انسحاب الميليشيات لا يعني سيطرة الجيش على جنوب ليبيا بقلم: منى المحروقي

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

انسحاب الميليشيات لا يعني سيطرة الجيش على جنوب ليبياانسحبت “القوة الثالثة” من عدة مناطق جنوب ليبيا لتفسح المجال أمام الجيش الليبي للسيطرة على الجنوب، وهو الأمر الذي يبدو صعبا في ظل وجود قوة عسكرية نظامية موالية لنظام العقيد الراحل معمر القذافي.العرب منى المحروقي [نُشر في 2017/05/26، العدد: 10644، ص(4)]فرق بين من يحارب الإرهاب ومن يبكي على الأطلال تمكن “اللواء 12” التابع للجيش الليبي صباح الخميس من السيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية العسكرية بعد انسحاب “القوة الثالثة” التابعة لمدينة مصراتة منها. وسيطرة الجيش على القاعدة العسكرية خطوة مهمة نحو عملية السيطرة على كامل الجنوب في ظل انسحاب القوة الثالثة من المنطقة، لولا وجود قوات علي كنة الموالية لنظام العقيد الراحل معمر القذافي. وقاعدة تمنهنت الجوية، هي ثاني أكبر قواعد جنوب البلاد العسكرية بعد قاعدة الجفرة، إذ تحتوي على مطار لتسيير حركة النقل الجوية المدنية، بالإضافة إلى منشآت عسكرية ومخازن، وتقع على مقربة من مدينة سبها أكبر مدن الجنوب الليبي. وجاء انسحاب قوات مصراتة عقب انتهاء المهلة التي منحتها لها قبائل الجنوب الليبي السبت. وطالبت القبائل “القوة الثالثة” والجماعات المتطرفة الموالية لها بالانسحاب من إقليم فزان بعد أن قادت هجوما مع ميليشيات “سرايا الدفاع عن بنغازي” على قاعدة براك الشاطئ خلّف أكثر من 140 قتيلا بين مدنيين وعسكريين. وخرقت “القوة الثالثة” الموالية لحكومة الوفاق الهدنة التي كان تم التوصل لها عقب لقاء جمع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق المدعومة دوليا فايز السراج في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وكان التوتر ساد ليبيا قبل لقاء حفتر والسراج على خلفية العملية العسكرية التي أطلقها الجيش “الرمال المتحركة” للسيطرة على الجنوب، بدأها بمحاصرة قاعدة تمنهنت. وجاءت العملية كرد فعل على ما وصفته سلطات الشرق غير المعترف بها دوليا، تآمرا من قبل المجلس الرئاسي مع “سرايا الدفاع عن بنغازي” للسيطرة على الموانئ النفطية. وهاجمت “سرايا الدفاع” في مارس الماضي الحقول النفطية واحتلتها لأسبوع، قبل أن يقوم الجيش باسترجاعها.مهادنة كنة لقادة "ثورة 17 فبراير" مقابل رفضه التحالف مع خليفة حفتر تعزز اتهامات تقاربه مع الجماعات الإسلامية وينفذ الجيش الليبي منذ هجوم قاعدة براك الشاطئ، غارات جوية متقطعة على قاعدة الجفرة التي تتمركز فيها “سرايا الدفاع عن بنغازي” و“القوة الثالثة”. ويتخوف سكان الجفرة من أن تتحول منطقتهم إلى ساحة حرب ليسوا طرفا فيها. ونفذ عدد من أهالي مدينة هون التابعة للجفرة الخميس وقفة احتجاجية طالبوا فيها بوقف العمليات العسكرية. وأكدوا “أن الجفرة ليست حاضنة ولا داعمة لأيّ من الأطراف المتصارعة، وأن مدينة هون تحديدا وواحات الجفرة مجتمعة كانت ولا تزال داعما للأمن والسلام، وعملت على وحدة الصف ولمّ الشمل وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء بمختلف توجهاتهم”. وقال عضو مجلس النواب إسماعيل الشريف إنه سيطالب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح القائد الأعلى للجيش، بمنح أهالي الجفرة فرصة للتواصل مع مهاجمي قاعدة براك الشاطئ وإقناعهم بالانسحاب من المدينة لتجنيبها القصف الذي طال مواقع قريبة من المناطق السكنية وتسبّب بحالة من الفزع الكبير لدى الأطفال والأسر والشيوخ. وانسحبت “القوة الثالثة” وميليشيات مساندة لها من عدة مناطق في الجنوب. وتمكنت قوات الجيش صباح الثلاثاء من بسط سيطرتها على معسكر الحرس الوطني فرع سبها جنوب البلاد، كانت تسيطر عليه القوة الثالثة التابعة لمدينة مصراتة. وسيطر “اللواء 12” على مشروع “الدابوات الزراعي” بمنطقة وادي الشاطئ وطرد قوات “درع الجنوب” منه. لكن قوات مصراتة فضّلت عدم الانسحاب من حقل الشرارة النفطي وسلمته لقوات يقودها اللواء علي كنة. وتتشكل قوات كنة التي تطلق على نفسها اسم “القوات المسلحة الليبية في المنطقة الجنوبية” من ضباط وعسكريين قاتلوا إلى جانب نظام القذافي ومازالوا يدينون له بالولاء. وقال كنة عقب الإعلان عن تشكيل قوته، “إنهم يقفون على نفس المسافة من الأطراف المتصارعة”، لكنه رفض العملية العسكرية التي أطلقها الجيش لاسترجاع الجنوب من ميليشيات مصراتة والجماعات المتطرفة. ويحظى كنة بدعم كبير من قبائل جنوب ليبيا التي انقسمت مؤخرا بين مؤيدة له وأخرى مؤيدة للجيش وتحديدا لقوات “اللواء 12” التي يقودها العقيد محمد بن نايل. وبن نايل قاتل بدوره إلى جانب نظام القذافي ويبسط سيطرته على مدينة براك الشاطئ مسقط رأسه، لكنه تحالف مع حفتر وانضم لقوات الجيش الليبي. ويطرح رفض كنة الذي يسيطر على أغلب مدن الجنوب، التحالف مع حفتر تساؤلات كبيرة حول خلفيات الرجل السياسية. ويرجع كثيرون هذا الرفض لكون حفتر شارك في حرب الإطاحة بالنظام الجماهيري، لكن مهادنته لميليشيات مصراتة التي قادت الحرب على نظام القذافي تعزز الاتهامات بتحالفه مع الجماعات الإسلامية.

مشاركة :