«الجزيرة».. إعلام الفتنة وصوت الإرهابيين

  • 5/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة:غريب الدماطيأكد خبراء ومحللون سياسيون مصريون، أن قناة الجزيرة القطرية تمارس دوراً تحريضياً بامتياز، يستهدف إسقاط عدد من أنظمة الحكم العربية، وتنفيذ مخططات الفوضى الخلاقة الرامي إلى تقسيم المنطقة العربية، وذلك عبر بث وترسيخ الفتنة وإحداث القلاقل والتوترات في البلدان العربية. وأضاف هؤلاء أن الجزيرة تحولت إلى ميليشيات داعمة لجماعات العنف، وفقدت مصداقيتها الإعلامية لدى قطاعات واسعة في المنطقة العربية والعالم.قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير معصوم مرزوق: «إن قنوات الجزيرة تمارس دوراً تحريضياً بامتياز، وذلك لتنفيذ مخطط إسقاط عدد من الدول العربية، مستغلة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير المستقرة في بعض البلدان، وكذلك رغبة الشعوب في تحقيق مطالبها المشروعة لتحسين أوضاعها، غير أنه على الرغم من أن القنوات تدعي مساندة مطالب الشعوب العربية في الحياة الكريمة، إلا أنها تسعى لتنفيذ مخطط لتقسيم دول المنطقة، وفي المقدمة منها مصر، وسوريا، وليبيا.وأضاف مرزوق أن الجزيرة بما تمتلكه من إمكانات مادية وتكنولوجية، استطاعت تزييف وعي كثيرين، والوقوع في الكذب والخداع، ما انعكس على الرأي العام الذي بات يدرك حالياً أن قناة الجزيرة التي لم تستطع انتقاد الكيان «الإسرائيلي» وممارساته الاستبدادية، وهي ذاتها القناة التي تروّج لمزاعم تقسيم العراق، وسوريا، وليبيا، وتصور أن سيناء وقعت تحت سيطرة الإرهاب دون أن تستعرض إنجازات الجيش المصري في حربه على الإرهاب، ومحاصرته تماماً في سيناء. ولفت إلى أن الجزيرة تعمل بأجندة لا يمكن أن تكون في صالح العرب؛ بل هي تخدم أجندات إقليمية ودولية، بعيداً عن المصالح العربية المشتركة. «الفوضى الخلاقة» فيما قال أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، الدكتور جمال شقرة: «إن بداية قناة الجزيرة كانت مميزة، حيث استقطبت مشاهدين من كل دول العالم خاصة العرب، لما كانت تبثه من أخبار حصرية، وأسرع من كل القنوات الأخرى في نقل الحدث، غير أنه بعد ذلك تحولت القناة إلى خدمة مخططات غربية وأمريكية، وأصبحت تتدخل في شؤون الدول العربية، بهدف تطبيق نظرية «الفوضى الخلاقة» والمضيّ نحو تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد».وأضاف شقرة أن خطورة في الجزيرة الآن هي أنها أصبحت إحدى وسائل إعلام جماعات العنف في العالم، فعبرها تبث بياناتها، وتخلّت عن المهنية، فانصرف عنها كثير من المشاهدين العرب، لا سيما بعد نشر كثير من الوثائق التي تثبت انحرافها، وتفضح تآمرها على الدول العربية.وقال أستاذ التاريخ المعاصر، إن الجزيرة لعبت دوراً عبر استقطاب الشباب الذي لا يقرأ، أو المتمرد بطبعه على السلطة، وتبث له أفكاراً أو سموماً حول التقيد والتخلص من السلطة، ما يعني أن دورها لا يقل عن دور الميليشيات الإلكترونية للجماعات المتشددة والإرهابية، وفي مقدمتها «داعش»، على الرغم من أنها لم تستطع تقديم انتقاد خفيف للحكم الأميري في قطر، وما أكثر الأوضاع التي يمكن انتقادها في قطر من ممارسات لم تكن في صالح وحدة الصف العربي.إشعال الفتنفيما قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، محمد سيد أحمد: «إن الإعلام القطري المقدمة منه قناة الجزيرة، قاد هجوماً طال الجيش المصري، وهو ما أكدته وثائق مسربة أثناء ثورة 25 يناير، حيث أكدت دور قناة الجزيرة في تدمير مصر من خلال إشعال نار الفتن بين المصريين، حيث انحازت انحيازاً كاملاً لجماعة «الإخوان»، التي ارتكبت الجرائم أثناء فترة حكم المجلس العسكري، وتبين فيما بعد أنها كانت الطرف الثالث».وأضاف سيد أحمد أن الجزيرة اعتمدت في إشعال النيران على الوقيعة بين الجيش والشعب وإحداث الفتنة، وقامت باستضافة كل أعداء الجيش للهجوم عليه، وفتحت قنواتها المتعددة أمام أبواق جماعة «الإخوان»، للهجوم على الجيش، ليصفوا ما حدث من ثورة في 30 يونيو 2013 بالانقلاب العسكري، متجاهلين نزول عشرات الملايين من المصريين إلى الشوارع لإسقاط حكم جماعة «الإخوان».