رجال في الذاكرة ( الأستاذ الدكتور اللواء أنور ماجد عشقي )

  • 7/13/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

رجال في الذاكرة  الأستاذ الدكتور اللواء أنور ماجد عشقي الاستراتيجي وأحد رواد الفكر والإبداع العربي د.غازي زين عوض الله المدني لقد احترت بادي ذي بدء أن اختار عنوانا يليق بمكانته الفكرية، إنه صاحب نظرية في علم الاستراتيجيات وواحد من كبار المفكرين العرب، كتب مئات المقالات – ومازال يكتب – في العديد من الصحف السعودية والعربية، له مشاركات متعددة في برامج Talk Show الحوارية، يستضاف من العديد من القنوات الفضائية ليبدي رأيه في القضايا الاستراتيجية والسياسية في محاور البرامج في تلك القنوات، تشاهده وتقرأ له ويشدك إليه بما يتمتع به من كاريزما وفكر مستنير، إنه يحرص أن يكون صادقا مع نفسه ومع من حوله، فالكلمة عنده لها قداسة تخرج من قلبه إلى قلب قرائه، وهذا ما جعله محبوبا في كل استضافاته الفضائية، إنه مؤسس منتدى الأحادية التي يعقدها في منزله وكان يعقدها كل يوم خميس في الرياض، وآمل أن تكون ذاكرتي في صواب التعريف بموعد منتداه، فإذا ما عقد ندوة أو محاضرة لكبار المفكرين والمتخصصين في علوم علمية أو نظرية يعد ملفا عن الموضوع الذي يتطرق إليه ضيفه في الاحادية، يجمع فيه المعلومات التي هي محور الندوة أو المحاضرة، تحس وهو يقدم الضيوف أنه ملم بامتياز في كل مايطرحه ضيف المحاضرة، وكأنه يقرأه هو المحاضر حباه الله من الذكاء والثقافة التي تمكنه أن يسبح في كل علوم المعرفة هذا بالإضافة إلى أنه يكون محاضرا في المحافل العالمية أو في المنتديات العربية الفكرية، انه موسوعة في عمق الفكر الاستراتيجي الإبداعي ينتقي بامتياز في كل محاضراته الجملة القصيرة المفيدة ويقدم الصعود والسقوط في عبارة وجمل غيرت وجه التاريخ المعاصر في القرن الواحد والعشرين، وأحسبه في خاصرة التاريخ الإنساني البشري علامة بارزة سواء فيما يختاره من قضايا شائكة تشغل الرأي العام فهو يقود فيها بكل عمق وفكر وحصافة، ولا يغيب عنه المنهج العلمي في أطروحاته التي يستخدمها مفتاحا سحريا يفتح به نوافذ المعرفة يخترق فيها فكر المتلقي ويرسخها في ذهنه بأسلوبه السهل الممتنع وتلك سمة من سمات العلماء والمفكرين ولا يرقى إليها عالم متميز مؤهل لتأطير موضوعاته.. وفي سيرته الذاتية محطات معرفة عن نشأته وكل ما قدمه من أنشطة علمية وفكرية في مجال حياته، إنه أنور بن ماجد بن أنور عشقي، من مواليد المدينة المنورة عام 1362هـ 1943م، ويتوافق معي في السن والعمر وهو مؤسس ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، حاصل على شهادة الدكتوراه عام 1402هـ من جماعة “Golden Gate university” بكاليفورنيا بالولايات المتحدة، ماجستير فيالعلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان بالرياض، ليسانس الحقوق من جامعة الاسكندرية، بكالوريوس العلوم العسكرية من كلية الملك عبد العزيز الحربية، حصل على ثماني دورات عسكرية بالمملكة، ودورتين في الأقمار الصناعية والكومبيوتر بواشنطن ما بين عام 1403هـ 1405هـ. تخرج ضابطا برتبة ملازم ثان من الكلية الحربية عام 1378هـ وعمل مع قوة السلام التابعة للجامعة العربية في العراق والكويت، وتقلد في الوحدات العسكرية، وعمل مديرا لمستشفى القوات المسلحة بتبوك، ولا أذيع سرا إذا قلت أنه طبيب بالخبرة التي اكتسبها من إدارته للمستشفى في كثير من الأيام استأنس برأيه