شعريات سورية بقلم: مفيد نجم

  • 5/30/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وقعت هذه التجارب في خطأ العزل والانتقائية عندما تجاهلت تجارب مهمة وأساسية يعيش شعراؤها خارج سوريا، خاصة أن بعضها يعد من أهم هذه التجارب.العرب مفيد نجم [نُشر في 2017/05/30، العدد: 10648، ص(15)] ملفات عديدة نشرت على مدى السنوات الماضية تناولت تاريخ التجربة الشعرية الحديثة في سوريا تارة، وتارة أخرى اقتصرت على تقديم هذه التجربة خلال سنوات الانتفاضة الماضية. المشكلة الأولى التي طرحتها هذه المحاولات هي مشكلة المصطلح، عندما استخدمت جميعها مصطلح الشعر السوري في توصيفها لهذه التجربة. الغريب أن من وصفوا أنفسهم بالنقاد أو الشعراء قد اشتركوا في هذا الخطأ المنهجي. ليس هناك ما يسمى بالشعر السوري، أو الشعر العراقي أو المصري، بل هناك تجارب شعرية سورية وأخرى عراقية، أو مصرية وهكذا فيما يخص التجارب العربية الأخرى. الحديث عن شعر سوري يعني أن هذا الشعر يمتلك خصائص وسمات جمالية وفكرية تميزه عن الشعر في بلدان عربية أخرى. التجارب الشعرية لا سيما في بلدان المشرق العربي عاشت نفس التحولات مع فوارق نسبية على المستوى الزمني وثمة تقاطعات كثيرة تظهر حالة التفاعل والتأثير والتأثر التي كانت تحدث بين هذه التجارب في هذا البلد العربي أو ذاك. وغالبا ما كانت هذه التجارب تواجه نفس الأسئلة وتتشكل في فضاء مفتوح على بعضه البعض. لقد قاد هذا الخطأ إلى الوقوع في أخطاء أخرى بعضها عفوي وبعضها الآخر مقصود. الخطأ العفوي ظهر في تناول تحولات هذه التجارب الشعرية السورية بعيدا عن مرجعياتها عربيا وعالميا، وكأن هذه التجارب كانت تتشكل في فضاء خاص بها، وبمعزل عن أي تأثير خارجي. أما الخطأ الآخر فتجلى في تجاهل تجارب أساسية ومهمة في هذا الخصوص حتى عند تناول هذه الملفات لشعراء المنافي، ولا أعتقد أن من الموضوعية في شيء أن يتم التعامل مع هذه التجارب على أساس مزاجي أو في ضوء حسابات خاصة. المشكلة الأخرى التي ظهرت في دراسة تداعيات الزلزال السوري في نصوص الشعراء والشاعرات السوريين تجلت في التناول الانطباعي والتوصيف دون أن تحاول الكشف عن السمات الأسلوبية والجمالية وما يمكن أن تنطوي عليه من رؤية خاصة وقدرة على تمثل هذا المشهد الدامي والعنيف بأبعاده المختلفة. أيضا وقعت هذه التجارب في خطأ العزل والانتقائية عندما تجاهلت تجارب مهمة وأساسية يعيش شعراؤها خارج سوريا، خاصة أن بعضها يعد من أهم هذه التجارب. بالمقابل ثمة اهتمام بتجارب بسيطة وأسماء عادية لمجرد أنها تناولت هذا الحدث، أو لأنها تنتمي إلى هذا الجيل وكأن هذا يكسبها قيمة خاصة. هذه الملاحظات السريعة لا تقتصر على الشعر بل تتجاوزه إلى الرواية أيضا. ثمة من لا يريد أن يرى التجربة إلا من خلال منظوره الخاص، حيث تتداخل الحسابات الخاصة والشللية ونزعة قتل الأب في هذا المشهد. كاتب سوريمفيد نجم

مشاركة :