جاءت أسعار النفط في الأسواق العالمية، عقب قرار أوبك خفض الإنتاج حتى مارس/آذار 2018 دون التوقعات، إذ تراجعت 5% دفعة واحدة ليستقر السعر عند 50 دولاراً للبرميل، ما عزاه الكثير من المراقبين إلى أن القرار لم يصل إلى مستوى تطلعات بعض المستثمرين.وتعافى النفط في تعاملات أمس أكثر من 1% لكنها أنهت الأسبوع على انخفاض يقارب 3%، حيث كان التداول محدوداً بعد موجة البيع الكثيفة مدار اليومين الماضيين وقبل عطلة نهاية أسبوع طويلة في الولايات المتحدة وبريطانيا.وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 69 سنتاً أو 1.3 % ليبلغ عند التسوية 52.15 دولار للبرميل بعدما بلغ أدنى مستوياته في الجلسة عند 50.71 دولار للبرميل.وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 90 سنتاً أو 1.8% ليبلغ عند التسوية 49.80 دولار للبرميل بعدما بلغ أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 48.18 دولار للبرميل.وتعهدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين خارجها بمواصلة خفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يومياً لمدة تسعة شهور أخرى حتى نهاية الربع الأول من 2018.وهبطت أسعار الخام 5% بعد القرار، إذ كان بعض المشاركين في السوق يتوقعون تعميق تخفيضات الإنتاج.وعلى مدى الأسبوع انخفضت العقود الآجلة لبرنت 2.7 % بينما نزلت عقود الخام الأمريكي 1.1 في المئة. انخفاض روسيقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك: إن صادرات النفط الروسية قد تنخفض بمقدار4 ملايين طن في 2017 بما يتماشى مع الانخفاض المتوقع في الإنتاج في إطار الاتفاق العالمي على خفض الإنتاج. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله إن هذه التقديرات أولية. وكان نوفاك قد لمح إلى أن لجنة مراقبة اتفاق خفض إنتاج النفط بين أوبك والمنتجين المستقلين قد تبحث إمكانية إجراء تعديلات للاتفاق خلال اجتماع لها.وأضاف: «يمكننا عقد (اجتماع اللجنة) في أي وقت، لكن بموجب الخطة فإنها تجتمع كل شهرين وأن بنود الاتفاق، الذي جرت الموافقة على تمديده يمكن أن تتغير من الناحية النظرية في أي اجتماع».وسجلت أسعار التعاقدات الآجلة للنفط في التعاملات الأمريكية ارتفاعاً، يوم الجمعة، في الوقت الذي أظهرت فيه البيانات الصادرة اليوم تباطؤ وتيرة زيادة عدد منصات استخراج النفط العاملة في الولايات المتحدة.وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة: إن الشركات أضافت منصتي حفر نفطيتين في الأسبوع المنتهي 26 مايو/ أيار ليصل العدد الإجمالي إلى 722 وهو أعلى مستوى منذ إبريل/ نيسان 2015.ويعادل ذلك أكثر من مثلي عدد الحفارات في الأسبوع المقابل من العام الماضي عندما بلغ عدد الحفارات العاملة 316 فقط، وهو الأقل في أكثر من ست سنوات.ويماثل ارتفاع عدد حفارات النفط على مدى 19 أسبوعاً متتالياً أطول فترة زيادات متعاقبة على الإطلاق، والتي انتهت في أغسطس/ آب 2011، وفقاً لبيانات من بيكر هيوز يعود تاريخها إلى 1987.وجرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي دون 50 دولاراً للبرميل بعد أن هبطت نحو 5% بعد القرار الذي قادته أوبك بتمديد تخفيضات الإنتاج الحالية، ويرى بعض المستثمرين أنه ليس كافياً لتقليص تخمة المعروض في الأسواق العالمية.وبعد أن اتفقت المنظمة في ديسمبر/ كانون الأول على تخفيض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً في الستة أشهر الأولى من العام، اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجون آخرون على تمديد تلك التخفيضات لتسعة شهور إضافية حتى نهاية مارس/ آذار 2018.ويتوقع بعض المحللين أن تؤدي التخفيضات على الأرجح إلى تسارع الإنتاج من أحواض النفط الصخري الأمريكية حيث يستطيع المنتجون العمل بتكلفة أقل كثيراً. (وكالات)