أكد رئيس مجلس الإدارة في شركة «سيتي جروب»، يعقوب الشرهان، أنه رغم تجلي الحالة الاقتصادية الصعبة في الكويت، والنمو المتواضع في دول الشرق الأوسط، وانعكاس آثارها على أعمال السفر والنقل والعمليات اللوجيستية للشركة، إلا أنها تمكنت من الحفاظ على ريادتها في السوق.كلام الشرهان جاء على هامش الجمعية العمومية للشركة، التي أقرت توزيع أرباح نقدية بنسبة 70 في المئة من رأس المال (70 فلساً للسهم الواحد)، بإجمالي مبلغ قدره 7.9 مليون دينار، من رصيد الأرباح المجمعة كما في 31 ديسمبر 2016، بالإضافة إلى الاحتياطي العام.ووافقت العمومية على استمرارية إيقاف الاقتطاع لحساب الاحتياطي الإجباري، لبلوغه 50 في المئة من رأس المال المدفوع، والموافقة على توصية مجلس الإدارة بإيقاف الاستقطاع لحساب الاحتياطي العام، وانتخاب أعضاء مجلس إدارة جديد الـ3 سنوات المقبلة مؤلف من يعقوب صالح الشرهان، وشركة السهم الفضي العقارية، وشركة النجم البرونزي العقارية، وشركة الأجنحة للائتمان للتجارة العامة والمقاولات، وشركة السهم الذهبي العقارية.وقال الشرهان في كلمته على هامش عمومية الشركة التي عقدت بحضور 96.78 في المئة من المساهمين، إن مبادرات ضبط التكاليف التي اتخذتها الشركة خلال السنة، ساهمت في الحفاظ على مستوى الأرباح رغم تقلبات الأسواق، نتيجة انخفاض أسعار النفط الخام وركود الأعمال بشكل عام.وأضاف أن التوقعات تشير إلى انخفاض العجز المالي في 2017، نتيجة التحسن التدريجي في أسعار النفط، وإجراءات الإصلاح التي تطبقها الحكومة، التي تعتزم فرض ضريبة دخل بنسبة 10 في المئة على الشركات المحلية والأجنبية، فيما ستحل الضريبة الجديدة مكان العديد من الرسوم الحالية المفروضة على إيرادات الشركات، بشكل يوسع قاعدة الضرائب.وتابع أن الجهات الحكومية المختصة حالياً، تعمل على تطبيق ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5 في المئة كماهو الحال في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.ونوه بأن نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بلغ بنسبة 3.5 في المئة عام 2016، وقد يرتفع إلى 4 في المئة خلال 2017 و2018، متوقعاً أن يصل سعر برميل برنت إلى 55 دولاراً في 2017، و60 دولاراً في 2018. ورجح أن ينخفض العجز المالي في الكويت إلى 8 أو 9 في المئة من النتاج المحلي الإجمالي، معتبراً أنه في حالة حدوث عكس ذلك فإن الحكومة ستضطر نتيجة الضغوط المالية المتزايدة إلى خفض الإنفاق أو تأجيل خطط الإنفاق الكبرى.وأفاد الشرهان أن وتيرة النمو في تحسن، بفضل التنفيذ السريع للمشاريع الحكومية الكبرى، إذ إن الأرقام الأولية تشير إلى تلقي الاستثمار الكلي دفعة قوية في 2015، بينما بقيت حركة ترسية المشاريع نشطة في 2016، ما يشير إلى إمكانية استمرار منحى المشاريع نفسه عامي 2017 و 2018.وعزا الشرهان تراجع النمو في 2016 إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي المتواضع لقطاع النفط، والذي من المتوقع أن يتأثر بالتزام الكويت بقرارات منظمة «أوبك» الأخيرة الخاصة بخفض الإنتاج، متوقعا تحقيق نمو بنسبة 1.5 في المئة لقطاع النفط في 2018. وذكر أن خطط التنمية الحكومية تهدف إلى استثمار 34 مليار دينار حتى 2020، بما يتضمن المشاريع الاستثمارية الكبرى الخاصة، فيما بقيت حركة ترسية المشاريع في 2016 مستقرة، إذ بلغت قيمتها 3.6 مليار دينار في شهر سبتمبر الماضي. ونوه بأن الترسيات الأخيرة شملت مشروع بوابة المطار الجديد، والذي يؤمل أن تفوق سعته 3 أضعاف سعة المطار الحالي بحلول 2022، بتكلفة تقديرية تبلغ 1.3 مليار دينار.