تناقش الحكومة العراقية الاستعدادات لخوض معركة فاصلة ضد «داعش» في مناطق صحراوية شاسعة، تمتد من جنوب الموصل مروراً بصلاح الدين ومناطق شمال الفرات، المعروفة بالجزيرة، وصولاً إلى جنوب الأنبار عند الحدود الدولية مع الأردن والسعودية، ويتوقع أن تكون المعركة معقدة وطويلة. وبحث رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس مع أعضاء مجلس الأمن الوطني الذي يضم وزيري الدفاع والداخلية وكبار قادة الجيش في التطورات الأمنية في البلاد. وجاء في بيان بعد الاجتماع أن المسؤولين «ناقشوا تدريب قوات مكافحة الإرهاب على القتال في المناطق الصحراوية»، في مؤشر جديد إلى استعدادات عراقية– أميركية لخوض معركة حاسمة ضد «داعش» في صحراء الأنبار. ومع اقتراب معركة الموصل من نهايتها، إذ تحاصر قوات الأمن آخر معاقل «داعش» في المدينة، بدأ التنظيم يتحرك في مساحة شاسعة ذات طبيعة صحراوية تمتد من جنوب الموصل مروراً بغرب صلاح الدين وشمال الفرات وصولاً إلى بلدة الرطبة المحاذية للحدود الدولية مع الأردن وسورية والسعودية. وقال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ العشائر في المحافظة لـ «الحياة»، إن الجنود الأميركيين الموجودين في قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي أبلغوا إلى «الشيوخ ومسؤولين أن ملاحقة جيوب داعش في الصحراء من الأولويات للمحافظة على الانتصارات المتحققة ضد الإرهابيين». وأضاف أن «استعدادات تجرى منذ شهور لشن عملية واسعة في منطقة الجزيرة المطلة على مدن الخالدية والرمادي وهيت وصولاً إلى حديثة، شمال نهر الفرات، وضواحي الرطبة ووديانها التي تؤوي الإرهابيين، بينها وادي حوران جنوب الفرات». وأوضح أن «دوريات أميركية تواصل استطلاع المنطقة على شكل هلال يمتد من بلدة حديثة ومنطقة الجزيرة شمالاً وصولاً إلى بلدة الرطبة جنوباً لرصد جيوب داعش في وديان وسهول يتحشد فيها مسلحوه الفارون من معارك الصيف الماضي». ويعول الجيش العراقي على القوات الأميركية الموجودة في الأنبار لمساعدته في خوض هذه المعركة الصعبة في الصحراء على مرحلتين: تنظيف السهول والوديان والأنفاق الطبيعية ومن ثم الانطلاق لاستعادة ثلاث مدن ما زالت تحت سيطرة «داعش» وهي، عانة وراوة والقائم التي تشكل إلى جانب بلدة البوكمال في سورية ما يطلق عليه التنظيم «ولاية الفرات». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس، أنه «استناداً إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن وجه صقور القوة الجوية ضربات إلى مواقع الإرهابيين ودمروا مقرين ومضافة وقتلوا عدداً من الأعداء وأعطبوا كل الأسلحة والأعتدة التي كانت في حوزتهم على طريق عكاشات غرب الأنبار».
مشاركة :