مع دخول الاحتجاجات الفنزويلية اليوم الـ56 على التوالي، وسط المناوشات التي تشهدها عدد من المدن الفنزويلية ومحاولات المعارضة للوصول إلى المقار الحكومية في العاصمة كاراكاس، دعا الرئيس نيكولاس مادورو قادة المعارضة في البلاد للتحاور مع الحكومة في إطار عملية الجمعية التأسيسية التي أطلقها منذ أسابيع لحل الأزمة السياسية الطاحنة في البلاد. المعارضة الفنزويلية من جانبها رفضت الفكرة تماماً، وذلك لمعارضتها أصلاً لفكرة الجمعية التأسيسية، والتي تسعى إلى استحداث دستور جديد في البلاد يسعى الرئيس مادورو من خلاله تجنب عزله عن السلطة وتثبيت سلطته حسبما تقول المعارضة الفنزويلية. وقال مادورو خلال اجتماع عام له في كراكاس تأكيده الدعوة إلى الحوار، كاشفاً عن أسماء القادة الأربعة للمعارضة الذين دعاهم إلى طاولة الحوار. وأضاف الرئيس مادورو الذي خلف الرئيس الراحل هوغو شافيز تأكيده استعداد إجراء مناقشات في إطار الجمعية الوطنية التأسيسية، مع مسؤولي المعارضة، إلا أن مادورو اعتبر أن المعارضة خائفة ولا يعرفون أن الثورة البوليفارية ستنتصر في أي انتخابات ستجريها البلاد، وذلك حسبما قال مادورو. من جهتها، تطالب المعارضة منذ أشهر بانتخابات عامة مبكرة ودعت إلى مظاهرات يومية لنحو شهرين حتى الآن، دعماً لهذا المطلب. وتفيد استطلاعات الرأي بأن سبعة من كل عشرة فنزويليين، يتمنون استقالة مادورو في الوقت الراهن. في هذه الأثناء، أعلنت المعارضة التي تسيطر على مقاعد البرلمان الفنزويلي، والتي تسمى الجمعية الوطنية أنها لن تشارك في عملية الجمعية التأسيسية التي دعا إليها مادورو، لأنها تعتبر القانون الانتخابي المعد لتعيين أعضائها منحازاً، حسب وصفها. وسيعين ثلث هؤلاء الأعضاء من قطاعات خاصة من المجتمع تتمتع فيها الحكومة بنفوذ كبير. الجدير بالذكر أن العملية المؤدية إلى تشكيل الجمعية التأسيسية قد انطلقت بالفعل، رغم الرفض التام للمعارضة المشاركة فيها. وأعلن المجلس الوطني الانتخابي والمحسوب على إدارة الرئيس مادورو أن تسجيل المرشحين سيجري في الأول والثاني من يونيو (حزيران). وتقوم المعارضة منذ الأول من أبريل (نيسان) بحملة مظاهرات في كل أنحاء فنزويلا، للمطالبة بانتخابات عامة واستقالة مادورو في مظاهرات راح ضحيتها العشرات، وأصيب المئات بجروح وأوقف أكثر من 2800 شخص، كما تقول منظمة فورو بينال غير الحكومية الفنزويلية.
مشاركة :