أعلنت الحكومة العراقية أمس السيطرة على مناطق واسعة من بلدة الشرقاط شمال البلاد وانتزاعها من تنظيم «داعش»، مع إحراز تقدم كبير في عمليات تحرير صحراء الأنبار الغربية والقريبة من الحدود مع سورية. وذكر المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، في تصريح الى «الحياة»، أن «المعارك في الشرقاط مستمرة لليوم الثاني على التوالي بعد استعادة قرى الطسية وأبو وردة (غرب) ورفع العلم العراقي عليهما». وأكد يزن الجبوري، القيادي في «الحشد الشعبي» بمحافظة صلاح الدين، في تصريح إلى «الحياة»، أن «مقاتلي الحشد تمكنوا من اقتحام خطوط داعش إثر معارك عنيفة انهار خلالها مسلحو التنظيم، وتمكنت قواتنا من السيطرة على مساحات واسعة من البلدة (الشرقاط) أكبر مما كنا نتوقعه». ولم يستبعد أن تكون «معركة الشرقاط أكثر سلاسة وإن شاء الله سنحررها بأقل الخسائر التي توقعناها». وأضاف أن «القطعات العسكرية وصلت إلى وادي جرناف، القاطع الشمالي للعمليات، والذي يعد الطريق العسكري لعناصر داعش». وأكد أن «القطعات العسكرية تمكنت من قطع الشرقاط عن الموصل، حيث تم تحرير قريتي الصبخة وبعاجة الواقعتين على مشارف البلدة من المحور الشمالي، إضافة إلى تحرير مركز للشرطة غربها». وأفاد القيادي في «لواء صلاح الدين» (حشد شعبي) الشيخ ونس جبارة أن «الطائرات العراقية وطائرات التحالف الدولي تمكنت من تدمير تسع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون من داعش لاستهداف القوات المشتركة جنوب غربي الشرقاط». وكشف مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أن «سكاناً محليين اقتحموا سجن تنظيم داعش المركزي في الساحل الأيمن للشرقاط وقتلوا خمسة من عناصر حمايته وحرروا أكثر من ٤٠ معتقلاً غالبيتهم من سكان البلدة كان التنظيم الإرهابي يحتجزهم». وأعلن قائد «عمليات الجزيرة» اللواء الركن قاسم المحمدي، أمس، أن «قطعات الجيش العراقي من الفرقة السابعة وعمليات الجزيرة وبمساندة مقاتلي العشائر تمكنوا صباح اليوم (أمس) من تحرير منطقة جزيرة حديثة بالكامل، شرق مدينة حديثة، 160 كلم غرب الرمادي». وأشار إلى أن «جزيرة حديثة تضم قرى الخالدية والعميرية والكصيريات وبعض الأراضي الزراعية المحاذية لنهر الفرات شرق مدينة حديثة، وتحرير الجزيرة سيساهم بتقليل خطر التنظيم على مدينة حديثة وناحية البغدادي شرقها». وتابع أن «عملية التحرير جاءت بعد قتل أعداد من عناصر داعش وهروب بقية العناصر الإرهابية نحو الصحراء، فضلاً عن تفكيك 163 عبوة ناسفة والاستيلاء على قواعد إطلاق صواريخ وأسلحة مختلفة». وأوضح المحمدي أن «قطعات الجيش العراقي ومقاتلي العشائر أمسكوا بجزيرة حديثة بعد تحريرها، فيما تحركت قطعات أخرى من الجيش ومقاتلي العشائر نحو جزيرة البغدادي المحاذية لها لتحريرها من تنظيم داعش». وتعتبر جزيرة حديثة الواقعة في الجزء الشرقي من مدينة حديثة، هي إحدى صحارى الأنبار التي يحيط بها نهر الفرات من جانبين، وتضم عدداً من القرى والأراضي الزراعية، وغالباً ما كان عناصر التنظيم يتخذونها أماكن لنشاطاتهم لسهولة الاختباء فيها بعيداً من رصد الطيران لهم.
مشاركة :