رجال في الذاكرة رجل الطب والأدب والحضارات الأستاذ الدكتور أحمد سلامة إبراهيم بفلم / د.غازي زين عوض الله المدني انطلق من الطب إلى الأدب ومن الأدب إلى الفلسفة.. هام عشقا في حب الحكمة، وكان للمرأة خلودها في فكره، لم ينس الرجال الذي لم يعرفوا المستحيل، يجمع بين ثقافات عدة العربية والروسية إضافة إلى الإنجليزية التي يتقنها كتابة ولغة، حصل على بكالوريوس طب وجراحة بجامعة القاهرة 1973م وماجيستير الأمراض الباطنة بجامعة القاهرة 1980م وحصل على الدكتوراه عام 1993م، وموضوعها عن الأمراض الباطنة والغدد الصماء، كما انه تلقى دورات تدريبية في إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية. تدرج في سلم الوظائف طبيبا بالقوات المسلحة المصرية عقب حرب أكتوبر المجيدة، ظابطا احتياطيا حتى عام 1978م، عمل في خارج مصر في المملكة العربية السعودية ومنها إلى انجلترا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، عمل في 13 دولة. يهوى الأدب منذ سن مبكرة، أغلق عيادته الطبية عام 2002م، واستقال نهائيا من عمله الحكومي الطبي عام 2006م، تفرغ للعمل الأدبي ودراسة الحضارات الإنسانية، قرأ بامتياز الحضارات الشرقية القديمة مثل الصينية والهندية والفارسية، كما قرأ في الحضارات الغربية. يهوى قراءة ودراسة الفلسفة التي هي علم المباديء الأولى للوجود الإنساني، عكف في مكتبة كلية الآداب جامعة القاهرة لمدة سنوات على قراءة ودراسة الحكمة في الحضارات الإنسانية، وأعد وأصدر موسوعة المعارف الإنسانية في ثلاثة أجزاء التي صدر منها الجزء الأول 2008م وصدرت بقية الأجزاء على سنوات متتالية كان آخرها 2011م. لم يكتف بذلك الإنجاز العظيم الذي أعده للمكتبة العربية بل واصل المسير بدراسة الهوسا النيجيرية بالمجلس القومي للترجمة لعدة سنوات وأبلى فيها بلاء حسنا، لاقت استحسانا من النيجيرين أنفسهم، وفي الوقت الحاضر أخذ يعكف على دراسة الحضارات الإنسانية لاستخلاص أهم العناصر المشتركة والمفيدة للبشرية في مسيرة التنوير. ومن أهم مؤلفاته الأدبية: * ثلاثة آلاف نصيحة وحكمة ومثل عبر العصور والأجيال موسوعة أخلاقية صغرى دار الكتاب العربي دمشق – القاهرة 2008م، وهو الجزء الأول من موسوعة الحضارات الإنسانية. * الخالدات مئة أولهن السيدة مريم – عليها السلام – دار الكتاب دمشق – القاهرة 2010م. * رجال لم يعرفوا المستحيل دار الكتاب العربي دمشق – القاهرة 2012م. * تحت الطبع عدة كتب حديثة تفتقر إليها المكتبة العربية وأيضا مسرحية شعرية من الفن الروسي في صورة أوبريت عربي عن قصتي سيموفينتي أميرة الثلوج، وسنجوريتا للفنان تشيكوفوسكي، وطائر النار للفنان سترفينسيكي. لقد أثرى العالم والفكر أستاذ الطب والأدب والفلسفة بهذا الكم النوعي من فلسفات الحضارات الشرقية والفارسية والعربية، ولم يترك أي فلسفة خرجت على سطح الأرض من رحم كبار الفلاسفة والمفكرين إلا وقرأها بامتياز، وعكف على تقديمها بفكر مستنير وبعمق إبداعي من مخرجات