لكي تقبل دول العالم الإسلامي وأميركا بأن تفتح لروحاني أبوابها فإن عليه أن يأتي ومعه الدليل الواقع والملموس على أنه استطاع قلب طبيعة النظام الإيراني من العدوانية والتطرف والعنف وإشعال الحروب والتدخل في شؤون الدول الأخرى إلى العقلانية والحداثة وتبادل المصالح مع الآخرين دون سلاح ولا مفخخات ولا مليشيات. فعليه أولا أن يكفَّ يد المرشد الأعلى عن شؤون الدولة، ويفرض عليه التفرغ للوعظ والإرشاد. إقالة جميع القادة العسكريين والمدنيين الذين ارتكبوا جرائم إنسانية في داخل إيران أو خارجها، ومنهم قاسم سليماني وسفيره في بغداد إيراج مسجدي وغيرُهما، على الفور. فتح أبواب المعسكرات ومراكز التصنيع العسكري السرية والعلنية أمام الخبراء الدوليين المتخصصين للتأكد من عدم وجود ما يريب. أن يأمر بالخروج الفوري لجميع الضباط والجنود الإيرانيين من سوريا، وإصدار الأمر الحازم لحزب الله والمليشيات الطائفية العراقية والأفغانية بالخروج العاجل من سوريا وترك الشعب السوري يقرر مصيره ومصير جلاده الشرير. وقف إرسال السلاح والمال لحزب الله اللبناني، والكف عن دعم تجاوزاته في لبنان وسوريا، لكي يتحول إلى حزب مدني سياسي غير مسلح. وقف إرسال السلاح والمال والخبراء لحزإلى الحوثيين في اليمن. سحب غطاء الدولة الإيرانية عن نوري المالكي وأمثاله من المتهمين العراقيين بالاختلاس أو القتل أو الاغتيال، والسماح بمحاكمتهم عن كارثة احتلال الموصل وما حدث قبلها وبعدها. إن عليه أن يدرك أن الأقوال وحدها لن تُباع على أحد، ولن تشترى، وإن عليه أيضا أن يتدبر ما قاله الرئيس الأميركي، نيابة عن باقي المؤتمرين في الرياض: "إذا لم يكن النظام الإيراني راغبا في أن يكون شريكاً في السلام فيجب على جميع الدول أن تعمل معاً لعزل إيران ومنعها من تمويل الإرهاب، وأن تدعو أن يأتي اليوم الذي يتمتع فيه الشعب الإيراني بالحكومة العادلة الصالحة التي يستحقها". إن حسن روحاني يعلم، وحكومات العالم وشعوبه تعلم أيضا، بأن هذا لن يحدث، من الآن وحتى القرن الحادي والثلاثين، لا لأنه لا يريد ولا يحب ولا يتمنى أن يحدث ذلك في عهده، ولكن لأن عينه بصيرة ويده قصيرة. ألم يقل المرشد الأعلى " لولا قتالُ (أولاده) في سوريا لتَعيَّن على قواته أن تقاتل أعداءها في كرمانشاه وهمدان والمحافظات الإيرانية الأخرى"؟ إبراهيم الزبيدي
مشاركة :