وكشف الشرهان أن منهج عمل «سيتي جروب» يستند من الناحية الإستراتيجية على التفوق التشغيلي والإبداع التكنولوجي والنمو المستدام، مؤكداً أنها تهدف إلى تلبية احتياجات العملاء.ولفت إلى توجيه فريق الإدارة بالشركة لتحديد فرص النمو المستقبلية لنشاطاتها المتمثلة في النقل العام، وخدمات السفر والتخزين والعمليات اللوجيستية والوكالة بالعمولة للباصات، وجعلها محط تركيز دائم كي تبقى في الصدارة. وعبر الشرهان عن الاهتمام بالاستثمار في تطوير نشاط الشركة بالنقل العام، والذي ساهم بنسبة 80 في المئة تقريباً من إيراداتها وأرباحها الصافية، وشكل محور الإنجازات المهمة في مسيرتها خلال السنوات الأخيرة.ورأى أن خدمات النقل المقدمة من قبل الشركة، تشكل نشاطاً اقتصادياً واجتماعياً في الكويت، مؤكداً استمرار «سيتي جروب» في اعتماد التحسينات الرقمية، للتغلب على التحديات التي تحيط بقطاع النقل العام وتعامل العملاء، وطريقة قطع التذاكر وجمع الإيرادات، وكيفية إدارة فريق العمل وضبط التكاليف وشبكة الخطوط.وأشار إلى أن «سيتي جروب» لديها أفضلية في الاستفادة من الفرص الناشئة، بفضل موقعها وخبرتها في خدمة المجتمع.وأفاد أن المجموعة قامت خلال السنوات الماضية بالاستثمار في أصولها الرئيسية وعروض العملاء، بالتزامن مع العمل على تحقيق هوامش أكبر عبر ضوابط التسعير وبرامج كفاءة التكاليف.وذكر أن التركيز كان على تحسين قدرة المجموعة على المدى البعيد في تحقيق القيمة المستدامة، منوهاً بأنها تلتزم بالمنهج الذي تبنته في الماضي وبنت عليه مسيرة نجاحها، من أجل تحقيق الفائدة لعملائها وموظفيها وبيئتها.النتائج الماليةاستعرض الشرهان الإنجازات المالية للشركة خلال العام، إذ استمرت أقسامها في تحقيق التقدم بنتائجها، وقد بلغت إيراداتها 22 مليون دينار مقارنة بـ 21.45 مليون دينار في 2015، بينما وصل الربح الإجمالي إلى نحو 9.92 مليون دينار، مقارنة مع 9.76 مليون دينار في 2015.وقال إن الأرباح الصافية بلغت نحو 6.97 مليون دينار مقارنة بـ 7.2 مليون دينار في 2015، عازياً الانخفاض إلى تكاليف إعادة هيكلة أحد أقسام المجموعة، والذي من المتوقع أن يفضي إلى نتائج أفضل في 2017. وأكد أن ميزانية المجموعة والتدفقات النقدية ووضع الأصول الصافية جميعها في موقف قوي، في الوقت الذي لا يوجد فيه أي ديون عليها رغم تحديث الأسطول بباصات حديثة خلال السنة، لتوفير مرونة عالية في التخطيط وتحقيق المكتسبات الإستراتيجية المستقبلية.ولفت إلى أن الشركة لديها إستراتيجية شفافة في تحقيق الأداء المالي الأفضل، والتركيز المستمر على جذب المزيد من العملاء، وهي تحتل موقعاً ريادياً في تحصيل النقد المستدام والعوائد. وذكر أنه على الرغم من بعض المؤشرات في بعض الأسواق، إلا أنه واثق بقدرة المجموعة المتزايدة على تقديم حلول نقل عام إبداعية وفعالة، ما يمكنها من تحقيق مزيد من القيمة للمساهمين في المستقبل.وأشار الشرهان إلى أن مبادرات التنمية المستدامة لدى الشركة، تشمل تقديم خدمات نقل آمنة ومستدامة، بما يشكل جزءاً أساسيا في عملياتها وقيمها، والتي دائماً ما تكون في طليعة الالتزام بالمسؤولية تجاه البيئة في ممارساتها، وتدعم الوسائل التكنولوجية المستدامة.ولفت إلى قيام «سيتي جروب» بالاستثمار في مركبات صديقة للبيئة، ومحطة لتكرير المياه، في حين طورت خدمات الفان ووضعت الباصات ذات الطابقين، بهدف تقليل الاختناقات المرورية في الطرق الرئيسية.
مشاركة :