وقال سيد أحمد، إن دور قناة الجزيرة في إشعال الفتن، وصل إلى المملكة العربية السعودية التي من المفترض أنها صديقة وعضو في مجلس التعاون الخليجي الذي يجمعهما، واتهامها بأنها تستخدم ذريعة الإرهاب لارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وانتهاك حقوق الإنسان، كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية.وفضلاً عن تجاهل الجزيرة المتعمد حينما نعت قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، حيث قالت إن 12 عسكرياً قتلوا بسبب تحطم مروحية تابعة للقوات المسلحة السعودية في محافظة مأرب لوصف الضحايا بالشهداء، واكتفت بوصفهم بالقتلى. وأضاف سيد أحمد أن قناة الجزيرة تلعب أيضاً دوراً هداماً في اليمن، على الرغم من إعلانها دعمها لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إلا أنها تلعب على تنمية دور جماعة «الإخوان» في اليمن، بعيداً عن المصلحة العامة للشرعية في اليمن.وقال سيد أحمد إن الجزيرة لن تتوقف عن ممارسة أدوارها المشبوهة، حسب قوله، في كثير من المناطق العربية، وأشار: «كيف لها أن تستضيف من يطلق عليهم «مجاهدي درنة»، عقب الضربة الجوية التي وجهتها القوات الجوية بالجيش المصري لأحد المعسكرات للجماعات المتطرفة»؟ لافتاً إلى أن ذلك من شأنه إحداث فتنة ومساندة للجماعات الإرهابية. نشر الأكاذيب فيما قالت أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، نجاح الريس، إنه منذ سقوط حكم جماعة «الإخوان» الإرهابية، أعلنت قناة الجزيرة الحرب على مصر والوطن العربي، خاصة المؤسسات السيادية بنشر أكاذيب عديدة عن الدول العربية، خاصة مصر، في محاولة منها لإشعال الشارع وتوجيه المواطنين لإظهار غضبهم على الحكومة، وإحداث توترات سياسية في البلاد لإسقاطها.وقد حاولت قناة الجزيرة بث الأكاذيب عبر موقعها الإلكتروني أيضاً، ولعل أكذوبة التجنيد الإجباري في مصر «خير دليل»، حيث بثت القناة فيلماً وثائقياً كاذباً أظهرت فيه مجموعة من الشباب ادعت مصريّتهم، وزعمت خلال الفيلم أن التجنيد للعسكري في مصر يحدث بطريقة إجبارية وبشكل لا يرضى عنه المجنّدون، كما زعمت أيضاً عرض الجنود في مصر لمواقف مهينة وعدم تدريبهم على الأمور العسكرية، ووصفت العلم العسكري بالمسخرة في محاولة منها لبث روح اليأس، وهدم الجيش المصري العصي على محاولاتها الكريهة، على الرغم من أن التجنيد العسكري في مصر فخر يتفاخر به المصريون فيما بينهم، باعتباره واجباً وطنياً مقدساً، فضلاً عن أن ادعاءات القناة لعدم تدريب قوات الجيش تنسفه الإحصاءات والتقارير الدولية، بأن الجيش المصري من أهم القوات المسلحة في المنطقة الشرق الأوسط؛ بل وفي العالم، من حيث التعداد والتدريب والتسليح والمهارات.وأضافت الريس أنه في الذكرى الثالثة لفض اعتصام رابعة والنهضة، أنتجت قناة الجزيرة الوثائقية فيلماً تحت عنوان: «كانوا جرحى» بالتزامن مع ذكرى فض الاعتصامين، حيث تناول قصة المستشفى الميداني في الاعتصام وفقاً لوجه نظر جماعة «الإخوان» وادعاءاتها، ونشرت في القناة دعاية عن الفيلم وكأنه فيلم توثيقي، على الرغم من أنه فيلم روائي يحتوي على مشاهد تمثيلية تم تصويرها في تركيا.وقال أستاذ العلوم السياسية: «إن الجزيرة نشرت تقريراً على موقعها على الإنترنت حول الجنسية المصرية، وهاجمت القناة مصر زاعمة أن هناك نوعين من الجنسية المصرية، الأول مصري أصيل، والثاني مصري افتراضي، وإن الذين يتمتعون بالجنسية من النوع الأول لم يتعدّ عددهم مليون مواطن فقط، من أصل نحو مئة مليون مواطن»، فيما قال الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، إن قناة الجزيرة انتقائية في رسالتها الإعلامية، فهي تهاجم دولاً لحساب أخرى، ودائمة الهجوم على مصر، ولبنان، وسوريا، وأحياناً المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنها إذا استهدفت مجتمعاً أو دولة يكون وفق ما يتناسب مع أهداف حكومة قطر، التي غالباً ما تلعب دوراً غير واضح. وأضاف الحكيم أن قناة الجزيرة وفق أهدافها، تسعى إلى التغيير وإحداث الثورات، وهو الأمر الذي لا تقبله الحكومات العربية، خاصة المستقرة منها، مما وضعها موضع الشك، لتنالها أصابع الاتهام من جوانب كثيرة.

مشاركة :