في المسائل الطبية التي تخصني ويقدم لي النصيحة والمشورة التي كثيرا ما استفدت منها في علاج مرضي. وإذا وقفنا أيضا في محطة أخرى من حياته في سيرته الذاتية أنه شارك ضمن الوفد المرافق للملك فيصل – يرحمه الله – في مؤتمرات عدة كمؤتمر القمة العربي بالمغرب، وفي زيارة الملك فيصل – يرحمه الله – لاندونيسيا وماليزيا، وفي مؤتمر القمة العربي بالقاهرة عمل مساعد القائد لقوة الدرع السعودية في لبنان وأسس نادي ضباط القوات المسلحة بالرياض وعين مديرا له، وعمل مستشار للسفير السعودي بواشنطن الأمير بندر بن سلطان آنذاك من 1403هـ إلى 1405 هـ، وعمل كذلك باللجنة الخاصة بمجلس الوزراء من عام 1405هـ ووصل إلى رتبة لواء ركن، ثم تقاعد 1408هـ ليتفرغ للعمل في اللجنة الخاصة حتى انتهت مدة عمله فيها وبعد ذلك فرغ نفسه إلى تأليف الكتب المتخصصة العلمية والفكرية وفي مجال تخصصه الاستراتيجيات في السياسة التي هي مربط فرسه يمتطي جواده فيها، ونلاحظ أن في كل محطات حياته – ومازال – شابا يانعا يحفظه الله من عين الحاسدين، إنه حقا غزير في المعرفة يقرأ بنهم في أمهات الكتب وموسوعاتها ويكتب ليثري معرفة القاريء والمكتبات العلمية، له ما يربو عن ثلاثين مؤلفا وهو ملم في بحور المعرفة، قرأته في كثير من أعمدة الصحف والمجلات كمجلة أقرأ وصحيفة المسلمون التي قفلت أبوابها والأهرام وأخبار اليوم ولازال يكتب في الأهرام بشكل متقطع ويتمتع بهواية شخصية في مجال الرياضة في سباق الخيل وهو أحد فرسانها، ونال جوائز في الحفريات الأسرية وجمع المقتنيات التاريخية والمخطوطات واللوحات الفنية النادرة فضلا أن له مكتبة في قصره ضخمة تضم آلاف الكتب والمخطوطات، ويروي في سيرته الذاتية أنه كان في الحادية عشر من عمره عندما كان يدرس مادة المحفوظات في المدرسة التي يتلقى علومه الابتدائية فيها في المدينة المنورة كلفه أستاذه حامد عبد الحفيظ – يرحمه الله – مدرس المحفوظات أن يكتب وبعض التلاميذ في الإنشاء قصيدة يصور فيها المنظر الجميل عندما هطلت الأمطاروكان يجلس بجوار شرفة مطلة على المنظر الخلاب ثم التفت المدرس اليه وقال: إنني على يقين بأن أنور سيقول الشعر لأن جده شاعر وكأنه يلمح استاذه بأن الشعر ينتقل من الجينات من جيل الى جيل واستجبت لطلبه وكتبت محاولات عن شعر وفي رأيي أنه كان ركيكا قلت فيه: هطلت على يد الرسول كثرة من الأمطار رحمة من عند الله الواحد القهار قطر الميازيب تسيل كأنها شلالات وترى الغدران بكثرة مثل البحار الذاخرات والجبال تخضر كأنها حدائق واسعات وإذا البروق تنير في الظلام لتهدي بها العابد الديان فصفق الاستاذ وامتدحني، وبعد ذلك أخذت المحاولات الشعرية الى والدي وكأنني فخور بها وأردت أن أسعده بهذه القصيدة وحكيت له القصة وحين بدأت أتلو الشعر أمامه نهرني وطردني.. وقال لي لا أريدك أن تقول شعرا، لماذا؟.. كان يخشى علي أن اترك العلم وأتجه للشعر، كان يريدني أن أكون مفكرا ، والده كان شاعرا ومبدعا وكان يلقب بشاعر المدينة.. وبعدها كلما نظمت شعرا مزقته وافتكرت كلمة والدي حتى يوم خطبتي وللتوثيق وللأمانة العلمية أنني رجعت في نقل قصته هذه من كتاب أسبوعية عبد المحسن القحطاني الثقافية الموسم الثاني في الفترة من 22/10/1433هـ 9/2012 الى 9/7/1434هـ 19/5/2013م، عن محاضرة ألقاها الدكتور أنور عشقي منهج الحوار في الاسلام.. ونسأل الله التوفيق في كل ما يصبو اليه في حياته العلمية والفكرية والخاصة..

مشاركة :