لإثراء معلوماتكم العامة، نقدم هنا في كل حلقة طائفة من الحقائق العلمية والبحثية المثيرة للإهتمامهل تعلم ما الفرق بين «الصيام» و«الصوم»؟ كثيرون يظنون أنه لا يوجد أي فرق بين هاتين الكلمتين، فيستخدمونهما بمعنى واحد، لكن الحقيقة هي أنهما تعنيان شيئين مختلفين.فكلمة «صيام» تدل على الامتناع عن الطعام والشراب وبقية المفطرات لمدة معينة. ومن أدلة ذلك قول الله تعالى: «يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصّيَامُ كما كتب على الذين من قبلكم»، وقوله: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ»، وقوله «ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ». ونلاحظ في هذه الآيات وغيرها أن الله استخدم كلمة «الصيام» وليس «الصوم».أما كلمة «صوم» فلا تدل على المعنى ذاته الذي تشير اليه كلمة «صيام»، بل تخص اللسان تحديدا، بمعنى امتناعه عن التلفظ بأي كلام يغضب الله. ودليل ذلك من القرآن هو قول الله مخاطبا السيدة مريم عليها السلام: «فَقُولِي إِنّي نَذَرْتُ لِلرَّحمَنِ صَوْمًا»، وليس المقصود في الآية بكلمة «صوما» الامتناع عن الطعام والشراب، بدليل أن الله قال لها في بداية الآية ذاتها: «وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنا». وهكذا، فإن الصوم الذي نذرته السيدة مريم عليها السلام كان إمساكا عن الكلام وليس عن الطعام والشراب.لكن ينبغي توضيح أن «الصيام» وحده من دون ان يرافقه «صوم» لا يؤدي الغرض الإيماني المطلوب من ورائه، وهو الأمر الذي أكده النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، أي من لم يلتزم بـ«الصوم» في أثناء «الصيام» فلن يكون نصيبه إلا مشقة الجوع والعطش.سائلين الله أن يتقبل الله «صيامكم»... و«صومكم».