً عن شجرة التطور، فيما يُعرف بالتطور الأفقي؛ وأشهر تلك العلاقات بين الجرابيات وقريباتها من المشيميات. من ثم، ووفقاً لهذه المقالات الثلاثة ومقالات علمية غيرها، فهذه الشجرة لا تعطي صورة كاملة عن تطور الحياة ولا تستطيع أن تفسر التعقيدات فيها، وقد تم الاتفاق على ضرورة اقتلاعها، ومحاولة إيجاد تفسيرات أخرى للعلاقات بين الأنواع الحية، وغالباً هناك شبه اتفاق من التطوريين على الشكل الشبكي؛ لكونه أكثر توافقاً مع عشوائية التطور. وعلى موقع أصحاب الاتجاه الثالث، نجد محاولات لتوضيح معلومات عن البيولوجيا الجزيئية وتسلسل الجينوم التي يرون أنها توفر إجابات بديلة لكيفية نشأة الأنواع الجديدة عما تقدمه نظرية التطور، وإن كان من الواضح أن الإجابات جارٍ البحث عنها، فلم يتم التوصل إليها تحديداً بعد. إن أصحاب هذا الاتجاه، وكما طعنوا فيما أضفاه بعض الداروينيين الجُدد Neo-Darwinists‎ من قوة خارقة على الانتخاب الطبيعي، فهم أيضاً يطعنون في الطفرة! وهما آليتا نظرية التطور، كما هو معلوم. فيما يخص الطفرات، يذكر الموقع أن "سجل الحمض النووي لا يدعم تأكيد أن الطفرات العشوائية الصغيرة هي المصدر الرئيسي للتنوعات الجديدة والمفيدة". The DNA record does not support the assertion that small ‎random mutations are the main source of new and useful variations. ولا نجد من يخبرنا في المقابل عن المصدر المقترح الذي يدعمه سجل الحمض النووي؛ فهم لا يبرحون يتحدثون عن الطفرات ولكن بطرق أخرى، وأهمها التضاعف الجيني. وفي رأيي المتواضع، فإن ظهور الاتجاه الثالث هو نجاح لأصحاب نظرية التصميم الذكي؛ لأنه يمثل اعترافاً طال انتظاره بقصور فرضيات نظرية التطور، واقتلاع شجرته. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :