أكد باحثان، أن تركيا طورت شراكة وثيقة غير متكافئة مع قطر بالنظر لكون الدولتين من أشد المؤيدين في المنطقة لجماعة «الإخوان المسلمين» و«حماس»، وأبدتا استعداداً لمغازلة طهران، وتعززت العلاقات الثنائية، القائمة على ترابط إيديولوجي، وشراكات مالية حيوية بالنسبة إلى أردوغان.وفقاً لما نقله «موقع 24» الإخباري، أشار آيكان إرديمير، برلماني تركي سابق، وزميل بارز لدى مركز الدفاع عن الديمقراطيات، وميرفي باهيروغلو، باحث يركز على تركيا-تعليقاً على اصطفاف تركيا إلى جانب قطر في الأزمة الخليجية الأخيرة- في مقال لمجلة «ناشونال إنترست»، أشارا إلى قرار الاصطفاف مع قطر لم يكن سهلاً بالنسبة للرئيس التركي. فقد التزمت تركيا الصمت والحذر في بداية الأزمة، ما يوحي بأن تركيا وجدت نفسها في ورطة. واتسمت تصريحات مبكرة لمسؤولين أتراك بالتوازن والحكمة. وأعلن نائب رئيس الوزراء التركي أن أردوغان يسعى للمساعدة في حل الأزمة عبر «دبلوماسية الهاتف». وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إن دول الخليج يجب ألا تستند في علاقاتها إلى «إشاعات وأخبار ملفقة، وعليها أن تعالج الخلاف بالتماشي مع روح رمضان الكريم». وادعى صحفي تركي أن أردوغان احتار بين الوقوف مع السعوديين وبين دعم القطريين. وسخر آخر من كتاب أعمدة موالين للحكومة بأن كلاً منهم أعد مقالين، أحدهما مؤيد لقطر والثاني داعم للسعودية، بانتظار إشارة من أردوغان لما يجب نشره.وبرأي الباحثين كان تردد أردوغان في محله، لأن الرئيس التركي يدرك جيداً أن وقوفه إلى جانب قطر مع إيران، سيؤدي لاستبعاده عن معسكر الدول العربية، والذي تقوده السعودية، وخاصة بعدما وجدت تركيا نفسها معزولة جراء سياستها الخارجية المتهورة. ويلفت إرديمير وباهيروغلو لضائقة اقتصادية عانتها تركيا، وبأن تدفق المال القطري لم يكن كافياً لإنقاذ أنقرة.وكان هناك، بالطبع، عامل ترامب، حيث أراد أردوغان فتح صفحة جديدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة. فقد امتنع الرئيس التركي عن انتقاد ترامب حتى حيال أشد الخلافات السياسية حساسية بين تركيا وأمريكا، ومنها تسليح أكراد سوريا، الذين ترى أنقرة أنهم يشكلون خطراً أمنياً كبيراً. ورغم ذلك سارعت أنقرة لفك عزلة قطر عبر إرسالها مؤناً وأغذية، ومن ثم تسريع التصويت في البرلمان لتنفيذ خطة قديمة تقضي بنشر قوات تركية في إطار اتفاقية أمنية وقعت في عام 2015 وتعد القاعدة الجديدة الأولى من نوعها خارج الأراضي التركية. (وكالات)
مشاركة :