كانكون - قنا : شارك سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية في فعاليات النسخة الخامسة من المنتدى العالمي للحد من مخاطر الكوارث في مدينة /كانكون/ بالمكسيك. وأكد سعادته، في كلمته أمام المنتدى، اهتمام دولة قطر بقضايا التنمية البشرية المستدامة كأحد ركائز رؤيتها الوطنية 2030، مبينا أن دولة قطر تولى أهمية بالغة لتعزيز الشراكة مع الوكالات المتخصصة في مجال التنمية وبناء القدرات الوطنية بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNISDR). وقال سعادته إن جهود دولة قطر لإطلاق مبادرة هوب فور (Hope For) عام 2011 تمثل أحد الأمثلة البارزة للشراكة الدولية في هذا المجال ، والتي توجتها الدورة الـ65 للأمم المتحدة بقرار الجمعية العامة رقم 307 بعنوان "تعزيز فعالية وتنسيق استخدام أصول الدفاع العسكري والمدني في مواجهة الكوارث الطبيعية"، مشيرا إلى أن هذه المبادرة قدمت من دولة قطر وجمهورية تركيا وجمهورية الدومينيكان، كما عقد مؤتمر الدوحة الدولي لمناقشة مفهوم هذه المبادرة في وقت لاحق. وشدد سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية على أن الاستعداد والتصدي للأخطار والكوارث التي هي من صنع البشر أو من فعل الطبيعة تعد من أهم وسائل الحفاظ على الإنجازات والمقدرات الوطنية، ومن هذا المنطلق تدعم دولة قطر إطار عمل /سنداي/ للحدّ من مخاطر الكوارث (2015 - 2030) وأهدافه السبعة. كما نوه سعادته إلى اهتمام دولة قطر بشكل خاص بقضايا التنمية البشرية المستدامة كأحد ركائز رؤيتها الوطنية 2030، وجهودها الكبيرة على المستويين التشريعي والمؤسسي.. لافتا إلى أن قطر سنت التشريعات والقوانين اللازمة وأنشأت عددا من المؤسسات والكيانات الوطنية كاللجنة الدائمة للطوارئ، التي تعمل على مراعاة التوسع الحضري والمدني وكل معايير الأمن والسلامة بمستويات عالمية وقياسية، وتعزيز قدرات الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في مجال الإنقاذ والإغاثة والتنمية، لضمان سلامة كل من يقيم على أرض دولة قطر. وأشار سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي إلى أن دولة قطر أنشأت اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في المناطق المنكوبة بالدول الشقيقة والصديقة، فضلاً عن إنشاء الهيئات الإنسانية الحكومية والجمعيات والمؤسسات غير الحكومية والمؤسسات المانحة، والتي توجه الدعم والإغاثة الفورية لكافة الدول المنكوبة بسبب الكوارث الطبيعية أو لتلك التي تعصف بها الصراعات.. مشددا على أن دولة قطر لا تألو جهدا في تقديم كافة المساعدات الإنسانية للإغاثة والمشروعات الإنمائية في كافة مناطق العالم. كما ذكّر سعادته باستضافة دولة قطر للمؤتمر العربي الثالث للحد من مخاطر الكوارث نهاية شهر إبريل من العام الحالي تحت عنوان "تنفيذ إطار سنداي في المنطقة العربية"، بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث وجامعة الدول العربية، لافتا إلى أن استضافة المؤتمر جاءت وفاءً من دولة قطر بالتزاماتها الدولية كعضو فاعل في المجتمع الدولي وتنفيذا لما تضمنه إعلان /سنداي/ بشأن الحاجة لسياسة إقليمية حتى يصبح التصدي للكوارث جهدا فاعلا ومؤثرا. واعتبر سعادة وزير الدولة للشؤون الخارجية ، اعتماد المجتمع الدولي خطة التنمية المستدامة 2030 قيمة مضافة وفرصة حقيقية لتعزيز الجهود الدولية للحد من مخاطر الكوارث. وقال سعادته إنه بالنظر إلى تفاوت إمكانات الدول وقدراتها في التصدي للتحديات التي تواجهها بسبب الكوارث وتبعاتها فإن تعزيز الشراكات التنموية في إطار التعاون الدولي المتمثل في تبادل التجارب والممارسات الجيدة، ونقل التكنولوجيا، وتزويد الدول النامية بالموارد الكافية لتعزيز جهودها في الحد من مخاطر الكوارث، يتوافق مع ما نص عليه الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة الذي يدعو إلى تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة، ويؤكد على الترابط الوثيق بين الجهود المبذولة لتنفيذ إطار /سنداي/ للحد من مخاطر الكوارث وتلك المعنية بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030. وأكد سعادته أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 يتطلب جهدا متوازنا بين قطاعات التنمية الثلاثة، الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، موضحا أنه من هذا المنطلق يتعين أن تتضمن الاستراتيجيات والخطط الوطنية ما يلزم من برامج وأنشطة في مجال الاستعداد والتأهب بالاعتماد على بنية تشريعية واقتصادية ومؤسسية موائمة ومدعومة بالموارد مع مراعاة الجانب الاجتماعي والحفاظ على البيئة. ودعا سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي، المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود والتعاون والبحث عن ضرورات المحافظة على المصير الواحد والعيش المشترك إزاء مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية التي تواجهنا جميعا والعمل الجاد لمنع وقوع هذه الكوارث والأزمات كي ينعم العالم بالاستقرار والسلام والتنمية ، مؤكدا استمرار التطلعات الإيجابية المقترنة بالجهود الدؤوبة للحد من مخاطر الكوارث وطنيا وإقليميا وعالميا، لتعزيز الاستقرار والنمو في العالم.
مشاركة :