جائزة المغرب للكتاب بفضاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وذلك تقديرا للكُتّاب على التميز في مجالات الإبداع الأدبي والبحث والترجمة التي تعنى بها الجائزة. وبالمناسبة أوضح وزير الاتصال والثقافة المغربي محمد الأعرج، أن الجائزة راكمت على امتداد الخمسين سنة الماضية، تجربة غنية قوامها الإنصات المتواصلِ لعدد كبير من المسارات الفكرية والإبداعية والنقديةِ والبحثية والترجمية، مما رسخها كتقليد رمزي يَستقطبُ كل سنة اهتمامَ الكثير من المبدعين والمفكرين والنقاد والباحثين والإعلاميين، فضلا عن المعنيين بقطاع النشر وتَداول الكِتاب في المغرب. وأفاد الوزير المغربي بأن جائزة المغرب للكتاب تمكنت من أن تتحولَ إلى أحد المؤشرات الدالة على حيوية الثقافة المغربية وخصوبتها وطلائعيتِها. وحضر حفل تسليم الجوائز المبدعون المتوجون إضافة إلى لجان التحكيم وعدد من الفاعلين الثقافيين في المغرب.جائزة المغرب للكتاب تكتسي أهمية بالغة لتشجيع الإبداع والفكر في المغرب وتعريف القراء بالكتاب المغربي تحتاج إلى تطوير إثر تتويجه أكد عبدالكريم جويطي الفائز بجائزة السرديات والمحكيات عن روايته “المغاربة”، لـ”العرب”، أن الجائزة بمثابة تحية لمبدعي المغرب العميق أولئك الذين يكتبون في ظروف صعبة ودون أي تشجيع يذكر، ويكتبون في أشباه مدن وقرى ودواوير وينتصرون على أنفسهم في كل مرة ليواصلوا الأدب الجيد كي يشق مجراه دوما، إذ هو مثل الماء لا شيء يوقفه. وأضاف جويطي أنه بقدر ما سعد بالحصول على الجائزة يتمنى تطوير جائزة المغرب وجعل فرصة منحها حدثا ثقافيا كبيرا، مشيرا إلى أنه ينبغي أن تكون للمغرب جائزة كبرى تليق به وتليق بكتابه ويشكل الفوز بها تتويجا حقيقيا تتجلى تبعاته في ارتفاع منسوب قراءة النص المتوج وفي لفت الانتباه إلى أعمال الفائز. واعتبر الروائي المغربي أن الفوز بجائزة المغرب ينبغي أن يشكل حدثا جللا في تاريخ الكاتب وفاصلا في مساره، لكنه يأسف على أن هذه الأمور لا توفرها جائزة المغرب اليوم، بينما لا يخفي ثقته في وعود المسؤولين بتطويرها. وأفاد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، بأن الثقافة المغربية تمكنت من تكريس حضورها على المستويين العربي والدولي، وهو الحضور الذي يؤكدُه أيضا فوز عدد من الأسماء المغربية بجوائز ثقافية عربية ودولية كان أبرزُها مؤخرا فوز المؤرخِ والمفكرِ المغربي عبدالله العروي بجائزة “شخصية العام الثقافية” التي تمنحها مؤسسة جائزة الشيح زايد للكتاب. من ناحيتها أكدت رشيدة الروقي الأستاذة الجامعية ورئيسة شبكة القراءة بالمغرب أن جائزة المغرب للكتاب تكتسي أهمية بالغة لتشجيع الإبداع والفكر بالمغرب وأيضا لنا كقراء كونها تجعل القارئ يتعرف على الكتاب المغربي أكثر، وأضافت في تصريح لـ”العرب”، “نحن في شبكة القراءة سنعمل على التعريف والاحتفاء بهذه الكتب طيلة السنة المقبلة، كي لا تبقى هذه الكتب المتوجة في الرفوف”.الجائزة بمثابة تحية لمبدعي المغرب أولئك الذين يكتبون في ظروف صعبة ودون أي تشجيع واعتراف بهم وترسيخ للإبداع وترأس لجنة هذه الدورة الناقد سعيد يقطين، فيما عادت رئاسة اللجان الفرعية إلى كل من رشيد المومني للجنة الشعر، وحسن المودن فيما يخص فرع السرديات والمحكيات، وإدريس خروز لفرع العلوم الإنسانية، وإدريس بنسعيد للجنة العلوم الاجتماعية وشرف الدين ماجدولين لفرع الدراسات الأدبية واللغوية والفنية، وإسماعيل العثماني للجنة الترجمة. ولفتت رئيسة شبكة القراءة بالمغرب إلى ضعف حضور المرأة في المنافسة على الجائزة فكل الفائزين ذكور، وكذلك غيابها عن لجان التحكيم بحيث كانت رئاسة لجان التحكيم الست لرجال، وهذا وضع يمكن تغييره إذ تقترح على الوزارة أن تفكر في صيغة تحترم مقاربة النوع. المتوجون بالجائزة بعد قراءة تقارير اللجان توج الكتاب المغاربة في كل فروع الجائزة. وقد عادت جائزة الشعر إلى نبيل منصر، عن ديوانه “أغنية طائر التم”، الصادر عن منشورات مرسم بالرباط، فيما كانت جائزة السرديات والمحكيات لعبدالكريم جويطي، عن روايته “المغاربة”، الصادرة عن المركز الثقافي العربي بالدار البيضاء. أما جائزة العلوم الإنسانية فقد فاز بها مناصفة كل من عبدالعزيز الطاهري عن كتابه “الذاكرة والتاريخ”، الصادر عن منشورات أبي رقراق بالرباط، ويحيى بولحية عن كتابه ” البعثات التعليمية في اليابان والمغرب”، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة. كما ذهبت جائزة العلوم الاجتماعية إلى الباحث عبدالرحيم العطري عن كتابه “سوسيولوجيا السلطة السياسية”، الصادر عن روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة، بينما آلت جائزة الدراسات الأدبية والفنية واللغوية إلى محمد خطابي عن كتابه “المصطلح والمفهوم والمعجم المختص”، الصادر عن كنوز المعرفة بعمان. وقد عادت جائزة الترجمة للمترجمين محمد حاتمي ومحمد جادور، عن ترجمتهما لكتاب “الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية”، لعبدالله العروي، الصادرة عن المركز الثقافي العربي. وأكدت رشيدة الروقي، لـ”العرب”، أنه لا بد من ربط برنامج الجائزة بقضية تنمية القراءة في المجتمع، وعلى الوزارة ان تفكر في صنف جديد وهو الأدب الموجه للشباب والفئات الواسعة من القراء. ولاحظت رئيسة شبكة القراءة بالمغرب أن الرواية المغربية المكتوبة باللغة الفرنسية غير ممثلة في جائزة المغرب لهذه الدورة، “كما أننا نعتبر أن أدب الطفل ليس أدبا من الدرجة الثانية، ويستحق أن تكون له جائزة وطنية خصوصا أن المغرب يشارك في برنامج تحدي القراءة العربي، وأصبح الأطفال المشاركون يبحثون عن الكتب الجيدة لقراءتها”. وفي هذا الإطار شدد الوزير محمد الأعرج على أن الوزارة عازمة على صيانة وتقوية هذه الجائزة وتعزيز مصاحبتها الإعلامية، “إدراكا منا بأن أهمَّ امتداد لهذه المكافأة يتمثل في تقوية حضور الكِتاب المغربي في الإعلام الوطني، خدمةً للقراءة والتنمية الثقافية ببلادنا”.
مشاركة :