العدّ العكسي لأفول الكيان

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

د. فايز رشيدأن يكون نظام ما، فاشياً في سلطته ونهجه وممارساته واعتداءاته المستمرة على الآخرين في محيطه، يعني: أنه يرسم طريق اندثاره ويحفر قبره بيديه. هذا في حالة بلد رأس نظامه فاشي، فكيف إذا كان هذا النظام «سوبر فاشي» وعلى أرض اغتصبها عنوة بالتعاون مع الدول الاستعمارية لتكون رأس جسر لها في منطقة غريبة عن الطرفين؟ كيف بنظام «ما بعد فاشي» يقوم باقتلاع سكان البلد الأصليين وتهجيرهم واستقدام مهاجريه من شتى أنحاء العالم ليكونوا سكان البلد المحتل الذي يدّعون الحق فيه زوراً وبهتاناً؟ كيف بنظام يمارس العنصرية البغيضة في سياساته تجاه كل الآخرين واعتبرت الأمم المتحدة أن العنصرية هي مصدره الأساسي والنبع الذي يستقي منه النهج والأساليب التي يمارسها؟ الكيان الصهيوني هو كل هذه الصفات مجتمعة، ولكن بشكل أكثر تطوراً وأكثر وحشية وعنفاً وهمجية، وبالتالي من الطبيعي والحالة هذه أن تكون حتمية اندثاره أسرع بكثير من زوال الأنظمة الشبيهة الأخرى على المدى التاريخي القديم والجديد.العدوانية هي إحدى متلازمات وسمات وجود دولة الكيان، كل الذي تغير هو تطور أدوات ووسائل القتل والتدمير الصهيوني وتطور أساليب الكيان الإجرامية البشعة. لم تختلف «إسرائيل» منذ بدايتها وحتى الآن وهو ما تعبر عنه الإحصائيات المتعددة التي تجري في الكيان من أن التطور الأبرز هو أن الشارع فيه يتجه نحو المزيد من اليمين والتطرف. من زاوية ثانية أدركت شعوب العالم في تجربتها المرة مع النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية ألا تعامل مع الظاهرتين إلا بالقضاء عليهما واجتثاثهما من الجذور. الكيان ليس استثناء من القاعدة التي هي بمثابة القانون.الظروف المحيطة هي المختلفة، وكذلك حجم تأييده من قبل حلفائه الاستراتيجيين. هذه مسألة خاضعة للتغيير ولن تكون ثابتة كما أن موازين القوى هي أيضا قابلة للتعديل. نعم، في تاريخ الظواهر الفاشية والنازية والجنكيزخانية وغيرها، وصلت كل ظاهرة منها إلى حالة من الإشباع من امتصاص دماء الآخرين، ولم تجد بعدها من دماء جديدة تمتصها. بالتأكيد والحالة هذه ووفقاً للقوانين الفلسفية ستبدأ في امتصاص ذاتها، وهنا جاء التعبير الفلسفي للحالة المعنية: «البدء في أكل نفسها» ومن ثمّ «التأسيس لبداية نهايتها» أو سمّها «حفر قبرها بيديها». الصهيونية هي الظاهرة الأقبح والأبشع والأكثر تعطشاً للدم في التاريخ الحديث، ولذلك هي ودولتها تعبير مادي عن الظاهرة القبيحة والقميئة محكومان بالفناء، وستظل الأمة العربية باقية.الكيان لا يحتمل سوى هزيمة واحدة! اسألوا عن ذلك الكاتبة عميره هس والكاتب جدعون ليفي وغيرهما ممن يرون بوضوح مستقبل دولتهم الأسود. وقال ذلك أيضاً أبراهام بورغ و«إسرائيل» شاحاك وشلومو ساند وإيلان بابيه ونورمان فلنكشتاين. وقال مائير داغان في تصريح لصحيفة «جيروزلم بوست» فى20 إبريل 2012 «نحن على شفا هاوية، ولا أريد أن أبالغ وأقول كارثة، لكننا نواجه تكهنات سيئة لما سيحدث فى المستقبل». ويقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في تصريح نشرته صحيفة «النيويورك بوست»: «بعد عشر سنوات لن تكون هناك «إسرائيل».لن يكون المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين أفضل حالاً من مشاريع كل أولئك الذين هُزموا ورحلوا عنها.صحيح أن فروقات كبيرة توجد بين المشروع الاستعماري الصهيوني وبين كل تلك المشاريع كوننا نواجه مشروعاً اقتلاعياً لأصحاب الأرض الأصليين،وإحلالا للمستوطنين محلهم. فعندما تنضج الظروف سيشهد جيل قريب أفول هذه الدولة العابرة في تاريخنا. Fayez_Rashid@hotmail.com

مشاركة :