الدراما السورية تتجاوز الأزمة بالتنوع شكلا ومضمونايبدو أن صناع الدراما السورية قد عزموا على خوض السباق الرمضاني هذا العام متسلحين بتشكيلة متنوعة من الأعمال التي تلبي أذواق الجمهور المختلفة، من الكوميديا إلى الأعمال الاجتماعية والرومانسية والشامية، مع عودة للفانتازيا التاريخية من خلال العمل الضخم “أوركيديا”. كما تحضر أجواء الحرب السورية من خلال مسلسل “ترجمان الأشواق” الذي تدور أحداثه حول ثلاثة أصدقاء فرقت بينهم الأيام وجمعتهم الحرب السورية، وهو من تأليف بشار عباس وإخراج محمد عبدالعزيز وبطولة عباس النوري وغسان مسعود وفايز قزق.العرب ناهد خزام [نُشر في 2017/05/23، العدد: 10641، ص(16)]أوركيديا فانتازيا تاريخية بنجوم عربية مع أول أيام شهر رمضان ينطلق الموسم الدرامي السوري وسط حضور لافت للأعمال النوعية، كالفانتازيا التاريخية في مسلسل “أوركيديا” والجرائم المتسلسلة في “وردة شامية” والكوميديا في أكثر من مسلسل، أما عن تداعيات الثورة السورية، وهو أمر كان من الصعب تجنب الخوض فيه، فقد تم تناولها على نحو غير مباشر كخلفية للأحداث في بعض الأعمال، تجنبا على ما يبدو لمساحات الخلاف السياسي التي تتحكم في شروط التسويق عربيا. عودة الفانتازيا المتابع للدراما السورية يدرك بالفعل أنها قد باتت مثقلة بالجراح نظرا لحالة الاستقطاب السياسي المستمرة ونزوح أعداد كبيرة من صناع العمل الدرامي إلى خارج سوريا، إلا أنها استطاعت رغم هذا امتصاص الصدمات المتلاحقة والاستمرار، ليس بغرض تسجيل الحضور فحسب، بل والمنافسة بقوة على صدارة المشهد الدرامي السوري خاصة والعربي بشكل عام. ويأتي مسلسل “أوركيديا” على رأس الأعمال الدرامية ذات الإنتاج الضخم، وهو يمثل عودة قوية للمخرج حاتم علي الذي قدم من قبل العديد من الأعمال الدرامية ذات الصبغة التاريخية مثل “ملوك الطوائف” و”ربيع قرطبة” و”صقر قريش” و”صلاح الدين الأيوبي”، وغيرها من الأعمال الأخرى التي كان آخرها مسلسل “عمر” الذي قدمه عام 2013.(بقعة ضوء) في جزئه الثالث عشر يفاجئ جمهوره بالتطرق إلى الانتخابات الأميركية الأخيرة بشكل ساخر ومثير ومع ذلك يعود علي هذه المرة بتوليفة تاريخية مغايرة تختلف عما قدمه من قبل من أعمال اعتمدت في الغالب على أحداث وشخصيات ووقائع بعينها، فنحن هنا أمام مسلسل ينتمي إلى نوعية الفانتازيا التاريخية، حيث يعتمد على أحداث خيالية ذات طابع تاريخي تروي وقائع الصراع بين ثلاث ممالك، وهي أوركيديا وسمارا وأشوريا، في سياق مشابه للمسلسل الأميركي الشهير “صراع العروش”. ويضم العمل مجموعة كبيرة من النجوم أبرزهم جمال سليمان وسلوم حداد وعابد فهد وسامر المصري وباسل خياط وقيس الشيخ نجيب ويارا صبري وسلافة معمار بالإضافة إلى الفنانة المغربية أسماء قرطبي واللبنانية إيميه صياح والتونسية رشا بن معاوية، ومن المقرر عرض المسلسل على قناة “أبوظبي”. ومن الأعمال النوعية أيضا والبعيدة عن أجواء الدراما التقليدية يأتي مسلسل “وردة شامية”، الذي راهن أصحابه على شد انتباه المشاهد العربي لتفاصيله القائمة على الجريمة والإثارة البوليسية. ويستلهم المسلسل قصة الأختين الشهيرتين ريا وسكينة، والتي تم تناولها من قبل سينمائيا ودراميا ومسرحيا، ويعيد العمل أجواء الإثارة التي صاحبت جرائم الأختين، ولكن بطعم ينتمي إلى البيئة الشامية، فهل ستكون هذه المقاربة مع القصة الشهيرة لريا وسكينة سببا في نجاح العمل؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة. ومسلسل “وردة شامية” من إخراج تامر إسحاق وتأليف