الاستقطاب بين المنتجين والمستهلكين يحوّل تركيز أسواق النفط والغاز شرقاً

  • 6/1/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تستحوذ عوامل التبعية لإمدادات النفط والغاز على أهمية كبيرة في التعاقدات والتحالفات المتعلقة بقطاع الطاقة العالمي، فيما تزداد أخطار تلك التحالفات كلما شهدت الأسواق حالات عدم استقرار نتيجة أحداث جيوسياسية وبيئية وتشويشات في عمليات الإنتاج والتصدير، في حين تساهم القوانين والتشريعات بتقلبات سوقية بين فترة وأخرى. وأشار التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى أن «قضايا التبعية تتسم بحساسية مفرطة كلما ارتبطت بالجوانب السياسية ومصالح الدول المتوسطة الوطويلة الأمد، ومن الملاحظ أن الأهمية التي يختزنها قطاع الطاقة بمكوناته، ساهمت في تجاوز العديد من الضغوط السوقية من دون ضمان اكتساب مناعة كاملة في تجاوز تلك المؤثرات السلبية وضمان عدم تكرارها في المستقبل». ولفت إلى أن «الاكتشافات الكبيرة للغاز الصخري وقدرة الولايات المتحدة على إنتاج كميات كبيرة منه، شكلت انعطافة كبيرة على خريطة الطاقة العالمية، إذ أن التوقعات أظهرت قدرة الولايات المتحدة على الاستغناء عن نفط الشرق الأوسط في مراحل الإنتاج المتقدمة، إلا أن معطيات الأسواق حالياً أظهرت قدرة على استيعاب اللاعبين كافة، وارتفاع الطلب المتواصل على مصادر الطاقة واتساع الفجوة بينه وبين القدرات الإنتاجية الفعلية من كل المصادر، منحت الأسواق حالة من الاستقرار وللمنتجين مساحة أوسع لإعادة تقييم هياكل الطلب وتحديد خريطة الطاقة تبعاً للمعطيات والتطورات الحالية والمتوقعة». وفي المقابل، شكل تحالف روسيا والصين تغييراً جوهرياً على خريطة الطاقة العالمية بدخول البلدين عصر التعاقدات طويلة الأجل والتي ستمتد إلى 30 عاماً وبقيمة قد تتجاوز 400 بليون دولار، مع دخول مفاهيم جديدة على التحالفات على مستوى الإمداد والأحجام والقيم، إضافة إلى المزايا التي تتمتع بها الدول المنتجة للطاقة والتي لا تنتمي إلى تحالفات ومنظمات للنفط والغاز، من حرية في الحركة ومرونة أكبر في اتخاذ القرارات طويلة الأجل. وأضاف التقرير: «بات من الواضح أن الاقتصاد الصيني ونسب النمو المسجلة والتوقعات المتفائلة تجعله محط الأنظار الأكثر جدوى للمنتجين، مع الأخذ في الاعتبار محدودية الخيارات أمام الدول الأوروبية في الحصول على النفط والغاز بالشروط التي تضعها هي، في ظل القدرة الصينية على استيعاب كميات كبيرة من مصادر الطاقة لتلبية الطلب المحلي، وبالتالي ستحافظ روسيا على أسواقها الأوروبية وفي الوقت ذاته استطاعت فتح أسواق جديدة تضمن لها البقاء في الأسواق والمحافظة على وارداتها من النفط والغاز لفترة طويلة». ولاحظ أن «الصفقات الكبيرة تسيطر على أسواق النفط والغاز على المستوى العالمي، ومن خلالها يمكن ضمان استقرار الأسواق ومسارات الأسعار على المدى الطويل، كما بات لزاماً على المنتجين إعادة تقييم آليات التعاقد والنظر إلى آليات عمل أسواق الطاقة العالمية بمنظور مختلف، انسجاماً مع الصفقات الكبيرة التي ستؤثر في خريطة الحصص السوقية الحالية والمحتملة، إضافة إلى تأثيرها الايجابي على المتعاقدين في ظل تعاظم حالات الاستقطاب التي تشهدها أسواق المنتجين والمستوردين للنفط والغاز».   الشركات واستعرض التقرير أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز في منطقة الخليج خلال الأسبوع، ففي قطر وقّعت «المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء» 15 عقداً لمشاريع الكهرباء الكبرى بقيمة 7.720 بليون ريال (2.1 بليون دولار)، لإنشاء مشاريع المرحلة الـ11 من تطوير شبكة النقل الكهربائي وتوسعتها. وفي العراق، أعلنت الهيئة العامة للمناطق الحرة التابعة لوزارة المال توقيع أربعة عقود مع شركة «أس كي أي انيرجي هولدنغس» الإماراتية للاستثمار في المنطقة الحرة، بخور الزبير في محافظة البصرة. وأكدت الهيئة في بيان أن «العقد الأول أبرم مع الشركة لتجارة المشتقات النفطية في أرض مساحتها 20 ألف متر مربع، بينما تضمّن العقد الثاني إنشاء مشروع خدمي بمساحة 1600 متر مربع لتقديم الخدمات النفطية واللوجستية والصيانة للمشاريع النفطية». وفي الكويت، أعلنت مصادر في شركة «نفط الكويت» أطلاق مشروع مسح زلزالي ضخم لحقل برقان الكبير باستثمارات تغطي أحدث التقنيات في صناعة النفط العالمية. ولفتت إلى أن عدداً من الشركات العالمية المتخصصة في مجال المسح تنافس على المشروع، أبرزها «وسترن جيكو» التابعة لـ «شلمبرغير» الأميركية، و «سي جي جيفريتاس» الفرنسية. وأكدت المصادر أن «نفط الكويت» حددت 27 أيار (مايو) الماضي موعداً نهائياً لاستلام العطاءات المقدمة من الشركات لتنفيذ المشروع، مشيرة إلى أن مدة التنفيذ تقارب العامين. وفي الإمارات، أعلنت شركة «يو أو بي»، التابعة لشركة «هانيويل»، اختيار تقنيتها الخاصة بمعالجة الوقود الأخضر من قبل شركة «بتركسو للنفط والغاز» لإنتاج وقود الطائرات المتجدد ووقود الديزل المتجدد في مصفاتها الجديدة التي ستبنى في إمارة الفجيرة. وستستخدم «بتركسو» تقنية معالجة وقود الطائرات المتجدد من «يو أو بي» لمعالجة نحو 500 ألف طن متري سنوياً من اللقيم المتجدد لإنتاج وقود الطائرات ووقود الديزل المتجدد، واللذين يعرفان باسم «وقود الطائرات الأخضر من هانيويل» و «وقود الديزل الأخضر من هانيويل». وكانت «بتركسو» أعلنت استثمار 800 مليون دولار في بناء مصفاة جديدة طاقتها مليون طن سنوياً من منتجات الوقود الحيوي. النفطالطاقة

مشاركة :