مدارسها وفلسفتها ويحسب له أنه لم يعرضها بشكل مجرد بلغتها القديمة والحديثة إلا أضاف عليها تعليقاته وهوامشه والوقوف عند كل مرحلة من مراحلها بالغة الأهمية وأحيانا يضيف إليها من بنات أفكاره ويهمشها بالتعليقات على بعضها، ويشرحها ويفسرها ويوضح النقاط التي قد تغيب عن ذهن القاريء كما انه يلبسها ثوب العصر ويسقط عليها معطياته. أما كيف تعرفت على ذلك المفكر فالفضل يعود إلى صديقي الحميم أ.د.ناجي نجيب أستاذ التحاليل الطبية الذي همس في أذني أن أ.د.أحمد سلامة كتب عنك في أحدى موسوعاته، وتدور الأيام وإذ بي التقي بالدكتور سلامة ونأخذ مع بعضنا موعدا للقاء برفقة الدكتور ناجي وسعدت بأن د.أحمد سلامة أهداني كتبه ومن بينها ذلك الكتاب الذي يذكرني فيه. وبالمناسبة أنه كان مرشحا من اللجنة العلمية للتكريم في الصالون وفي شهادته التي اقتسبها بالحرف الواحد: في البداية لابد من تقديم الشكر لـ أ.د.غازي زين عوض الله الذي صادف أن عرفته من خلال قراءاتي له من عدة سنوات في عدة صحف ومن بينها جريدة الأهرام المصرية، عندما أصدرت أول أعمالي عن دائرة معارف أخلاقية عن الحكمة أو عبارة عن 37 جزءا، وكنت اقتبست بعض كلمات الحكمة من كتابات د.غازي ثم عرفته بعد ذلك بسنوات وانتهز هذه الفرصة لأشكر كل من ساعدني في إصدار مؤلفاتي وأنا مدين لهم بالفضل، وأخص بالشكر أستاذي المفكر صلاح منتصر الذي كان يشجعني ويمدني بمراجع لإنجاز أعمالي وأعلن أنني أنسان بطبعي احترم المرأة وعندما قرأت مايكل هارت عن العظماء مئة وأعظمهم محمد – صلى الله عليه سلم – تطوعت أن أؤلف كتابا عن أعظم مئة أمرأة في التاريخ. ومن المؤثرات التي أسعدتني الليلة ونحن نحتفي بالروائية السعودية مها عبود باعشن أنني قد ذكرت في الكتاب شخصية سعودية مهمة من النساء ولها دور كبير في التعليم في الجزيرة العربية، وهي الملكة عفت التي أنشئت مدارس تعليم البنات في السعودية وقد عشت هناك فترة من حياتي وكتبت قصائد عن بلدة تيماء، وكتاب لم يعرفوا المستحيل هو عبارة عن قصص حياة مئة وثلاث شخصيات وقد أفدت كثيرا من دار الهلال في الإعداد لهذا الكتاب، كما أفدت من مؤسسة الأهرام أيضا. وفي النهاية أود أن أشكر د.غازي عوض الله وأعلن عن سعادتي كما أعلن أن إنجازاتي وأني تفرغت للتأليف وتركت العمل في المجال الطبي لأنني اؤكد أن الطبيب مهما عاش فلن يفيد أكثر من جيل واحد، أما الكتاب فيبدأ ويعيش العمر كله. شكرا لكم جميعا انتهت شهادة أ.د.أحمد سلامة إبراهيم التي ألقاها مرتجلا دون أن يستخدم ورقة أعدها بتلك المناسبة وإن جاز لي أن أختم مقالي عن رجال في الذاكرة فإنني فخور ومعتز وممتن في ليلة عرسه، رجل قدم للمكتبة العربية والمكتبات العالمية تراثا حضاريا عن الفلسفة والحضارات الإنسانية، ووظف نفسه وسخرها لخدمة الأجيال الحاضرة القادمة لتقرأ له بامتياز عن كل ما كتبه من تاريخ الحضارات العالمية وإنجازاته في خدمة الإنسان والإنسانية والفكر وهلم جرا والله ولي التوفيق.
مشاركة :