مروان قاووق، ويشارك فيه عدد من النجوم السوريين واللبنانيين من بينهم يوسف حداد ونادين خوري وعلاء قاسم وجلال شموط ومحمد قنوع وطلال مارديني ومجدي مشموشي. وتستمر في هذا الموسم الأعمال الدرامية ذات الأجزاء، والتي يأتي على رأسها المسلسل السوري الأشهر “باب الحارة” في جزئه التاسع، والذي يعد أحد المسلسلات التي كُرست لأعمال البيئة الشامية. ورغم تفاوت مستوى أجزائه السابقة وتبدل شخصيات المشاركين فيه، فإنه مازال يجتذب انتباه الجمهور المتلهف على متابعة خيوطه الدرامية المتشابكة والمعقدة. وفي قالب كوميدي يطالعنا مسلسل “بقعة ضوء” في جزئه الثالث عشر، ويتعرض المسلسل للعديد من القضايا السياسية والاجتماعية بطريقة ساخرة. والجديد في هذا الجزء تجسيده لعدد من السياسيين الأميركيين بشكل ساخر في سياق تناوله للانتخابات الأميركية الأخيرة، وتجسد فيه الفنانة وفاء موصلي دور هيلاري كلينتون، بينما يجسد الفنان سلوم حداد شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. والمسلسل من إخراج فادي سليم ومشاركة كل من أندريه سكاف وأحمد الأحمد ومحمد حداقي وآخرين.جريمة وإثارة في "وردة شامية" كما تتواصل هذا الموسم أحداث مسلسل “طوق البنات” في جزئه الرابع للمخرج زهير رجب، ومن الشخصيات الجديدة التي ستنضم إلى العمل نزار أبوحجر، بالإضافة إلى نجومه الآخرين رشيد عساف ومنى واصف وأمارات رزق وروعة السعدي وفاديا خطاب. وفي إطار البيئة الشامية أيضا يطالعنا الجزء الثاني من مسلسل “عطر الشام” الذي يدور في فترة الاستعمار الفرنسي لسوريا، وهو من إخراج محمد زهير وبطولة رشيد عساف وأمارات رزق ووفاء موصلي ونادين خوري. كما يعرض أيضا الجزء الثاني من مسلسل “خاتون” الذي يصنف كذلك ضمن أعمال البيئة الشامية ويشارك فيه فنانون من سوريا ولبنان، ويدور في الحقبة نفسها التي يدور فيها مسلسل “باب الحارة” و”عطر الشام”، وهو من إخراج تامر إسحاق. الدراما الاجتماعية في سياق الدراما الاجتماعية يطالعنا مسلسل “قناديل العشاق” بقصة فتاة يهودية تهرب من لبنان بسبب الحرب وتلجأ إلى سوريا، حيث تقع في غرام شاب سوري، وهو من بطولة النجمة اللبنانية سيرين عبدالنور ومن إخراج سيف الدين سبيعي وتأليف خلدون قتلان. وبين الأعمال الاجتماعية أيضا يطل علينا المخرج سامر البرقاوي من خلال مسلسله “شبابيك”، وهو من تأليف مجموعة من الكتاب. والمسلسل عبارة عن حلقات منفصلة متصلة تدور أحداثها حول العلاقات الأسرية. وفي إطار الأعمال ذات الحلقات المنفصلة أيضا يندرج مسلسل “حكم الهوى”، وهو مسلسل اجتماعي يدور في إطار العلاقات الزوجية والعاطفية، وتجمع بين حلقاته أغنيات السيدة فيروز التي يعشقها أبطال العمل، وهو من إخراج محمد واقف وكتبته ريم جميل في أول محاولاتها للكتابة الدرامية.(وردة شامية) يستلهم قصة الأختين الشهيرتين ريا وسكينة، والتي تم تناولها من قبل سينمائيا ودراميا ومسرحيا ويشهد هذا الموسم مساحة وافرة من الأعمال الكوميدية السورية من بينها مسلسل “جنان نسوان”، و”توب فايف”، ومسلسل “شبابيك”، و”أزمة عائلية” الذي يصور تداعيات الأزمة السورية على العائلة السورية بطابع كوميدي، ويمثل “أزمة عائلية” عودة للمخرج هشام شربتجي بعد انقطاع مطوّل عن الإخراج الدرامي منذ مسلسله الأخير “المفتاح” الذي عرض في 2012. ومن بين الأعمال الكوميدية أيضا مسلسل “سنة أولى زواج” للمخرج يمان إبراهيم، وهو مسلسل اجتماعي كوميدي حول عروسين حديثي الزواج، وكذلك مسلسل “سايكو” الذي كتبته أمل عرفة، وهو قصة بوليسية ساخرة.
مشاركة :