ألف قصيدة هايكو جديدة بالعربية

  • 5/22/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشاعر محمد عضيمة آثر اختيار قصائد كتابه من حوالي مئة مرجع، مقصرا ترجمته على قصائد الهايكو الأكثر شهرة وجمالاً في نظر شريحة كبيرة من اليابانيين.العرب  [نُشر في 2017/05/22، العدد: 10640، ص(14)]نماذج من شعر الهايكو دمشق- ألف قصيدة هايكو وهايكو، يضمها الكتاب الذي ترجمه عن اليابانية مباشرة الشاعر السوري محمد عضيمة وكوتا كاربا، بعنوان “كتاب الهايكو الياباني”، إذ شاء عضيمة بعمله هذا أن ينقل إلى القارئ العربي نماذج من هذا الشعر، الذي درج شعراء اليابان منذ المئات من السنين على كتابته تبعا لشكل محدد، يُلزم الشاعر بتكثيف الفكرة واختزالها بعدد قليل من الكلمات، لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وموزعة على أسطر ثلاثة. آثر محمد عضيمة، واضع الترجمة في العربية الصادرة عن دار التكوين، اختيار قصائد الكتاب من حوالي مئة مرجع، تغطي مساحة زمنية، تمتد من القرن السادس عشر حتى يومنا الحاضر، مقصراً ترجمته على قصائد الهايكو الأكثر شهرة وجمالاً في نظر شريحة كبيرة من اليابانيين. وتوضيحاً للمقصود بكلمة «هايكو» يُشير المترجم في مقدمة الكتاب، إلى أنّ هذه اللفظة هي اختصار لكلمتين كانتا تُستخدمان في بدايات هذا الفن: أولا كلمة “هايكاي”، وهي مؤلفة من مقطعين؛ الأول «هاي» ومن معانيه الأولية التي وُضع لأجلها: المتعة والإمتاع، الضحك والإضحاك. والثاني «كاي» المزح والتسلية. أما المقطع الثاني من الكلمة فهو كلمة “هوكو” وهي مؤلفة أيضا من مقطعين: الأول «هو» ومعناه المطلع أو البداية. والثاني «كو» وهو نفسه الذي يعني كلمة أو عبارة. حماس المترجم لشعر الهايكو وإحلاله مرتبة مُتقدمة على غيره من الشعر، جعله ينقد الشعر العربي. إذ يرى أن العربي يعشق المطولات ويعجز عن الاحتفاء بقصائد من عدد قليل من الكلمات تدور حول موضوعات كلها من أشياء الطبيعة، يتكوّن منها الهايكو، وتدور فكرتها حول شيء ربما يكون بلا قيمة في ميزان القيم الشعرية العربي، على حدّ قوله. أشعار الهايكو، كما يُفصّل عضيمة تعريفها في الكتاب، قصائد تعتمد صيغاً قصيرة وتحتاج كتابتها «إلى براعة لغوية فائقة، وإلى ذكاء حاد وخبرة في رصد العالم ومكوناته، وأحياناً إلى روح حادة في العبث والسخرية”. ويرفض عضيمة في هذا السياق توصيف ما يُكتب في العربية على أنه هايكو ويفضّل تسمية له: تغريدة تحاول الاقتراب من الهايكو. ويتوسع في بحثه حول ما يُميّز قصائد الهايكو عن غيرها، عن أفضل القصائد وأكثرها شُهرة عند اليابانيين، عن التعريفات التي ألصقت بها وعن رأي شعراء الحداثة اليابانية فيها. تبعاً للدراسات المتوافرة، يستنتج المترجم أنه من غير الجائز الربط بين الهايكو وفلسفة الزن البوذية، والتي ترى في الهايكو نتاجاً روحياً للتأملات الصوفية في الوجود والعالم. ويعرض الكتاب لمجموعة نماذج من أشعار الهايكو، قارئا في عمق معانيها وتأويلاتها.

مشاركة :