خبراء: خطاب ترامب في قمة الرياض يعكس تغير سياسته تجاه العالم العربي والإسلامي

  • 5/22/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

مثلت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلي المملكة العربية السعودية والمشاركة في قمة عربية إسلامية أمريكية، تغيراً في خطاب ترامب، لاسيما وقد جاء خطابه أمام قادة الدول العربية والإسلامية، معتدلاً وموضوعياً ويحمل طبيعة تصالحية وتكاملية مع الدول العربية والإسلامية بحسب ما ذكره الخبراء السياسيون، الذين أكدوا ان خطاب ترامب أثناء حملته الانتخابية وفي الأيام الأول من تواجده داخل البيت الأبيض، تغير تماماً مع خطابة الجديد الذي حمل الكثير من الرسائل الداعمة لمنطقة الخليج. وقال الدكتور كمال حبيب المحلل السياسي، أنه على الرغم من أن السياسة لا تصنعها الخطب ولا الكلمات في المحافل الكبيرة، إلا أن  كلمة الرئيس الأمريكي ترامب، جاءت بتوجه مختلف عما كنا نعتقده، وعما جاء في خطبه أثناء حملته الانتخابية، وفي الأيام الأولى من وصوله البيت الأبيض، والتي توعد فيها بعدم دخول المسلمين أمريكا، ووصف الإرهاب بأنه إسلامي، في موقف يشبه توجه المحافظين الجدد ورؤية الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأبن. وأوضح حبيب في تصريحات خاصة لـ”الغد” أن ترامب في بدايته ظهر كما لو أنه يسعى إلى حالة من الصدام مع العالم العربي والإسلامي وخصوصاً المملكة العربية السعودية التي كان خطابه معها فيه حدة ، مطالباً إياها بتحمل فاتورة أعباء ما تقدمه أمريكا لها . وتابع حبيب، خطاب ترامب جاء اليوم ليؤكد على أنه ليس هناك صدام حضارات وإنما سيكون هناك حوار، كما أن لم يأت لتعليم الشعوب العربية القيم أو فرض أسلوب خاص عليهم، بل جاء خطابه معتدلاً يؤكد فيه أن العلاقات تحكمها المصالح وليس الأيدلوجيات أوالأفكار وأنه لن يخوض حرباً بل جاء داعماً وشريكاً لهم في الحرب على الإرهاب. وأوضح حبيب في تصريحاته، أننا الأن أمام ترتيب إقليمي جديد، تبدوا فيه دول الخليج في وفاق مع حليف قوي يدعمها ضد الخطر الإيراني ، لاسيما و أن ترامب يسير بسياسة عدائية ضد طهران بعكس الرئيس السابق اوباما الذي كان يدعم التوجه الإيراني . وشدد حبيب على أن ترامب كانت رسالته لطهران من الرياض بأن تلتزم حدودها، فهو يراها تمثل أساس الإرهاب بالمنطقة، ومن ثم فوقوف الرئيس الأمريكي مع دول الخليج ضد إيران يمثل دعماً قوياً لهم، ومن ثم ليس أمام طهران إلا أن تعيد النظر في سياساتها تجاه دول الخليج والدول العربية بصفة عامة. وفيما يتعلق بمواجه داعش ومحاصرتها قال حبيب، داعش يواجه الأن أيام صعبة كدولة ومركز للتطرف، ولم يعد له وجود في الموصل والرقة، و يحاصرفي أكثر من مكان، ومن ثم أصبح وجوده كمسمي دولة لم يعد له أثر، وقد يتحول إلى تنظيم ليس إلا، ومن ثم فإن التحالف العربي الأمريكي قد يأتي على البقية الباقية من التنظيم، خصوصاً مع وجود التحالف الجديد الذي يعطي مزيد من القوة و الدعم المعلوماتي للدول التي تعاني منه. بدوره قال مدير مركز دراسات الإسلام السياسي مصطفى حمزة، هذه الكلمة تدل على ازدواجية الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الإرهاب، حيث لا جديد في ما قاله ترامب بل هو نفس ما قاله الرئيس أوباما ولكنها السياسة الأمريكية التي تعتمد على الإعلان عن مكافحة الإرهاب من ناحية وتمويل ودعم الجماعات الإرهابية من ناحية أخرى، فتمد يدها للدول العربية لتكافح الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وتمد يدها الأخرى للجماعات المسلحة والمتطرفين من أجل تحقيق مصالح الولايات المتحدة الاقتصادية والعسكرية والتوسعية. وتابع حمزة في تصريح خاص  لـ”الغد” لا يجب أن ينظر العرب والمسلمون إلى خطاب ترامب على أنه المنقذ المخلص، لأنه لن يعمل لمصلحة العرب والإسلام وإنما لمصلحة أمريكا أولًا وأخيرًا. وأكد أنه لو تراجعت الإدارة الأمريكية عن دعم الإرهاب، فأن تراجعها سيكون سببه الأموال التي أنفقتها الإدارة السابقة دون عائد مجدي، وليس السبب هو عدم القناعة بالحرب في حد ذاتها، مدللاً على ذلك بقوله أن أمريكا تصر على ازدواجية المعايير، أن قمة الرياض واشنطن لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى الاتفاق على مصطلح واحد للإرهاب الذي ينوي الجميع محاربته، حتى تستطيع أمريكا أن تكيل بمكيالين، فتصف داعش بالإرهاب وهي كذلك في حين تغض الطرف عن إرهاب الصهاينة في فلسطين.    شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :