أكد نائب المدير العام بجمعية النجاة الخيرية الدكتور جابر الوندة أن الكويت حكاماً وشعباً بلد الخير والعطاء دائما، فقد جبل أهلها على تقديم يد الخير والمساعدة للفقراء والمحتاجين داخل وخارج الكويت، لافتا إلى أن الكويت قد حفظها الله تعالى ومن عليها من فضله وكلما جاد أهلها بالخير والعطاء في عمل البر، كلما زادها الله من فضله وأنعم عليها من كرمه وتفجّرت فيها آبار النفط وآبار الخير، ومشددا على أن الكويتيين حريصون على فعل الخير حتى في أصعب الفترات، مشيرا إلى أنهم في محنة الغزو كانوا يُقبلون على الخير والتبرع وإخراج زكواتهم وصدقاتهم.وفي هذا الحوار لفت الوندة إلى أن جمعية النجاة الخيرية من أقدم مؤسسات العمل الخيري في الكويت، مشيرا إلى أن الجمعية لها أنشطة كثيرة وعديدة داخل الكويت وخارجها، مشيرا إلى أن الجمعية تكفل حالياً أكثر من 12 ألف يتيم في مختلف الدول العربية والاسلامية الفقيرة، علاوة على بناء المساجد في العديد من الدول، وتنفيذ المشاريع الإنتاجية للأرامل والفقراء، والمساعدة في إنشاء وترميم بعض بيوت الأيتام والأرامل، فضلا عن العديد من الأنشطة الإغاثية جراء ما يجتاح العديد من البلدان من كوارث، وغيرها من الأنشطة.ولفت إلى أنه يوجد لدى كثير من الدول العربية الإسلامية احتياجات كثيرة لمساعدة المسلمين وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام، لهذا رأت الجمعية التعامل مع المسلمين خارج الكويت في تفعيل مثل هذه الأنشطة الخارجية. وأعلن الوندة عن أن الجمعية بصدد إطلاق حملتها الجديدة لهذا الموسم تحت شعار «خيرك... يسعدهم»، والتي تأتي انطلاقا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم «أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله إلى قلب مسلم... الخ الحديث».وتطرق الوندة إلى الكثير من المشاريع الخيرية التي تنفذها جمعية النجاة خارج الكويت مثل كفالة الأيتام، مؤكدا أن الجمعيات والمؤسسات في الكويت تكفل أكثر من مئة ألف يتيم خارج الكويت، وتقوم ببناء المساجد وبناء وترميم بيوت الفقراء والمحتاجين وتنفيذ المشاريع التنموية التي تساعد الفقراء على المعيشة، مثمنا تعاون حكومة الكويت خصوصا وزارتي الشؤون والخارجية وسفارات الكويت في الخارج، في دعم عمل جمعية النجاة الخيرية ومساعدتها في تنفيذ أنشطتها، لافتا إلى أن كل هذه الجهات تقدم الدعم والعون والمساندة لأنشطة الجمعية... وتطرق إلى قضايا وتفاصيل أخرى يمكن التعرف عليها في سياق السطور التالية:• في البداية نود التعرف على طبيعة دور لجنة العمل الخارجي بجمعية النجاة الخيرية؟ وماذا عن الحملة الجديدة للجمعية؟- أنشئت لجنة العمل الخارجي بجمعية النجاة الخيرية منذ حوالي 9 سنوات، وتتولى اللجنة إدارة المشاريع والأنشطة التي تقوم بها جمعية النجاة الخيرية خارج الكويت، وجمعية النجاة الخيرية من أقدم مؤسسات العمل الخيري في الكويت، فقد تأسست منذ العام 1978 ولها أنشطة كثيرة وعديدة داخل الكويت وخارجها، وقد ركّز أعضاء مجلس الإدارة في الجمعية واللجان المنبثقة عنها إلى توجيه عمل الجمعية داخل وخارج الكويت، حيث يوجد لدى كثير من الدول الإسلامية احتياجات كثيرة لمساعدة المسلمين وتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام، لهذا رأت الجمعية ضرورة التعاون مع المسلمين خارج الكويت من خلال تفعيل مثل هذه الأنشطة الخارجية.وقد أبدت لجان الجمعية اهتمامها بالأنشطة الخارجية منذ وقت مبكر، حيث تم البدء في مشاريع ترميم وبناء المساجد وكفالة الأيتام وحفر الآبار، وتنفيذ المشاريع التربوية مثل الحضانات ورياض الأطفال والمخيّمات التربوية للناشئة، وكذلك ترميم بيوت الأرامل والأطفال الأيتام وتنفيذ المشاريع التنموية الإنتاجية، التي من خلالها يتم تسهيل سبل الرزق الحلال عن طريق توفير بعض الأدوات الحرفية، مثل مكائن الخياطة وتوفير الأبقار والماشية والماعز والأغنام لبعض الأسر الفقيرة لتربيتها والاستفادة منها،علاوة على ذلك قمنا في بنغلاديش بتوفير دراجات «الركشة» لعدد من الفقراء والمحتاجين كي ينفقوا من دخلها، حيث تستخدم هذه الدراجات كوسيلة مواصلات، وهذه بعض المشاريع التي تقوم جمعية النجاة بتنفيذها.• وماذا عن حملة «خيرك... يسعدهم» الجديدة؟- شعار الحملة الجديدة الذي اخترناه ينطلق من حقيقة أن الاسلام هو دين الرحمة والسعادة، وهو يتضمن الكثير من القيم التي تؤدي في النهاية إلى إدخال السرور على قلوب الفقراء، ولا شك أن العطاء هو الوسيلة الأقرب والأنجع لرسم الابتسامة على وجوه الآخرين، وهذا الشعار موجّه إلى عموم أهل الخير، ويعني أن أفعال الخير المختلفة هي سبب رئيسي لسعادة الانسان، ومن هذا المنطلق اعتمدنا شعار حملة النجاة الجديدة لهذا العام «خيرك... يسعدهم» والتي نهدف من خلالها إلى إدخال السرور والبهجة على قلوب آلاف المحتاجين.• نود التوقف عند المشاريع التي افتتحتها جمعية النجاة أخيرا في دولة بنغلاديش؟- هناك العديد من المشاريع التي تم التركيز عليها في دولة بنغلاديش، حيث قامت جمعية النجاة الخيرية بتدشينها والبدء بها منذ عدة أعوام، وفي الزيارات الأخيرة التي قمنا بها إلى بنغلاديش قمنا ببناء مئات المساجد في مختلف المناطق هناك، وكل هذه المساجد كانت بتبرعات كريمة وسخية من أهل الخير من أبناء الكويت، كما قمنا بحفر آلاف الآبار للمياه العذبة الجوفية في عام واحد في مناطق متفرقة في بنغلاديش، وكان لنا جدول نشاطات في الجمعية حيث تم تقسيم هذه الأنشطة على لجان الزكاة التابعة للجمعية، مثل لجنة زكاة سلوى ولجنة زكاة العثمان ولجنة زكاة الفحيحيل ولجنة زكاة كيفان، فحاولنا جاهدين تغطية مختلف المناطق الجغرافية في بنغلاديش، وذلك لأنها دولة شاسعة ومترامية الأطراف وهناك صعوبة في التنقل فيها، فقمنا بتقسيم لجان الزكاة التابعة للجمعية إلى ثلاثة فرق وكل فريق يعمل في اتجاه أو منطقة مختلفة عن الفريق الآخر، لتغطية أكبر قدر من المشاريع التي تقوم بها الجمعية واللجان التابعة لها للإشراف على تنفيذها والوقوف على احتياجاتها.• وماذا عن المشاريع التي تقوم بتنفيذها جمعية النجاة في البلدان الأخرى؟- بالتأكيد فإن جمعية النجاة لها مشاريع عديدة في أكثر من دولة، ومن أبرز الدول التي تنفذ فيها الجمعية مشاريعها مصر، حيث يوجد بها آلاف الأيتام الذين تقوم الجمعية بكفالتهم ورعايتهم والاهتمام بجميع شؤونهم، كما تنفذ الجمعية في مصر مشروع دعم وكفالة طلبة العلم من الفقراء والمحتاجين، علاوة على إنشاء المساجد والمساهمة في إنشاء مدارس التعليم الخاص. وتقوم الجمعية بتنفيذ بعض المشاريع الخيرية في العديد من بلدان العالم، وأهمها أن «النجاة» تكفل حالياً أكثر من 12 ألف يتيم في مختلف الدول العربية والاسلامية الفقيرة، علاوة على بناء عدد من المساجد في العديد من الدول، بالإضافة إلى المساهمة في تنفيذ بعض الدورات التدريبية وتنفيذ المشاريع الإنتاجية للأرامل والفقراء، والمساعدة في إنشاء وترميم بعض بيوت الأيتام والأرامل التي لو رآها أي شخص فسيكتشف أنها غير آدمية، حيث يعاني فيها الكثير من أسر الفقراء والمحتاجين من البرد الشديد في الشتاء، ولا تجد هذه الأسر الفقيرة ملاذا من هذا البرد إلا تلك البيوت والمنازل المتهالكة، فبدأت جمعية النجاة في ترميم هذه المنازل وإعادة بنائها. ولدينا كذلك العديد من الأنشطة الإغاثية جراء ما يجتاح العديد من البلدان من كوارث طبيعية مثل الأمطار والفيضانات والمجاعات وغيرها من الكوارث، بالإضافة إلى ذلك نقوم بكفالة الدعاة والأئمة ونتواصل معهم، وخاصة من خريجي الكليات الشرعية الذين لا يجدون أي مصدر دخل ثابت أو رواتب ثابتة، وحكوماتهم لا تعطيهم إلا رواتب ومعاشات ضعيفة «لا تسمن ولا تغني من جوع».• كيف هو تعاون السفارات والهيئات الديبلوماسية الكويتية في الخارج مع جمعية النجاة في تنفيذ مشاريعها الخيرية؟- تساهم السفارات والهيئات الديبلوماسية الكويتية بالخارج بدور كبير في تذليل العقبات، وتتعاون مع جمعية النجاة بشكل طيب في تنفيذ مشاريعها وأهدافها التي ترمي إلى تحقيقها في مجال العمل الخيري. ومن المعروف أن عملنا يتبع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التي دائما ما تمد لنا يد العون في أعمالنا سواء كانت داخل أو خارج الكويت، وعلاوة على ذلك فإن وزارة الخارجية الكويتية تقوم بتقديم كافة التسهيلات وتذلل جميع العقبات أمامنا ولا تبخل بتقديم دعمها وتعاونها مع الجمعية، فنحن في أي رحلة لأي دولة نخاطب وزارة الخارجية وسفارة دولة الكويت في الدولة المراد السفر إليها، وفي الحقيقة فإن مسؤولي الخارجية أو السفارة لا يبخلون علينا بتقديم النصح والتوجيه والإرشاد، علاوة على ذلك فنحن نسعد ونفخر بالاستقبال الحافل لنا من جانب سفاراتنا في الخارج، فمثلا حينما سافرنا إلى بنغلاديش تم استقبالنا من قبل مسؤولي السفارة أفضل استقبال، وقدموا لنا كافة التسهيلات وكانوا دائما ما يشاركون معنا في أنشطة الجمعية وافتتاح المشاريع التي نقوم بتنفيذها في بنغلاديش، وهذا إن دل فإنما يدل على حرص الكويت وحكومتها وسفاراتها بالخارج على دعم العمل الخيري الكويتي الذي أصبح مثالاً يُحتذى. كما يبيّن المنزلة العظيمة للعمل الخيري الكويتي والجهد الطيب للجمعيات الخيرية ومؤسسات النفع العام. ولا شك أن سفاراتنا في الخارج هي واجهة الكويت السياسية ولنا معها تواصل دائم ومستمر، ونحن كمؤسسات للعمل الخيري جزء من الجناح الآخر للكويت، فهذه الدولة رسمها أكبر من اسمها، فللكويت أثر واضح وكبير في كل دول العالم على الرغم من صغر مساحتها، والكويت معروفة بالسياسة الوسطية المعتدلة الممنهجة التي تحمل الخير والود لكل دول العالم. وأود أن أوضح أن الكويت بلد مبارك، والله سبحانه وتعالى يحفظها بفضله وكرمه، فهي الدولة الوحيدة التي تم احتلالها 7 أشهر ثم عادت بفضل الله وبحمده إلى استقلالها، وهذا لم يحدث مع دولة أخرى.ولقد كان الكويتيون حريصين على فعل الخير حتى في أصعب الفترات وهي أيام الغزو، وكان الكثيرون منهم يتصلون على الجمعيات الخيرية لإرسال تبرعاتهم إليها، ويُقبلون على عمل الخير والتبرع بأموالهم وإخراج زكواتهم وصدقاتهم على الرغم من أنهم كانوا لاجئين خارج البلاد، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الكويتيين جبلوا على فعل الخير في جميع الأوقات، سواء في وقت الشدة أو الرخاء.• كيف تتلمسون انطباع الناس واستقبالهم لكم عند افتتاح مشروع خيري في إحدى الدول؟- لا شك أن المشاريع الخيرية ومساعدة الفقراء ومد يد العون للمحتاجين لها ثمرة عظيمة وجليلة ولها أجر كبير في الدنيا والآخرة، وتعتبر هذه الأعمال من أكثر القربات إلى الله عز وجل، ولذلك فإننا نشعر في المشاريع أو الأنشطة التي نقوم بتنفيذها بفرحة غامرة وسعادة كبيرة عند إنجاز هذه المشاريع وتلك الأنشطة، ولذلك نشاهد ونلاحظ فرحة كبيرة على وجوه الفقراء والمحتاجين، وهم يفرحون لأنهم لن يسألوا الناس مرة أخرى، وأثناء وجودنا في بنغلاديش عندما كنا نقدم مثلا ماكينة خياطة قيمتها 40 ديناراً أو دراجة قيمتها 70 دينارا، كنا نجد فرحة غامرة على وجوه أفراد الأسرة التي نقدم لها هذه الأشياء التي ستجعلهم يعيشون مستورين دون سؤال أحد، لأن تلك الأشياء ستدر دخلا يستطيعون العيش منه والإنفاق على أسرهم. ومن القصص الغريبة التي سمعتها أن إحدى الجمعيات الخيرية حفرت بئراً للمياه الجوفية العذبة في إحدى الدول الأفريقية، وبعد فترة قال أهل القرية لمسؤولي الجمعية «والله لقد استطعتم إحياء سنة لم نستطع أن نحييها منذ 5 سنوات لعدم وجود الماء، وتلك السنة هي غسل الموتى، فلم نكن نغسّل الموتى وكنا نكفن الميت ونعفره بالتراب كالتيمم ثم نقوم بدفنه»، ولذلك فإن حفر البئر أحيا سنة غسل الموتى، وذلك من بركات العمل الخيري الكويتي.• كيف تقومون بتمويل مشاريعكم الخيرية؟- لقد أعطى الله سبحانه وتعالى الكويت الخير الكثير ومنحها من نعمه وفضله، وكل يوم يتم اكتشاف آبار النفط ومعها تتفجر آبار الخير في الكويت، وهذا كرم من الله سبحانه وتعالى على أهل الكويت الحريصين دائما على فعل الخير، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يضاعف لهم من خيره وكرمه. ولذلك نطرح المشاريع الخيرية من خلال إعداد حملات إعلانية وإعلامية لها، وهذا العام شعارنا «خيرك... يسعدهم»، ونقوم بدعوة المواطنين أو المقيمين للتبرع في المشاريع التي تعكف جمعية النجاة على تنفيذها ودعمها والمساهمة فيها وهذا فيه أجر كبير من الله، وأعمال الخير تعد باباً عظيماً للرحمة والمغفرة والهداية، وهذه الأعمال نسوقها لأهل الخير والبر في الكويت، ولذلك فإننا نجد إقبالا كبيرا من أبناء الكويت على فعل الخير للمساهمة والتبرع في تلك الأعمال الخيرية الجليلة، وإن من أهل الخير في الكويت من هو حريص على أعمال الخير أكثر من ماله وتجارته، ونجدهم يبادرون للمساهمة في أي مشروع خيري.
مشاركة :